زيدان "الساحر" يعيد ريال مدريد إلى كتابة التاريخ

أصبح الفرنسي، زين الدين زيدان، صاحب الـ45 عامًا، أيقونة فريق ريال مدريد الإسباني، والحجر العربي الذهبي في تاريخ الملكي، فمثلما كان يأسر قلوب عشاق جماهير ريال مدريد وقت أن كان لاعبًا، أصبح يمارس هوايته المفضلة وهي معانقة الذهب وكسر الأرقام القياسية وكتابة المجد رفقه الميرنجي، ولكن هذه المرة من مقاعد بدلاء الملكي، وهو يرأس المنظومة المدريدية في عامه الثالث كمدير فني للفريق، بعدما نجح في نقل إمكانياته الذهبية من قدماه إلى عقله، ليكون قبطانًا لسفينة الميرنجي، ويبحر بها إلى شاطئ الألقاب.

زين الدين زيدان، ثعلب الصحراء العربية، ذو الأصول الجزائرية، علق حذائه كلاعب في عام 2006، واعتزل وهو لاعبًا في صفوف الملكي، وفي يناير 2016 كانت البداية لمسيرة ذهبية ٱخرى لزيزو، ولكن هذه المرة كمدربًا للفريق، فبعدما ٱقيل فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد المدرب رافا بينيتز، وعين زيدان بدلًا منه لفترة مؤقتة تمتد لآخر الموسم، أصبح زيزو محاطًا بضغوطات كبيرة داخل الفريق، لاسيما بعد الأجواء الفوضوية التي عاشها الفريق الملكي مع المدرب الراحل، ومنها الخسارة برباعية وسط جماهيره من الغريم برشلونة، وتذبذب مستوى نجوم الفريق، وتفكك غرفة خلع الملابس.

بدأ زيزو بإعادة التوازن والثقة لصفوف الفريق، وسرعان ما نجح في ذلك بفضل شخصيته الهادئة والعقلية الكبيرة التي يمتلكها، وكذلك الشعبية التي يتمتع بها في الفريق والحب والثقة المتبادله بينه وبين اللاعبين، فنجح في نشر سحره كلاعب إلى مدرب، وبعد شهر واحز فقط نجح بالفوز على برشلونة في ملعبها، وكسر سلسلة الفوز المتتالي لها، كذلك المنافسة على الدوري لأخر جولة، بالإضافة إلى تتويجه بالأبطال بعد الفوز على أتليتكو مدريد بركلات الترجيح في نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا، ليبدأ مسيرته التدريبيه بأغلى الألقاب في أوروبا، يأتي ذلك بعد 5 أشهر فقط من توليه قيادة الملكي، ليكون أول مدرب ف التاريخ يحقق هذا الانجاز في بداية مسيرته التدريبيه بعد نصف موسم فقط.

إنجاز جعل بيريز يعتمد عليه كمدرب أساسيًا وليس مؤقتًا، وبالفعل بدأ زيدان موسم 1617، بالتعاقد مع المهاجم الأسباني موراتا، وأعاد لاعبه اسينسيو، بالإضافة إلى تصعيد المهاجم ماريانو دياز، ونجح في الابقاء على قائمة الفريق، ونجح في تكوين فريقين داخل فريق واحد، ولم يعتمد على لاعب واحد، وظهر ذلك عندما نجح في الفوز بثاني ألقابه مع الملكي بتشكيلة احتياطية، توج بها بكأس السوبر الأوروبي على حساب أشبيلية بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدفين بعد التمديد.

وفي شهر ديسمبر من عام 2016، استطاع الفوز بمونديال الأندية، ليرتفع عدد ألقابه مع الفريق إلى ثلاث بطولات قارية في عام واحد، وفي خلال هذه المدة نجح بإضافة رقم قياسي جديد مع فريق ريال مدريد، وهو سلسلة اللاهزيمة في 40 مباراة على التوالي، كذلك التسجيل في 63 مباراة على التوالي ممتده حتى الآن.

وفي عام 2017، خرج من الكأس، وأنهى اشبيلية سلسلة اللاهزيمة، ولكن سرعان ما أبعد زيدان عن الفريق الأجواء السلبية والشكوك، ونجح في نهاية الموسم بالتتويج بثنائية "الدوري - الأبطال" في انجاز لم ينجح الريال من تحقيقه منذ سبعينات القرن الماضي، ليكون أول فريق في النسخة الحديثة من دوري الأبطال يحقق لقب ذات الأذنين عامين متتاليين، بالإضافة لكسر هيمنه برشلونة المحلية على لقب الدوري، ويعيد ريال مدريد للتتويج بالدوري بعد خمسة أعوام من الفشل المتتالي.

وبالأمس، بدأ زيدان موسمه الجديد مع ريال مدريد، بإنجاز آخر وكان هذه المرة بعد تحقيقه لقب كأس السوبر الأوروبي على حساب مانشيستر يونايتد الإنجليزي، وأصبح بذلك اول فريق فى التاريخ يحصل على الكأس مرتين متتاليتين فى نسخة الأبطال الجديدة.

ومن المتوقع أن يحصل الريال على كأس العالم للأندية القادم، وإن حقق ذلك، فسيكون أول فريق يحصد البطولة مرتين متتاليتين في التاريخ، وأول فريق يحقق 9 ألقاب قارية فى 4 سنوات، وبعد هذه الحفنة من الألقاب، أصبح ريال مدريد متصدرًا لترتيب أكثر الأندية تتويجًا بالألقاب القارية بـ23 لقب، كما نجح زيدان في بداية مسيرته التدريبيه بأن يتوج ب6 ألقاب من 8 ألقاب ممكنة، ويعيد ريال مدريد لكتاب التاريخ.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً