كثيرون ممن أعلنوا عن تطوير التعليم يجمعون على تردي حالة التعليم في مصر خاصة بعد أن احتلت مصر المرتبة 134 عالميا، مؤكدين من وجهة نظرهم أن الاهتمام بالتعليم هو بداية التقدم في كافة المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية.
وبالتزامن مع عيد "العلم " الذي شهده الرئيس السيسي اليوم وتكريم الكثير من أوائل الثانوية العامة والخريجين علي تفوقهم الدراسي.. وتصنيف التعليم عالميا نطرح التساؤل علي عدد من الخبراء.
يقول الدكتور محمد رياض أستاذ البحث العلمي بجامعة القاهرة، إن التعليم في مصر في حالة تردي شديدة، ليس لضعف في العقول ولكن نقص في التمويل، موضحا أن الدولة هي التي تتبني الإنفاق علي التعليم بمفردها وهذا ليس كاف، وتساءل أين دور المؤسسات والهيئات المدنية ورجال الأعمال، والتي من المفترض الذراع الأيمن للدولة.
وأشار "رياض" إلي أن الاستثمار الحقيقي في العلم وليس في التجارة والصناعة كما يري بعض رجال الأعمال، وفسر ذلك بأن رجال الأعمال أخذوا الكثير من الدولة فماذا قدموا لها في قضية التعليم.
وأردف قائلا إن رجال الأعمال أخذوا فقط ولم يقدموا شيئا للبلد، لا في العلم ولا في الاقتصاد، موضحا أنهم يقومون باستقطاب الأجانب من أجل استثمارهم في التخطيط لمؤسساتهم والارتقاء بها ودفع آلاف الدولارات لهم مع استمرار عملية التهميش للشباب المصرين الذين يمتلكون عقول قادرة علي التخطيط والتنظيم والإدارة تفوق عقول الكثيرين من الدول الأوربية، لذلك فإنهم يهاجرون إلي أوروبا ويحققون نجاحات كاسحة مثل أحمد زويل.
ويقول الدكتور كمال مغيث الخبير التربوي، إن زيادة ميزانية التعليم والاهتمام بالمعلم هو محور العملية التعليمية والركن الأساسى فيه، ومن خلاله يتطور التعليم ويصل إلي القمة مضيفا: وأنا فى كلية التربية كنت أشاهد المدرس محبط وغير راض عن مهنته لأنه لم يٌعد بشكل جيد، وهو العنصر الأساسى فى انهيار العملية التعليمية نتيجة لانهيار دخله.
وأردف مغيث قائلا إنه فى أوائل السبعينيات كان المدرس يتقاضى راتب يعادل الآن 10 آلاف جنيه، ولكن للأسف نجد المدرس مرتبه الآن لا يتعدى الأساسى المائة وثلاثين جنيها وكثيرا ما كنت أسأل المدرسين المتعاملين بنظام العقود المؤقتة ماذا يجبركم على القبول بالعمل بهذا الراتب الهزيل، فيكون الرد "نقبل على أمل أن يرزقنا ربنا بدرس من هنا أو مجموعة أو التثبيت فيرتفع المرتب قليلا".
وعلى صعيد متصل يقول الدكتور سالم الرفاعي الخبير التربوي، إن هناك مشاكل كثيرة تواجه العملية التعليمية الآن متمثلة في المعلم والمناهج الدراسية والمدرسة، لكن الدولة تسعي الآن لحل كافة هذه الأزمات وتطوير التعليم.
وأكد "الرفاعي" أن الرئيس السيسي يسعي جاهدا لرفع روح المعنوية عند الشباب والمتفوقين في الجامعات والمدارس من خلال الاحتفال والتباهي بهم في العالم، مؤكدا أن العيد الذي عقد اليوم وهو عيد "العلم " خير دليل علي اهتمام الدولة بالتعليم ومحاولة الارتقاء به.
وأشار "الرفاعي" إلي ضرورة التحرك إلي التعلم حتي نرتقي ونصل إلي الثقافة الاجتماعية، مؤكدا أنه لو تعلم وبقى فى مكانه ولم يطور نفسه بالأخلاق والمبادئ سيظل فى مكانه فى مرحلة البداية ليكون شخصا أنانيا انتهازيا «عايش لنفسه» ولا يفيد غيره.