اعلان

جابر نصار فى حوار لـ"أهل مصر": الإخوان نهبوا الجامعة وعاقبنا الفريق الرئاسى لمرسى.. لم أفصل أساتذة لأنهم "فلول".. ولهذه الأسباب قررت إعادة أحمد نظيف ونصر علام للجامعة

يعتبره الكثيرون من أقوى رؤساء الجماعات المصرية، فى السنوات العشرين الأخيرة، أثار حالة من الجدل منذ أن وطأت قدماه مكتب رئاسة جامعة القاهرة، استعدى أغلب الصحف والمحطات الفضائية، بسبب القرارات، التى وصفت حينها بـ"التعسفية"، كان له العديد من القرارات المثيرة للنقاش والجدل، فى مقدمتها منع المنتقبات من التدريس داخل المدرجات، إلى جانب إلغاء خانة الديانة، أما الطامة الكبرى فكانت "رأسة الناشفه" أمام الوزراء الستة، الذين تنصبوا على وزارة العليم العالى خلال الأربع سنوات، التى تولى فيها رئاسة جامعة القاهرة.. سيبقى الدكتور جابر جاد نصار رئيس جامعة القاهرة، رمزًا لمعارك خاضها، ومواقف تبناها، وهو غير نادم على ذلك، حتى وهو يلملم أوراقه فى الساعات الأخيرة له من منصبه.. نصار الذى ودع الموظفين والفراشين بعين مملؤءة بالدموع، قائلًا لهم "أنا تعبتكوا معايا أوى".. حاورته "أهل مصر" للوقوف على أهم محطات مسيرته وكواليس إخلاء منصبه فى نص الحوار التالى..

*ما هى آخر القرارات التى اتخذتها قبل خروجك من مكتبك؟

- اليوم أعتبره يومًا عاديًا جدًا، لم تختلف سلطاتى عن سابقيه، وقمت باتخاذ جميع القرارات التى تستوجب ذلك، لآخر دقيقة فى سلطتى كرئيس جامعة، وقمنا بافتتاح بعض التوسعات فى مسجد الجامعة .

أما بالنسبة لأهم قرار اتخدته اليوم، فكان تجديد حمام سباحة كلية الهندسة، بعدما تلقيت رسائل على صفحتى من طلبة الكلية، يطلبون تجديد حمام السباحة الخاص بالكلية، واعتمدت ميزانية تجديده فورًا، إلى جانب تطوير مدرسة فى كرداسة، وقرار آخر يتعلق بتمويل إنتاج مسرحية "هولاكو" للشاعر فاروق جويدة، وتنتجها وزارة الثقافة، والتى تواجه التطرف والإرهاب، وسوف تشترك جامعة القاهرة بنسبة 30% من ميزانية المسرحية بـ تكلفة 610 ألف جنيه، وتم اعتماد وصرف الشيك لوزارة الثقافة، وهذا لأول مرة جامعة تشارك مع وزارة الثقافة فى إنتاج مسرحية ثقافية شعرية، والغريب فى الأمر أنه قمت بتوقيع عدد ضخم جدًا من الاأراق، حيث إن أغلب الإدارات خائفة من عدم توقيع تلك الأوراق فى فترة القائم بالأعمال.

*هناك مخاوف من أن مدة القائم بالأعمال ستستمر لمدة شهرين؟

- هذه مسألة لا تعنينى، فأنا من الساعة الثانية عشرة من اليوم الأول فى أغسطس لست رئيسًا لجامعة القاهرة، وسأكون رئيسًا سابقًا، وأصبح أستاذًا بها فقط، فأنا لست خائفًا على الجامعة، ولا يمكن أن تنجح جامعة القاهرة بـ 24 كلية ومعهد بإدارة منفردة بشخص، ولذلك تجد إدارات الكليات ناجحة، وكنت أعتقد أن آخر ثلاثة أسابيع فى ولايتى للجامعة ستكون هادئة، ولكن كانت مليئة بالقرارات والنقاشات، وتم اعتماد 3 كليات خلال تلك المدة، واعتماد العلاج الطبيعى دوليًا.

*هل أنت راض عن تجربتك بالجامعة؟

- تجربة جابر نصار فى جامعة القاهرة ليست ملكه، ولكن ملك الدولة المصرية، ولا بد أن تحافظ الدولة على نجاح الجامعة وتحمى استقلالها، لأنه فى نظرى النجاحات قامت بسبب استقلالها واحترامها، وكان هناك نوع من الخشونة بين الجامعة وبعض الأجهزة بسبب ذلك الاستقلال، لكن أصبح للجامعة دور مجتمعى، حيث نقوم ببناء مدرستين بكلفة 300 مليون جنيه والفرع الدولى، وقامت الجامعة بإنشاء ثلاث مدارس فى شمال سيناء، والمساعدة فى أزمة السيول فى تلك المناطق، إلى جانب المساهمة فى صندوق "تحيا مصر"، وكان الغرض من ذلك المساهمة فى الدور المجتمعى للجامعة، والسبب فى تحرك الجامعة فى التصنيف الدولى للجامعات هو الدور المجتمعى الذى قامت به.

*من أين أتيت بالتمويل لتك المشروعات؟

- كافة التمويلات ذاتية من الجامعة، ولم نأخذ من الدولة جنيهًا واحدًا، وهذا النجاح تم فى إطار اللوائح والقوانين الموجودة، وأيضا فى ظل الميزانيات الموجودة ، فميزانية جامعة القاهرة عام 2012 كانت مليارًا و400 مليون، وعام 2013 كانت مليارًا و200 مليون، وبعد أربع سنوات من تولى منصبى تم صرف 2 مليار و500 مليون على الجامعة.

*كم تبلغ ميزانية جامعة القاهرة حاليًا؟

- الموجود حاليًا هو مليار و800 مليون، منهم 60% عملة صعبة، بالتالى فأنا أترك الجامعة وهى غنية وقوية، وهناك مبلع 933 مليون جنيه مصرى موزعة بين الكليات والجامعة الأم.

*يرى البعض أن جابر نصار لم يكرم من قبل الدولة؟

- أولا جابر نصار لا يحتاج إلى شكر، فأنا قمت بواجبى، وأعتبر شخصًا أئتمن على عمل، فأديته بكل ما أستطيع من جهد، فاليوم التقدير الحقيقى فى عيون الناس، والتقدير الكبير أيضا هو كلمة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، عندما يتحدث إلى الوزراء ويشير إلى تجربة جامعة القاهرة، وتجربة جابر نصار، أليس هذا بتكريم؟

*ما هى الوزارة التى تتمنى ولايتها؟

- ليس لدى رغبة فى تولى أى منصب وزارى، وأنا أحتاج إلى فترة ألتقط فيها أنفاسى، وأقوم بتوثيق تجربتى فى رئاسة الجامعة لمدة أربع سنوات، وذلك للتاريخ.

*هل ستأتى على ذكر خلافك مع الآخرين خلال فترة توليك رئاسة الجامعة؟

- كل إنسان يخطىء ويصيب، وأغلب من اختلفوا معى فى بداية إدارتى للجامعة فى الأيام الصعبة، هم الآن أكثر الناس حزنا على تركى لمنصبى برئاسة الجامعة، وهناك أساتذة كبار كانوا يهاجموننى فى العديد من المقالات، واليوم يشيدون بى، ولديهم شعور بالمرارة على خروجى، وهذا يؤكد عظمة المصريين.

*لماذا؟

- هذا بسبب أن قرارات الجامعة كانت كلها مدروسة ومؤسسية، لذلك نجحت، فلا يوجد عمل عشوائى ينجح، أى قرار عشوائى كترابيزة القمار ممكن مرة يكسب، ولكن الخسارة مصيره المحتوم، قراراتنا كانت علمية، ومواجهة المشاكل كانت تتم بشفافية، حتى فى أصعب الأوقات كنا نعلنها.

*ما تزال قضايا الإخوان مستمرة رغم انقضاء كل هذه السنوات؟

- خرجت من إيدى وهى فى ذمة القضاء، نحن أول جامعة واجهت الإخوان، لأن قناعتى أنهم كانوا يتعاملون مع الدولة باعتبارها دولة كافرة، وواجهنا الفساد المالى للإخوان، فهم كانوا ينهبون الجامعة وخربوا فيها، فحاسبناهم، ونحن الجامعة الوحيدة التى حاسبت الفريق الرئاسى لمرسى، فى مختلف الكليات الهندسة ودار العلوم والعلوم، فى وقت لم تتحرك فيه الجامعات الآخرى، لكننا لم نخف، واتخذنا قرارات فصل وتأيدت بأحكام القضاء.

*وماذا عن قضايا الفلول؟

- مفيش حاجة اسمها فلول، القانون يقول أى عضو هيئة تدريس يصدر حكم قضائى جنائى ضده يفصل لحين البت، إذا تم تبرئته يرجع لعلمه دون غضاضة، وهذا ما حدث مع أحمد نظيف، رئيس الوزراء، نصر علام، وزير الرى.

*ما هو المشروع الذى حلمت أن يكتمل؟

- أعتبر الفرع الدولى للجامعة حلم العمر كله، وخلال عام ستظهر المرحلة الأولى للنور، كذلك استغلال أرض البيرة ببين السرايات.

*كم وزيرًا تعاقب أثناء رئاستك للجامعة؟

- تعاقب على 6 وزراء للتعليم العالى، واختلفت مع الوزراء الستة، لم تكن خلافات شخصية، ولا أحمل لهم أى ضغينة، حيث كلها ملفات تتعلق بالجامعة، وأنا رجل بسيط ولا أحمل ضغينة، ومتسامح واختلفت لصالح المنظومة، وعلاقتى بالناس كلها "زى الفل".

نقلا عن العدد الورقي

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
الرئيس السيسي: سواعد العمال هي أمل الوطن في بناء مستقبل يليق بتاريخ مصر