اعلان

جماعة الإخوان تاريخ من الانشقاقات.. التنظيم في سوريا يتبرأ من نائب المرشد.. و12 فرعا يعلنون عدم تبعيتهم للتنظيم الدولي.. وخبير: "الإرهابية" في طريقها للانهيار الكلي

الإخوان

على مدار 72 عامًا، نجح خلالها مؤسس جماعة الإخوان حسن البنا، ومن أعقبه فيما بعد، في الحافظ على قوة انتشار التنظيم الإخواني بين الدول العربية ومن ثم الانتقال إلى الدول الأوروبية، حتى جاءت ثورة 30 يونيو والتي أصابت التنظيم بضربة أشبه بزلزال، وذلك من خلال الانشقاقات والتصدعات الداخلية التي حدثت، والتي وتنوعت ما بين إعلان الانقلاب على التنظيم، أو الانشقاق منه بحزب سياسي، أو الدعوة للفصل بين العمل السياسي والدعوي.

آخر هذه الانشقاقات والتصدعات ما أعلنته جماعة الإخوان فرع سوريا، من التبرؤ من إبراهيم منير النائب الأول لجماعة الإخوان، وذلك على خلفية حضوره لمؤتمر ترعاه إيران في بريطانيا بزعم التقرب بين السنة والشيعة، وذلك بحسب البيان الذي أطلعت عليه "أهل مصر"، ويحمل توقيع رئيس مجلس شورى إخوان سوريا، علي صدر الدين البيانوني، قال: "علمت أن إبراهيم منير، ومعه بعض الإخوة المصريين، شاركوا في المؤتمر العاشر للمنتدى المسمّى (منتدى الوحدة الإسلامية) في لندن، والذي تشرف عليه وتوجّهه وتموّله إيران، التي كشفت خلال السنوات الأخيرة عن وجهها الدموي الكالح وعدائها السافر للعرب والمسلمين".

وتابع: "إن المشاركة في هذا المؤتمر، في ظل مواقف إيران المعلنة المعادية للأمة، تعتبر خيانة لدماء الشهداء المسفوحة من قبل الميليشيات الإيرانية في كل مكان"، مضيفا، "أعلن استنكاري وبراءتي من هذه المشاركة التي لا تمثلني، وأدعو قادة الجماعة اتخاذ الموقف المناسب".

ولم يكن إخوان سوريا الفرع الأول الذي أعلن عن الانشقاق عن جماعة الإخوان، حيث سبقه "اتحاد المنظمات الإسلامية فى أوروبا"، والذى أعلن انفصاله عن جماعة الإخوان، وذلك بعد اجتماع موسع للهيئة العمومية الرابعة، والتي انعقدت بحضور كل المنظمات الأعضاء في الاتحاد يوم ٢٩ يناير بمدينة "إسطنبول" التركية.

البداية كانت مع التنظيم الأم، حيث داخل مصر، والذي كان يراهن عليه الجميع بأنه لن يتعرض لأى هزة، إلا أنه كان أكثر الفروع الشاهدة للانشقاقات، وآخرها ما حدث فى فبراير ٢٠١٥، من إجراء مجموعة من الشباب انتخابات داخلية، نتج عنها مجموعة جديدة سميت بـ"اللجنة الإدارية العليا"، وعلى خلفيتها وانقسمت إلى قسمين، الأول يتبع محمود عزت القائم بأعمال المرشد، والثانى بقيادة محمد كمال عضو مكتب الإرشاد، وأدى ذلك إلى انقسام الجماعة إلى قسمين حتى أصبحت تمتلك مكتبين للإرشاد، ومتحدثين للإعلام، إضافة إلى سب الطرفين بعضهما البعض من الحين للآخر، وفصل كل منهما للآخر من الجماعة.

وفي مطلع 2015، بادر 7 من قيادات الإخوان فى الأردن، أبرزهم المراقب العام الأسبق الشيخ عبدالمجيد الذنيبات، وهو من جيل الرواد الأوائل والأكبر سنا بينهم، وأيضًا مؤسس مبادرة "زمزم" الشيخ إرحيل الغرايبة، إضافة للقيادي البارز الدكتور نبيل الكوفحي، بجمع توقيعات على طلب للحصول على ترخيص حزب سياسي باسم جماعة الإخوان، وسمى ذلك بـ"الانقلاب الأبيض".

وفى يونيو ٢٠١٦، وقع انشقاق جديد في جماعة الإخوان بالسودان، وأطاح اجتماع طارئ لمجلس شورى الجماعة بمراقبها العام على جاويش، وتم تعيين يوسف نور الدائم بالمنصب مرة أخرى لحين انعقاد المؤتمر العام، عقب حزمة قرارات أصدرها الأخير بتأجيل المؤتمر العام وحل الأجهزة القائمة.

وفى مايو ٢٠١٦، أعلنت حركة النهضة التونسية، فى المؤتمر العاشر لها بحضور الرئيس الباجى قايد السبسي، فصل العمل الدعوى عن السياسي، والانفصال عن التنظيم الدولي للإخوان، لتدشين حزب سياسي جديد يحمل اسم الحركة، وحضر المؤتمر العام لحركة النهضة التونسية، الرئيس التونسي القائد السبسي، وراشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة، وعبدالفتاح مورو نائب رئيس الحركة، وعدد من قياداتها.

أما اليمن فاندمجت الجماعة في العمل السياسي الداخلي مع تأسيسها حزب "التجمع اليمنى للإصلاح"، فيما تبدو بعيدة عن التنظيم الدولي وغير مهتمة بالحديث عن فكر الإخوان، كما لا تستخدم شعار الإخوان المميز وإنما شعار الحزب، الذى ألغيت الحركة الدعوية بوجوده.

وأما فرع الإمارات هناك تواجه الحكومة الجماعة بقبضة حديدية، رغم إعلانها فى التسعينيات انفصالها عن الجماعة الأم وعملها داخل الإمارات فقط، ولكن بعد ثورات الربيع العربى ظهرت مجموعة من الشباب فى لندن يعلنون انتماءهم لجماعة الإخوان فى الإمارات معلنين أنهم مازالوا يتبعون التنظيم الدولي. وفى تسعينيات القرن الماضي، انشق إخوان الكويت عن التنظيم الدولي، على خلفية الاختلافات السياسية والفقهية، حول أسلوب التعامل مع غزو العراق للكويت، ما أدى إلى اختفاء التنظيم حتى الآن.

بينما إخوان المغرب، تشارك في الحكومة التي يرأسها الإخواني عبدالله بنكيران، وتتبرأ من أي صلة لها بالتنظيم الدولي للإخوان، وإن كان العديد من القرائن تثبت العكس، مثل جمع توقيعات فى مجلس النواب المغربى لتقديمها لمنظمات دولية للمطالبة بالتدخل ضد ما اعتبرته "الانقلاب فى مصر".

من جانبه علق الزعفرانى، القيادي الإخواني المنشق، على أن عدد كبير من فروع جماعة الإخوان فى الخارج أعلنت الانفصال عن التنظيم الدولى للجماعة، وذلك بعدما استمرار نهج العنف والعمل المسلح، مضيفا أن انفصال إخوان الأردن عن الجماعة بمصر ليس سابقة من نوعها فقد سبقهم في ذلك إخوان الكويت والبحرين.

وأضاف في تصريح خاص لـ"أهل مصر" أن الفروع تتساقط تلو بعدها البعض، وذلك لكون الجماعة فشلت في احتضان نفسها، موضحًا أن الجماعة في طريقها إلى الانهيار الكلي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً