ما زال أمر ترشح الفريق أحمد شفيق - رئيس حزب الحركة الوطنية المصرية - والمرشح الخاسر فى الانتخابات الرئاسية عام 2012 للانتخابات الرئاسية المقبلة، محل خلاف فى الوسط السياسى، حيث يتوقع البعض أنه سيتخذ قرار الترشح، ويكون المنافس الأقوى لرئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى بالانتخابات المقبلة، بينما يرى آخرون أن رئيس حزب الحركة الوطنية لن يترشح للانتخابات المقبلة نظرًا لسنه، والذى قارب الـ 80 عامًا إلى جانب ظروفه الصحية.
وبالرغم من هذا الانقسام حول موقف الفريق شفيق من الانتخابات الرئاسية المقبلة، إلا أنه يرفض أن يحسم هذا الجدل بالتأكيد أو النفى، مسألة ترشحه للانتخابات فى بيان أو أى تصريحات رسمية تصدر منه، ويكتفى دائمًا بأن يصدر بيانات على لسانه عن طريق خالد العوامى، المتحدث الرسمى باسم الحزب تارة يوضح فيها أنه فى حالة ترشحه للانتخابات الرئاسية، فإنه سيعلن عن هذا الأمر بنفسه، وليس أى شخص آخر، وتارة أخرى يؤكد أنه فى حالة ترشحه للانتخابات، فإنه لن يعلن عن هذا الأمر من الإمارات، التى يتواجد بها منذ أن غادر البلاد فى أعقاب إعلان فوز محمد مرسى بالانتخابات الرئاسية عام 2012، وإنما سيعود إلى البلاد ويعلن عن ذلك من القاهرة، ليترك الباب مفتوحًا أمام ترشحه للانتخابات.
ووسط كل هذا يتحرك الفريق شفيق، "حسب تأكيد المقربين"، خلال الفترة الحالية لحشد مؤيديه واستطلاع رأيهم حول أمر ترشحه للانتخابات الرئاسية من عدمه، خاصة أنه يتخوف بشكل كبير من خسارته بالانتخابات، حتى لا يكون قد خسر الانتخابات مرتين خلال أقل من 6 سنوات، فى ظل تباهيه بأن لديه شعبية كبيرة، وأنه كان الأحق بأن يتولى رئاسة البلاد فى انتخابات 2012.
وفقا لمصادر مقربة فقد تواصل رئيس حزب الحركة الوطنية مؤخرًا مع عدد من أعضاء حملة الراحل اللواء عمر سليمان خلال الانتخابات الرئاسية عام 2012، والذين تربطه بهم علاقات قوية لاستطلاع رأيهم حول ما إذا كانوا سيؤيدون ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة من عدمه، وبحسب المصادر ذاتها فقد لاقى "شفيق" ترحيبًا من أعضاء حملة سليمان، بل وأكدوا له أنهم كانوا سيطالبونه بالترشح للانتخابات والعودة للبلاد خلال الفترة المقبلة، لأنه الأصلح لقيادة البلاد.
وعقب ذلك سافر وفد يضم عددًا من أعضاء حملة عمر سليمان إلى الإمارات، وكان على رأسهم الدكتور يسرى أبوشادى - كبير خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية ورئيس قسم الضمانات سابقًا وعضو المجلس المصرى للشؤون الخارجية - واجتمعوا مع الفريق شفيق لمدة يومين.
المصادر المقربة من شفيق أكدت أن الفريق طالب أبو شادى بالبدء فى الاجتماع بأعضاء الحملة ومؤيديه، والاستماع إلى رؤيتهم للمرحلة المقبلة، وتقديرهم لفرصته فى الفوز بالانتخابات الرئاسية حال ترشحه للانتخابات.
وبالفعل اجتمع "أبو شادى" مع عدد من الشخصيات السياسية البارزة وقيادات حزب الحركة الوطنية المصرية، وعرض عليهم الأمر وسط إجماع الجميع، وألمح لهم بأن "شفيق" سيعلن عن ترشحه للانتخابات من مطار القاهرة الدولى بمجرد عودته إلى البلاد، باعتباره أحد الإنجازات التى نجح فى تحقيقها حينما كان يتولى منصب وزير الطيران فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك.
وبحسب المعلومات فقد لاقت فكرة إعلان الترشح من المطار رفض الحضور، واشترطوا أن يعود الفريق أحمد شفيق للبلاد أولًا، ليبدأ فى إعداد وتجهيز حملته الانتخابية، ومن ثم الإعلان رسميًا عن ترشحه للانتخابات فى مؤتمر صحفى، بحضور وسائل الإعلام المحلية والعالمية، ليكون كل شئ منظمًا ومدروسًا، رافضين بشكل قاطع أن يعلن "شفيق" عن ترشحه للانتخابات من مطار القاهرة أو من الإمارات، مؤكدين أن ذلك سيكون مدعاة للهجوم على الفريق شفيق ولن يصب فى مصلحته.
ووفقا لمصادر قريبة الصلة من الفريق شفيق، فإنه من المنتظر أن يكون "أبو شادى" هو المتحدث الرسمى باسم حملته الرئاسية بمجرد إعلان ترشحه للانتخابات، وليس الدكتور حازم عبدالعظيم، الناشط السياسى، والذى يعد من أكبر المعارضين لحكم الرئيس السيسى، ويطالب بانتخاب شخص غيره خلال الانتخابات المقبلة، وذلك نظرًا للثقة الكبيرة التى يضعها "شفيق" فى كبير خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق.
نقلا عن العدد الورقي.