أكد علي جاحز، المحلل السياسي اليمني المقيم بصنعاء، أن مواقف أنصار الله وحزب المؤتمر اليمني الرافضة لمبادرة المبعوث الأممي "اسماعيل ولد الشيخ" والتي تهدف لابتزاز الداخل بتسليم الحديدة مقابل الرواتب، مازالت ثابتة.
وفي اتصال هاتفي مع "سبوتنيك"، اليوم الأحد، 06 أغسطس، 2017، قال جاحز، "إن الحديث عن الخلافات داخل أنصار الله أو داخل المؤتمر أو بين الطرفين لم نسمع عنها، وأن ما يتم تناوله وتضخيمه عبر الإعلام مقصود، ولا يمكن أن تخلو منظمة أو هيئة في العالم من الخلافات الإدارية وتباين وجهات النظر، وخلافات سطحية حول إجراءات أو مواقف معينة.
وأضاف جاحز، أنه لم يصدر تصريح رسمي من حزب المؤتمر بخصوص مبادرة "ولد الشيخ"، وأن ما قيل هو تصريحات للسفير الأمريكي، والذي تحدث عن بوادر ايجابية من جانب المؤتمر تجاه مبادرة "ولد الشيخ"، وهذا التصريح قوبل بنفي معلن من جانب المؤتمر.
وتابع جاحز، ما يحدث على الساحة اليمنية خلال الشهور القليلة الماضية هي "مغازلات" وليست مبادرات، وهناك مؤشرات دولية تتجه نحو الحل وتعتمد على بعض القبول من الداخل، وفي الحقيقة ليس هناك شيء يمكن الاعتماد عليه حاليًا.
وأضاف جاحز، بعض المؤشرات تقول أن الإمارات تلعب دور الوسيط في الوقت الراهن بين حزب المؤتمر الشعبي العام وبين السعودية، وتقوم بعمليات التنسيق مع الرياض للتوافق على الرئيس القادم، ورغم ما يتوارد من أنباء إلا أننا لا نستطيع الجزم بحقيقة تلك الأمور ونعتبرها تسريبات وتكهنات، ومع ذلك فهي تخلق نوع من الحوار غير المباشر أو ما يمكننا أن نسميه تحريك المياه الراكدة.
وعن مبادرة مجلس النواب، قال حاجز، أنها ليست ذات فاعلية في الواقع، لأن مجلس النواب هو مؤسسة تشريعية وليس مؤسسة سياسية ولا يحق له طرح مبادرات من هذا النوع، وكما سبق وقلنا أن معظم ما يتناوله الإعلام هو تسريبات وليست حقائق على أرض الواقع، وأقولها بصراحة "إلى الآن لا يوجد أفق حقيقي للحل في اليمن".
وحول علاقات الرياض وحزب المؤتمر الشعبي باليمن، أكد جاحز، أن هناك قطيعة تامة بين علي عبد الله صالح وحزبه مع السعودية، وقد بدأت العداوة بين الطرفين منذ 21 سبتمبر 2014، والوسيط الحالي بين المؤتمر والسعودية هي الإمارات، وقد تنجح تلك الوساطة أو تفشل، وفي كل الأحوال هم يريدون أن يستخدموا المؤتمر كورقة يقضون بها مصالحهم ثم يرمونها، وقد اعتدنا من دول الخليج أن تستخدم أوراق في اليمن ثم يتم التخلص منها بعد وصولهم لما يريدون أو يتم استبدالهم بأوراق أكثر قوة، وهذا الأمر يحدث الآن مع حزب "الإصلاح"، حيث بدأوا الآن في تصنيف بعض كوادره بأنهم جماعات إرهابية، وهذا لا يجعلنا نستبعد استخدام المؤتمر بنفس الطريقة من جانب الإمارات.
وبسؤاله عما تحمله الأيام القادمة لليمن من تهدئة أو تصعيد، قال جاحز، الأمور تسير في اتجاه التصعيد في الجانب الغربي من جانب التحالف باتجاه "الحديدة"، وهذا التصعيد سيستمر حتى نهاية العام، وبعد نهاية 2017 يمكن أن نقرأ المشهد بصورة أخرى، وقد لاحظنا أن تحركات وجولات المبعوث الأممي لليمن "ولد الشيخ"، هذه الأيام أصبحت أقل بريقًا ولمعانًا من السابق.
وختم جاحز، أن ما قيل عن مبادرة البرلمان فاق حجمها، والسبب أنها جاءت بعد تصريحات السفير الأمريكي والذي تحدث عن وجود إشارات إيجابية، فتوقع البعض أنها بالتنسيق معه وحدثت بعدها الضجة الإعلامية، لكن على المستوى الرسمي لم تحدث أي مواقف من جانب أنصار الله أو المؤتمر الشعبي العام تجاه مبادرة مجلس النواب.