في ظل تهديدات كوريا الشمالية باستهداف جزيرة جوام الأمريكية بالصواريخ، حرصت صحف ووسائل إعلام أمريكية على نقل ردود فعل سكان بالجزيرة، ومشاهد من الحياة العامة في ظل هذه التهديدات.
ففي تقرير بعنوان "جوام: أرض صغيرة انزلقت في حرب الكلمات العالمية "، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن :"الحياة تسير بشكل طبيعي المطاعم المحلية مزدحمة بالزبائن، قلما ينظرون للشاشات التي تعرض تهديد بيونج يانج الأخير ضد وطنهم".
ونقلت الصحيفة عن جوسي سوكالا التي تعيش في قرية مانجيلاو الواقعة في الشاطئ الشرقي لجوام قولها :" كل شخص يفعل نفس الروتين، ولكنهم يتحدثون عن التهديد الكوري".
مثل باقي سكان الجزيرة سوكالا، غمرتها الرسائل النصية القادمة من أصدقائها في الأراضي الأمريكية، والتي تسأل عن أحوالها.
وردت على هذه الرسائل بقولها:" كل شخص متوتر ولكن أعتقد أن أسرنا هناك في الولايات المتحدة أكثر توترا لأجلنا"، مشيرة إلى أنها أصيبت بالأرق يوم الخميس الماضي.
ويوم الأربعاء الماضي اندفع مسئولون في الجزيرة بإصدار بيانات تحث على الهدوء، قبل يوم من تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمواجهة كوريا الشمالية بـ "الغضب والنار" .
الكنيسة التي تعد قوة مؤثرة في الجزيرة التي يقطنها غالبية كاثوليكية، نصحت السكان بـ" التوجه إلى الرب خلال هذه الأوقات الصعبة، حيث يتعرض سلام العالم للتهديد".
وطالبت وإبراشية أجانا عاصمة جوام المعروفة باسم هاجاتنا الكاثوليك بـ "الصلاة لكي يغرس الروح القدس في قادة دولتنا وقادة كل الدول فضائل الحكمة والفهم لتشجيع السلام بدلا من الحرب".
حاكم جوام إيدي باز كالفو من جانبه قال إنه لم يكن هناك أي تغيير في مستوى تهديد الجزيرة على الرغم من اللغة العنيفة، مؤكدا في بيان أنه لا يوجد تهديد فوري لسلامة السكان وزوار الجزيرة التي تعد مقصدا سياحيا للكثيرين.
ويعتمد 60% من اقتصاد الجزيرة على السياحة، و30% من التواجد العسكري .
شبكة "سي إن إن" الامريكية حرصت هي الأخرى على رصد ردود فعل سكان الجزيرة على التهديدات الكورية الشمالية باستهداف موطنهم في تقرير بعنوان " الحياة في مرمى كوريا الشمالية".
ماركو مارتينز أحد سكان الجزيرة (26 عاما) الذي وقف ممسكا بسنارة يصطاد بها في مياه المحيط الهادي الممتد حتى كوريا الشمالية التي يأتي منها التهديد لبلاده قال للشبكة:" لو حدث (الهجوم) جيد.. لكن أنا فقط أحاول ألا أفكر فيه حقيقة".
أما جوديان سانتوس التي تعمل في متحف جوام، فقالت:" إننا مطالبون بالهدوء وأننا محميون جيدا، ولكن الحقيقة هي أنه من الممكن أن نكون هنا اليوم ويذهب بنا غدا".
بدوره حرص موقع "إن بي أر" الأمريكي على رصد ردود فعل المواطنين في الجزيرة حيال التهديدات الكورية في تقرير بعنوان " في جوام المزاج هادئ رغم كونهم في مرمى كوريا الشمالية".
ونقل الموقع عن جاري هاترز أحد سكان جوام قوله:" هناك العديد من المزاجات في جوام حاليا، بعض الناس يقولون نحن فقط نريد سلامتنا، هناك آخرون مرضى ومرهقون من تهديدات كوريا الشمالية وهناك آخرون يشعرون أن رئيسنا قد فاقم الأمور".
وأعلنت كوريا الشمالية الأربعاء الماضي أنها تخطط لهجوم صاروخي يستهدف جزيرة جوام، التي تشتبه في أنها تشكل نقطة انطلاق للهجوم الأمريكي على كوريا الشمالية.
وقال قائد القوة الإستراتيجية للجيش الكوري الشمالي الجنرال كيم راك جيوم أمس الخميس إن بلاده تعتزم إطلاق أربعة صواريخ متوسطة المدى منتصف الشهر الجاري، وقال إن الصواريخ ستتخذ مسارا فوق اليابان وتسقط في المياه على بعد ثلاثين أو أربعين كيلومترا من جزيرة جوام في المحيط الهادي.
ونقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية عن كيم قوله "من غير الممكن إجراء حوار قويم مع مثل هذا الشخص الفاقد للإدراك الذي لا تجدي معه إلا القوة المطلقة"، مشيرا إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الذي هدد بيونغ يانغ قبل يومين "بنار وخوف لم يشهدهما العالم من قبل".
وكانت القوات الكورية الشمالية أطلقت مؤخرا صاروخ "هواسونغ 14" العابر للقارات، والذي حلق لمسافة ألف كيلومتر تقريبا قبل أن يسقط في بحر اليابان.
وتقع جزيرة جوام التي تضم قاعدتين أميركيتين جوية وبحرية على بعد 3100 كيلومتر إلى الجنوب الشرقي من كوريا الشمالية، ويتعين على بيونغ يانغ استخدام صواريخ أطول مدى كي تصيب القاعدتين.
ولا يمكن أن يلحق القصف الصاروخي ضررا يذكر بجزيرة جوام إلا عندما تحمل صواريخ هواسونغ الرؤوس النووية.
وليس معروفا إن كانت كوريا الشمالية تمتلك الرؤوس النووية، وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية فإن كوريا الشمالية صنعت رأسا نوويا صغيرا من الممكن تركيبه على صاروخ بالستي عابر للقارات.
وتأتي تصريحات الجنرال الكوري التي تضمنت بعض تفاصيل خطة الهجوم الصاروخي المحتمل على جزيرة جوام بعد يوم من إعلان بيونغ يانغ عن هذه الخطة ردا على تهديد الرئيس الأميركي لها بضربة عسكرية مدمرة، وبالتوازي مع التهديدات الكورية الشمالية الجديدة ضد واشنطن شهدت بيونغ يانغ الأربعاء تجمعا حاشدا نظمته السلطات.