بعد مرور 4 سنوات، على نجاح ثورة 30 يونيو، سقطت جماعة الإخوان الإرهابية، ومن ثم سقط بعدها شباب الجماعة، الذين كانوا يعولون على أنهم مستمرون فى مناهضة الدولة المصرية، كعادتهم حين يهزمون يلجأون للمربع الصفر، حيث المراجعات الفكرية للجماعة، والتى أطلقتها الجماعة خلال الأيام الماضية، والذى انفردت بـه "أهل مصر"، فى عدد سابق.
مصادر مقربة كشفت عن كتب المراجعات الفكرية، التى دشنها شباب الجماعة قبل توزيعها داخل السجون، وأولى هذه الكتب هو "الصدمة بقلم متساقط على طريق الدعوة"، كتاب مراجعة فكرية يسرد فيه كاتبه حمزة محسن -المسجون بسجن الفيوم العمومى جزءًا من تجربته مع جماعة الإخوان الإرهابية، ويحكى عن دعواته هو وبعض زملائه للمراجعة والوقوف على مواطن الخطأ، كما يسلط الضوء فيه على أمور كثيرة، تحتاج إلى مراجعة جادة وشاملة.
ينعت الكاتب نفسه بأنه من "المتساقطين"؛ متهكمًا على التعبير الشائع بين أوساط الإخوان، والذى ابتدعه المراقب العام الأسبق لإخوان لبنان "فتحى يكن" ضمن كتابه "المتساقطون على طريق الدعوة".
فعنون الشاب فصل كتابه الأول بجملة "متساقط أنا"، وفى هذا الفصل أورد: "منذ قرابة العام والنصف أو يزيد.. فقط بدأت.. تغيرات "فسيولوجية" أخذت تصحب أفكارى!.. أصبحت أصدر أصواتًا أخرى ليس من بينها مأمأة الخراف.. بدأ ذيلى ينحسر شيئًا فشيئا.. بدأت أشرد عن القطيع وأتطلع إلى متنفس خارج الحظيرة".
فى الفصل ذاته وجه حديثه لمن سيلومه ويهاجمه من الإخوان: "رفقا بنفسك صديقى؛ امتط جوادك وزد عن الإسلام بعيدًا عنى؛ فأنا فقط أتحدث عن نفسى.. عن تجربتى.. فإلى كل مدافع يهوى التبرير؛ أرجوك اشحذ أسلحتك فى ميدان آخر بعيدا عنى.. دعك منى، فأنا من المتساقطين على الطريق.. أنا خبث تنفيه الدعوة عن نفسها.. أنا مسجد ضرار".
ثم ينتقل الشاب فى فصل آخر إلى الحديث عن ضعف تأهيل الجماعة له، فيقول: "ﺍﻵﻥ ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺑﺪﺃﺕ ﺭﺣﻠﺔ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ.. ﺻﺮﺕ ﺃﺗﻌﺠﺐ ﻣﻦ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺗﺮﻯ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻧﻈﺎﻣًﺎ ﺷﺎﻣلًا، ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺟﺰﺀ ﺃﺻﻴﻞ ﻣﻨﻪ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺃﺑﺪًﺍ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺆﻫﻠﻨى ﻟﻔﻬﻢ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻌﺒﺔ؛ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻣﺤﺎﺿﺮﺍﺕ ﻣﺘﻮﺍﺿﻌﺔ ﺍﻟﻜﻢ ﻭﺍﻟﻜﻴﻒ ﻋﻦ "أﺣﺪﺍﺙ"، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻣﺘﺎﺑﻌﺎﺕ ﻓى "ﺍﻷﺳﺮﺓ" ﺍﻷﺳﺒﻮﻋﻴﺔ ﻟﻤﺎ ﺁﻟﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﻓى ﺍﻟﺒﻼﺩ.. ﺃﻭ ﻓى ﺍﻷﻏﻠﺐ "توجيهات" ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻭ "ﺭﺳﺎﺋﻞ" ﻣﻦ ﻓﻀﻴﻠﺘﻪ؛ ﻛﻨﺖ ﺃﻧﺼﺖ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻭﺃﺗﺎﺑﻌﻬﺎ ﻭﻛﺄﻥ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳى ﺳﺮﺑًﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ.. ﻛﻨﺖ ﺃﺗﻮﻫﻢ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺇﺩﺭﺍﻛًﺎ ﻟﻸﻣﻮﺭ.
يسرد الشاب أمورًا تتعلق بتعاطى الإخوان مع السياسة، ويختتم ذلك الفصل بالدعوة لقراءة أحد الكتب فى الشأن السياسى، فيقول متحدثا عن الكتاب: " ﻛﺘﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺻﻐﺮ ﺣﺠﻤﻪ ﻭﺑﺴﺎﻃﺔ ﻣﺤﺘﻮﺍﻩ ﻭﺑﻌﺪﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺪ؛ ﻓﺈﻧﻪ ﺟﻌﻠﻨى ﺑﻌﺪ ﺇﺳﻘﺎﻃﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺃﺩﺭﻙ ﻳﻘﻴﻨًﺎ ﺃﻥ ﻣﺆﺳﺴﺘى ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻤﺎﺭﺱ ﺃﻣﻮﺭًﺍ ﻫى ﺃﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻦ "ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ"، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻫى ﺃﻋﻤﻖ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﺠﺮﺩ ﺿﻌﻒ ﺗﺄﻫﻴﻞ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ؛ ﺇﻧﻬﺎ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑـ "ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ" ﺣﻴﻦ ﻳﺮﺟﻮﻥ ﻧﻜﺎﺡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ".
- بيع الوهم
ثم يتهكم الشاب على طريقة تعاطى الإخوان مع الأحداث التى تصل إلى حد السذاجة؛ فيقول فى مقالة حملت عنوان "الانقلاب يترنح": "ﻛﺎﻥ ﺑﻴﻦ السجناء ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﺻﺤﻔﻰ ﻣﺨﻀﺮﻡ، ﻳﺒﻬﺮﻙ ﺑﻄﺮﻗﻪ ﻓﻰ ﺟﻤﻊ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ.. ﻛﺎﻥ ﻓﻰ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻨﺎﺕ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻓﻰ ﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻨﺎﺕ.. ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺤﺪَّﺙ ﺩﻭﺭﻳًﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻸ ﻓﻰ "ﺍﻟﺘﺮﻳﺾ"، ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ ﺍﻟﺬى ﻳﺠﺘﻤﻊ ﻓﻴﻪ ﻧﺰﻻﺀ ﺍﻟﻌﻨﺒﺮ؛ ﻓﻰ ﺳﺮﺩ ﻷﻫﻢ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﻭﻓﻰ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻟﺒﻌﻀﻬﺎ.. ﺩﻳﺪﻧﻪ ﻓﻰ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻛﺎﻥ ﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺎﺕ، ﻭ"ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﻳﺘﺮﻧﺢ" ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻩ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺣﻴﺎﺓ.. ﻏﺎﻟﺒﺎً ﻛﻨﺖ ﺃﻧﻔﺮ ﻣﻦ ﺗﻔﺎﺅﻟﻪ ﺍﻟﺰﺍﺋﺪ ﻭﺃﺭﻯ ﻋﺒﺎﺭﺍﺗﻪ ﻣﺠﺮﺩ ﻣﺴﻜﻨﺎﺕ ﻻ ﺗﺘﻔﻖ ﻣﻄﻠﻘﺎً ﻣﻊ ﺗﺤﻠﻴﻞ "ﻭﺍﻗﻊ" ؛ ﺧﺎﺻﺔ ﺣﻴﻦ ﻳﻜﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﻣﺜﻞ: "ﺳﺎﻋﺔ ﺍﻟﺼﻔﺮ ﻗﺪ ﺍﻗﺘﺮﺑﺖ"، ﻭﺣﻴﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﺳﺘﺸﻬﺎﺩﺍﺗﻪ ﺗﺠﻨﺢ ﺇﻟﻰ "مصادره ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ" ﺩﺍﺧﻞ ﺃﺭﻭﻗﺔ النظام.. ﻛﺎﻧﺖ ﺗُﺒﺴَﻂ ﻟﻠﺮﺟﻞ ﺍﻟﺒُﺴُﻂ ﻭﻳُﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﻴﻦ.. فعلاً .
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻮﻡ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﺠﺘﻬﺪًﺍ، ﻭﻟﻪ ﺟﻤﻬﻮﺭ ﻳﻨﺘﻈﺮﻩ ﺃﺳﺒﻮﻋﻴًﺎ؛ ﺟﻤﻬﻮﺭ ﻳﻌﺸﻖ ﺟﺮﻋﺎﺕ ﻣﻦ "ﺍﻟﻤﻮﺭﻓﻴﻦ" متناولاً ﺇﻳﺎﻫﺎ ﻓﻰ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻮﺭﻳﺪ".
يأخذك الكاتب فى جولة لتتعرف على ما يدور بالسجون؛ فيتحدث عن الكم الهائل من الصد والتخوين لكل من يدعو الإخوان للمراجعة والتقويم فيقول، متحدثا عن شاب جهر يومًا بآراء تخالف آراء قيادات التنظيم: "ﺭﺟﻞ ﺧﻤﺴﻴﻨﻰ ﺍﺷﺘﻌﻞ ﺍﻟﺸﻴﺐ ﻓﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﻟﺤﻴﺘﻪ ﺟﻬﺮ ﻣﻘﺎﻃﻌًﺎ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺑﺜﻘﺔ ﻭﻫﻴﺒﺔ ﺁﻣﺮًﺍ ﺇﻳﺎﻩ ﺑﺈﻧﻬﺎﺀ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ.. ﺑﻤﻨﺘﻬﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﺴﺎﻃﺔ.. ﻛﻨﺖ ﺃﺗﻌﺠﺐ ﻭﺃﺗﺴﺎﺀﻝ.. ﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻫﻮ "ﺍﻟﻤﻨﺘِﺞ" ﺍﻟﺬﻯ ﻳﺘﺤﻜﻢ ﺑﻨﻘﻮﺩﻩ ﻓﻰ ﺃﻃﺮﻭﺣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺛﻴﻦ ﻣﺜلًا؟! ﺃﻡ ﺃﻧﻪ ﻭﺻﻰٌّ ﻋﻠﻰ ﻗُﺼَّﺮ ﻫﻮ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺃﺩﺭﻯ ﺑﻤﺎ ﻳﻨﺎﺳﺐ ﻃﻔﻮﻟﺘﻬﻢ؟!! ﺃﻡ ﺃﻧﻪ ﻇﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻰ ﺍﻷﺭﺽ، ﺍﻟﺬﻯ ﻳﻤﻠﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺎﺕ ﻣﺎ ﻳﻌﻄﻴﻪ ﺃﺣﻘﻴَّﻪ ﺍﻟﺤﺠﺐ ﺃﻭﺍﻟﺘﻤﺮﻳﺮ؟ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﻏﺮﻳﺒﺎً ﺑﺤﻖ.. ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺛﺎﺭﺕ ﺣﻔﻴﻈﺔ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺙ ﻓﺮﺩ ﺑﺎﻧﻔﻌﺎﻝ، ﺃﻳَّﺪﻩ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻭﺃﻧﻜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻵﺧﺮ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ ﺭﺟﺎﻝ.. ﺍﻟﻤﻬﻢ.. ﺃﻥ ﺣﺼﻴﻠﺔ ﻟﻘﺎﺀﺍﺕ ﻣﺼﻐﺮﺓ ﺗﻤﺖ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻟﻠﺘﺤﻘﻴﻖ ﻓﻰ ﺍﻷﻣﺮ، ﺃﻧﺘﺠﺖ ﻭﺑﻜﻞ ﺑﺴﺎﻃﺔ ﻣﻨﻊ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻧﻬﺎﺋﻴًﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﺪﺙ ﻟﻠﺠﻤﺎﻫﻴﺮ؛ ﻓﻬﻮ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻻ ﻳﻤﺘﺜﻞ ﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﺇﺧﻮﺍﻧﻪ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ، ﻭﻻ ﻳﺤﺘﺮﻡ ﺳﺒﻘﻬﻢ ﻭﺟﻬﺎﺩﻫﻢ ﻭﻋﻄﺎﺀﻫﻢ".
- كوراث حسن البنا
ثم ينتقل الكاتب بعد مجموعة من المقالات، التى تتحدث عن سوء تقدير "الأشخاص"، وعن كارثية بعض "الأحداث" إلى تلك المنطقة العميقة من أفكار الجماعة، والتى صاغها الشيخ "حسن البنا"؛ فاستهل الحديث عنها فى مقالة حملت عنوان "واجب الوقت" فقال: "ما زلت أسأل الإخوان متى تكون المراجعة؟.. مراجعة فكرية جذرية لما نحمل من أفكار متراكمة؛ الكارثة تتلوها الكارثة، ولا نزال حبيسى دوائر التبرير.. ما زلنا بالمربع صفر!.. وربما قبله.
لكن السؤال الأهم هو لماذا لا يستجيب التنظيميون لأحاديث النقد والمراجعة؟!.. سؤال مهم أطرحه الآن بعد أن عشت مليًا فى تلك المنطقة.. منطقة التبرير."
يضيف أيضًا فى موضع آخر: "ولأن عماد الدعوة عندهم هو الحركة؛ ولأن أمور الفكر ثقيلة للغاية على النفوس، وثقيلة أكثر على عقول تشرَّبت معان مغايرة لعقود طويلة؛ فإن الأمر يحتاج إلى جَهد كبير، ووقت أيضًا، ولكن فقط.
إذا توفرت "عقول" على استعداد للتفكير العميق، و"جرأة" على طرح المسكوت عنه".
ويقول الكاتب فى فصل آخر: "وبعد أن وعيت أن المؤسسة التى لا تلتفت لأخطاء الماضى؛ فإنها تضيع حاضرها وتدمِّر مستقبلها؛ صرت أتعجب من أناس حباهم الله عقولًا نيِّرة وفهمًا حصيفًا؛ ولكنهم لا يزالون حبيسى دوائر التبرير.. بينهم وبين مجرد تهيئة الآذان لسماع النقد بون شاسع صنعوه بأنفسهم؛ تجدهم لا يزالون يرددون: نمارس المؤسسية.. الأخطاء واردة فنحن بشر، ولكنها قطعًا أخطاء فردية.. جميع القرارت تمت ب"شورى".. المجتهد يدور بين الأجر والأجرين.. الابتلاء سنة كونية.. إنها سنة الدعوات.. الهجمة على دين الله شرسة.. إنه التمحيص.... وغيره وغيره من المبررات التى تريح النفس وتزيح عن العقل عناء التفكير."
الكتاب على صغر حجمه وبساطة أسلوبه إلا أنه يفتح أفق أفراد التنظيم ليراجعوا أنفسهم، ويتناول موضوعات حيوية ومهمة للغاية، مثل الحرب الأهلية والتعددية والمواطنة، ووهم احتكار الحق، ومفهوم الخلافة الإسلامية، وجوهر السياسة، وغيرها من الموضوعات، التى يدعو فيها الكاتب تنظيم الإخوان ليقيم حولها مراجعات جادة وشاملة.
- مرسى فاشل
يعكف على كتابته الآن عمرو عبدالحافظ المحبوس احتياطيًا بسجن الفيوم العمومى.
يناقش الكتاب المواقف السياسية التى اتخذتها الجماعة خلال السنوات الست الأخيرة، ومن أهمها: الترشح للرئاسة، وأداء الرئيس الأسبق محمد مرسى حيال الملفات الداخلية والخارجية، ورد الفعل على دعوة قوى سياسية لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، والمنهجية التى تعاملت بها الجماعة مع الدولة بعد 3 يوليو 2013.
كما يناقش الكتاب المقولات الفكرية الكبرى التى تأسست عليها الجماعة عند حسن البنا وسيد قطب، ويناقش قضايا جوهرية منها: الخلط بين الدين والتنظيم، وعلاقة الإخوان بالمجتمع والدولة، والفرق بين شمول الفكرة والتنظيم والفصل بين الدعوى والحزبى، وطريقة تكوين إنسان التنظيم، وانتهاج العنف لتحقيق مكاسب سياسية، ومسألة الدولة بين ثوابت الشرع ومقتضيات العصر.
ويخلص الكتاب فى النهاية إلى أن هذا النوع من التنظيمات جزء من مشكلة الأمة وليس جزءًا من الحل، وأن الخروج من هذا الإطار الضيق هو واجب الوقت.
نقلا عن العدد الورقي.