تستعد منظمة التعاون الإسلامي، التي تتخذ من جدة مقرًا لها، لعقد أكبر وأرفع تجمع لها في مطلع شهر سبتمبر المقبل، بالعاصمة الكازاخية "أستانا" لبحث القضايا العلمية والتقنية.
ويعد هذا الحدث الكبير تطورًا نوعيًا في عمل المنظمة التي تسعى جاهدة إلى التركيز على النهوض بالقطاعات الاقتصادية التي تقوم أساسًا، على الصناعات العلمية والتقنية، خاصة في ظل انخفاض معدلات المنافسة لدى الدول الأعضاء بالمنظمة مقارنة بغيرها من دول العالمين الأول والثاني.
ومن المرتقب أن يحضر قادة الدول الأعضاء وذلك تتويجا لجهود المنظمة التي سعت منذ عام 2003 إلى إيلاء البحث العلمي والتقني والابتكارات أهمية خاصة من خلال إدارة العلوم والتكنولوجيا التي تعد جزءًا من إدارات الأمانة العامة لـ "التعاون الإسلامي" في جدة، بالإضافة إلى اللجنة الدائمة للتعاون العلمي والتكنولوجي التابعة للمنظمة، والتي تتخذ من العاصمة الباكستانية، إسلام أباد مقرا دائما لها.
ونقل بيان صادر عن اﻷمانة العامة لمنظمة التعاون اﻹسلامي اليوم الخميس، عن الأمين العام المساعد لشؤون العلوم والتكنولوجيا في المنظمة، السفير نعيم خان على الحدث قوله إن "القمة هي الأولى من نوعها التي ستتمكن المنظمة عبرها من وضع استراتيجيتها للعلوم والتكنولوجيا على مدى العشر سنوات القادمة".
وأضاف خان أن الاستراتيجية سوف تضع الأولويات لما يمكن إنجازه في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار على مدى جدول زمني يمتد إلى عقد من الزمان".
ويكتسي الاجتماع المرتقب أهمية كبيرة من حيث اعتباره أول قمة تنعقد في إحدى دول آسيا الوسطى بحضور ملوك وأمراء ورؤساء الدول الإسلامية، مع النظر إلى حداثة انضمام هذه الدول التي حازت على عضويتها بالمنظمة في عام 1991.
وقال السفير خان إن "القادة في قمتهم المرتقبة سوف يؤكدون على دعمهم لتضمين هذه الأولويات في سياساتهم الوطنية والاستراتيجيات التنموية التي تتعلق بدولهم".
وسوف يضفي هذا الحدث المزيد من الفاعلية على نشاط المنظمة من حيث توسع نشاطها الجغرافي، خاصة وأن المنظمة الإسلامية للأمن الغذائي، والتي تعد إحدى مؤسسات "التعاون الإسلامي" المنتشرة على رقعة جغرافية تمتد إلى خمس قارات، قد بدأت بالفعل بمباشرة عملها من مقرها في أستانا، الأمر الذي يؤكد الدور الكبير الذي باتت تلعبه دول آسيا الوسطى الأعضاء في المنظمة، والمتمثل في استضافتها للعديد من اجتماعات وزراء خارجية "التعاون الإسلامي" فضلا عن أنشطة واجتماعات عديدة في الشأن ذاته.
وتأتي قمة أستانا تماشيا مع الخطط العشرية الاستراتيجية للمنظمة، الأولى والثانية، واللتين تهدفان إلى الدفع بالابتكار والبحث العلمي إلى الأمام مع عزم "التعاون الإسلامي" كذلك تشجيع العلماء في الدول الإسلامية وتخصيص جوائز لتكريمهم ـ على هامش قمة أستانة ـ أسوة بالكثير من المسابقات الدولية.