"الإعلام مطالب بتوعية وتبصير المصريين بمخاطر سقوط أو إسقاط الدولة.. أيضا كل الأعمال الفنية يجب أن تتضمن ذلك الهدف".. ما سبق كانت توصية الرئيس عبدالفتاح السيسى للإعلاميين والمنتجين على هامش مؤتمر الشباب الرابع، الذى عقد فى الإسكندرية.
مطالب الرئيس التى شرعت وسائل الإعلام فى الإعلان عن تلبيتها، تهدف إلى رفع الوعى المصرى، بشأن المخاطر التى تتعرض لها البلاد، ومنها الإرهاب واستهداف المقدرات الاقتصادية ومحاولات ضرب الفتنة الطائفية.
- تهذيب الشعب
"تأهيل وإصلاح" هو المصطلح الذى اتفق عليه خبراء الاجتماع فى توصيف مطالب الرئيس، الذى هدف إلى إعادة تأهيل الشعب، لاستيعاب الأخطار المحتملة، وسط منطقة تموج بالتوترات والحروب والقتل من ناحية، ومن إعادة إصلاح الأفكار المغلوطة، التى ينشرها أصحاب الفكر المتطرف من الناحية الأخرى.
وحذر الرئيس السيسى مما أسماه "الدولة الفاشلة"، مطالبًا الإعلام بتخصيص الوقت المناسب للحديث عن الموضوع باستفاضة، لتوعية الشعب المصرى من خطر هدم الدولة المصرية، وكذلك تبصير المواطنين بأسباب الإجراءات الاقتصادية التى اتخذتها الحكومة المصرية، والتى تهدف إلى خلق مستقبل أفضل للأجيال المقبلة، وإفهام الشعب أن الإصلاحات هى الدواء المر الذى اضطرت الدولة لإذاقته للمصريين.
"أنا عينى على موضوع إسقاط الدولة ده من ٢٠١١"، جملة مقتضبة من حديث الرئيس عبدالفتاح السيسى فى ختام المؤتمر الوطنى للشباب بالإسكندرية، لكنها رغم قلة عدد كلماتها، إلا أنها تحمل رؤية أوسع لواقع الحال التى تعيشها الدولة منذ ٦ أعوام.
وأضاف «السيسى» خلال كلمته بحفل ختام فعاليات مؤتمر الشباب، أن الشعب المصرى هو الوحيد القادر على حماية الدولة، من خطر الإرهاب والتقسيم.
وبعد قيام ثورة يناير، والمخاوف التى يحملها الرئيس فى قرارة نفسه تجاه ما يحاك بها ومحاولات البعض الإيقاع بالدولة ودخولها فى براثن الفشل والسقوط، تريد أن تضع مصر فى مصيدة العوز، ومن منطلق الشفافية، أراد الرئيس أن يضع الجميع موضع المبصر بحقيقة تلك المخططات، وعلى إثره طالب المثقفين والإعلاميين بضرورة توعية المصريين وتسليط الضوء على موضوعى الإصلاح الاقتصادى، ومخطط الدولة الفاشلة، وتخصيص أسبوعين للحديث عنهما، وأن يكونوا مصابين بفوبيا إسقاط الدولة.
فى ضوء هذا، أكد خبراء الإعلام أن وسائل الإعلام المختلفة، يقع على عاتقها دور فاعل ومهم فى التصدى لكل محاولات إسقاط الدولة المصرية، وفى تنفيذ رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسى فى هذا الإطار، وضرورة التصدى لتلك المحاولات عبر إبرازها بصورة دائمة لتعريف المواطنين بتلك المخططات التى تستهدف الدولة.
من جانبه، قال كرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للصحافة: إن كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى كانت تحمل رسالة فى شدة الوضوح، بأن الدولة المصرية تتعرض لمؤامرة كبيرة، بغرض إفشالها منذ بداية 2011، ولكن بعد توليه مقاليد الحكم بدأت الدولة فى إفشال تلك المؤامرات التى تسعى لهدمها، كما استطاع الجيش فى الحفاظ على مؤسسات الدولة ودعمها.
وأشار "جبر" فى تصريحات صحفية إلى أن الفيديو الذى أعده عدد من الشباب، وتم عرضه خلال المؤتمر، كشف أن مصر تتعرض لمؤامرة كبيرة، وكان أحد جوانبها تحويل نصف المساعدات التى تحصل عليها مصر من الولايات المتحدة الأمريكية إلى جمعيات ونشطاء حقوقيين، لا تعلم الحكومة المصرية عنهم شيئًا، مضيفًا أن ذلك يعتبر نوعَا من الاختراق والتجسس، الذى يجب على وسائل الإعلام المختلفة فضحه والتصدى له.
وبحسب "جبر" فإن وسائل الإعلام عليها كشف محاور مخططات استهداف الدولة المصرية التى تتضمن ضرب قوتها الاقتصادية، وضرب قوتها الناعمة، وكذلك قوتها الصلبة وإضعاف الروح المعنوية للمواطنين، وخلق فتن وجبهات متصارعة فى مختلف أرجاء الدولة المصرية، مشيرًا إلى أنه فى الربيع العربى تم تطبيق تجربتين لإسقاط بعض الدول فى المنطقة، الأولى تجربة الحروب الدينية، والتى عانت منها أوروبا كثيرًا، وتجربة الثورة البرتقالية، التى أدت لإسقاط بعض الدول فى أوروبا الشرقية، وكان الهدف من مزج التجربتين هو إسقاط دول المنطقة لصالح العدو الأول وهو إسرائيل.
وأشارت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إلى أن تطوير الفكر الإنسانى يحتاج إلى تطوير فى كل منتج يصل إلى المواطن المصرى، أهمها التعليم، لافتة إلى أن التعليم له أهمية كبيرة فى تطوير الفكر وفتح مجالات جديدة يتبناها المواطن، ويتقبلها ويعيد تدويرها فى خدمة المجتمع.
وأكدت خضر على أن الدراما والأفلام لهما دور كبير فى تكوين الفكر والشخصية والثقافة لدى الإنسان، والمحتوى الذى يتعرض له المشاهد فى الوقت الحالى، يهدم الفكر، ويحارب الثقافة المصرية، لذلك يجب تسخير وسائل الإعلام لخدمة وتطوير الفكر الإنسانى.
ومن جانبه أوضح الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسى، بجامعة عين شمس، أن فكر المواطن المصرى بحاجة إلى التغيير بشكل سريع، مشيرًا إلى أن الرئيس فى الوقت الحالى يعمل على ذلك، باعتبار أن تغيير الفكر يساعد فى مواجهة التحديات التى تواجهها مصر، منوها أن المواطن فى الوقت الحالى لم يعد لديه ثقافة الحوار أو تبادل الآراء وتقبل وجهة نظر الآخر.
وأكد أستاذ الطب النفسى أن تغيير الفكر بحاجة إلى تغيير المحتوى الإعلامى، لأن ذلك هو أصل الثقافة التى يتبناها المجتمع، ولذلك يجب عمل حملات مكثفة حول توسعة مدارك الفكر والرجوع لتعاليم الدين، الذى ينظم حركة المجتمع.
وأضاف الدكتور فرويز أن التعليم له دور كبير فى محاربة الفكر المتطرف البعيد عن قيم المجتمع، لذلك يجب تطوير المناهج الدراسية، مشيرًا إلى أن السير على تلك الخطة يؤدى إلى تغيير الفكر خلال ٥ سنوات فقط.
ترشيد الإنجاب
شدد الرئيس فى إطار جهوده لتصحيح سلوكيات وعادات المصريين على ضرورة "ترشيد الانجاب"، باعتبار الزيادة السكانية السريعة وحشًا يلتهم جهود التنمية، ما استدعى بدء مجلس النواب فى العمل على وضع خطته لمواجهة تضخم التعداد السكانى، والذى بلغ 91 مليونًا حتى 5 يونيو الجارى.
وحسب تأكيدات اللواء أبو بكر الجندى رئيس الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء أن معدل الزيادة بلغ 2.4 %، وهو ما يعادل 8 مرات مثل كوريا، و5 مرات مثل الصين.
وطالب الجندى البرلمان بشن تشريعات لمنح حوافز إيجابية لتحسين الخصائص السكانية، وبناء عليه بدأت لجنة الدفاع والأمن القومى بتشكيل مجموعة عمل، لبحث ذلك الأمر، وعمل دراسة شاملة عنه، والنظر للتجارب الخارجية، فى ذلك وبحث سبل تطبيقها بما يتلاءم مع طبيعة المجتمع المصرى.
"الدفاع والأمن القومى" تشكل مجموعة عمل لدراسة النمو السكانى وسبل مواجهته
وفى السياق ذاته أكد اللواء يحيى كداونى، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومى أن اللواء كمال عامر كلف اللجنة بوضع مقترحات لمواجهة النمو السكانى، وسيتم تشكيل مجموعة عمل لدراسة الأمر، ولجمع المعلومات من الجهات المعنية، مثل الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء ووزارة الصحة والسكان.
الإنفاق
أيضًا لا يترك الرئيس مناسبة وإلا ويحذر من الإسراف فى الإنفاق، وشدد فى كل مناسبة على ضرورة تعلم المصريين لسياسة ترشيد الإنفاق والاستهلاك فى كل شىء، ضاربًا المثل فى أهمية ترشيد الطاقة والفاقد فى الأطعمة والمشروبات باعتبارها ثقافة شعب.
نقلا عن العدد الورقي