في نهاية كل عام دراسي وبعد ظهور نتيجة الثانوية العامة نجد آلاف الطلاب يشتكون من نتائجهم مؤكدين على أنهم يستحقون درجات أعلى من التي حصلوا عليها كما يفاجأ البعض بالرسوب في بعض المواد الأمر الذي يكون بمثابة صدمة كارثية بالنسبة لهم فبعد أن بزلوا كل ما في استطاعتهم من جهد وإنفاق أموال على الدروس الخصوصية وإجهاد بدني وذهني ونفسي من أجل الحصول على أعلى الدرجات إلا أنهم يجون أنفسهم أمام واقع مرير بدرجات غير متوقعة أو رسوب في بعض المواد ولا يوجد أمام مهم ملاذا إلا اللجؤ إلى التظلمات والتي يعلم الكثير منهم أنها بالا فائدة ولكنهم يتبعون المثل المصري الذي يقول "الغريق يتعلق بقشايه" ظنا منه أنها من الممكن أن تنجيه من الغرق، لكنهم يكتشفون بعد ذلك أنه ما هو إلا مهديء من قبل الوزارة ولكنه بلا فائدة.
ومع تغير الوزراء والتعديل في طرق التعليم إلا أن تلك المشكلة مازالت قائمة ولكن رفض عدد من أولياء الأمور الاستسلام وقرروا أن يحاربوا من أجل قضيتهم التي يعتبرونها مسئلة حياة ومستقبل بالنسبة لأبنائهم فبعد أن قاموا بعمل تظلمات ولم يتوصلوا إلى شيئ قررو اللجوا إلى الصحافة والإعلام لتوصيل صوتهم للمسئولين لعلهم يجدو من ينظر إلى مشكلتهم.
بسنت بهاء الدين شقيقة الطالبة برديس بهاء الدين أحمد طالبة بمدرسة يوسف السباعي لغات بمصر الجديدة، قالت إن شقيقتها متفوقة جدا في التعليم وذلك بإشادة المدرسين الذين يدرسون لها، كما أنهم كانوا يتوقعون أن تحصل على نسبة 95% في نتيجة الشهادة الثانوية إلا أنهم تفاجئو بأنها رسبت في ثلاثة مواد وهم مادة الفيزياء والكيميا والأحياء كما أن مجموهعا في بقية المواد 57% الأمر الذي سبب لنا في حالة إنهيار عصبي بسبب تلك النتيجة، فقمنا بعمل تظلم في 7 مواد مؤكده على أن هناك أخطاء في التصحيح كما أن هناك أخطاء في تجميع الدرجات.
وأضافت شقيقة الطالبة برديس: بعد تقديمنا للتظلم فوجئنا أيضا أن نتيجة التظلم لم تأتي بجديد، مؤكدة على أن تلك الأخطاء أضاعت مستقبل شقيقتها وتسببت في حالة نفسية سيئة لوالدتها قائلة "حسبنا الله ونعم الوكيل" في من كان سببا في ذلك.
وأكدت شقيقة الطالبة استيائها من رد مكتب الشكوى عليهم بعد أن قاموا بسؤالهم عما يفعلون والذي قوبل بإجابة عجيبة بالنسبة لهم حيث قال لهم المسؤول عن مكتب الشكوى "استعوضوا ربنا ومش هتوصلوا لأي تغير في النتيجة" الأمر الذي أصابهم بالإحباط، وتسائلت إلى متى سيظل هذا هو حال التعليم في مصر لو أن ورق الإجابة تم النظر فيه مرة ثانية بعد التظلم لحصلت شقيقتي على حقها، مشيرة إلى أن الغرض من التظلمات هو الحصول على المال فقط.
بينما قالت رشا ماجد شقيقة الطالبة رحاب ماجد طالبة بمدرسة خالد ابن الوليد بمدينة ناصر، إن شقيقتها من المتفوقين في الدراسة وكانت تحصل على درجات عالية وشهادات تفوق في عدد من المواد من المدرسة، كما أنها قامت بأخذ إجازة من عملها من أجل متابعة المذاكرة والمراجعة مع شقيقتها أثناء فترة الامتحانات ولكنها فوجئت بعد ظهور النتيجة برسوب شيقتها في مادتين وهما الفيزياء والكيميا وحصولها على 50% مؤكدة على أنها قامت بمراجعة جميع أسئلة الامتحان مع شقيقتها وتأكدها من صحة الإجابة إلا أن النتيجة كانت غير متوقعة.
وأضافت شقيقة الطالبة أنها قامت بعمل تظلم في خمسة مواد ولكن بعد التظلم كانت النتيجة كما هي، مؤكدة أن شقيقتها لم تحصل على درجات أقل من 89% في السنوات السابقة.
من جهته أوضح أحمد الشريف مدرس بالثانوية العامة: أن عملية التصحيح تمر بعدة مراحل بداية من تقسيم مدرسين المواد إلى مجموعات في كل مجموعة 5 مدرسين لكل منهم مظروف به 50 ورقة إجابة، لكل مدرس 5 أسئلة أو على حسب عدد أسئلة المادة، ويتم توزيع الأسئلة من قبل الكنترول.
وأضاف أن لكل مجموعة نموذج إجابة للمادة كما أن المدرسين أصحاب اختصاص في المواد، وبعد إنتها المدرس، يتم إرسال المظروف بالكامل للمراجعين ويتكون عددهم من 6 مدرسين لكل مظروف، ويقوموا بمراجعة التصحيح ثم مراجعة الجمع، ثم بعد ذلك تنتقل مظاريف الإجابة لما يطلق عليه اسم "هاي تيبل" ويوجد بها مجموعة مكونة من مراجعين بشكل عام ومندوب جودة ومندوب إحصاء ويتم بها تقفيل تام لأوراق الإجابة، ثم بعد ذلك تمر المظاريف بحجرة المراجعة، ثم حجرة مصفى، وفي نهاية المرحلة تعود مظاريف الإجابة للكنترول وهي المرحلة النهائية.
وأكد "الشريف" أنه شهد عملية التصحيح في المرحلة الأولى لامتحانات الثانوية العامة قائلا: من الصعب أن يكون هناك خطأ في عملية التصحيح فذلك من المستحيل أن يحدث خاصة بعد مرور ورق الإجابة بكل المراحل التي سبق ذكرها من قبل، موضحا أن ما يحدث في حالات التظلمات ماهو إلا مراجعة لجمع الدرجات فقط وليس التصحيح مرة أخرى.
في ذات السياق، قالت الدكتورة بثينة كشك، مدير مديرية الجيزة سابقا: إن الوزارة وضعت معاير للتظلمات وهي عدم جمع بعض الدرجات ووجود درجات داخل ورقة الإجابة وغير موجودة في المرايا، ولكن لا يتم إعادة التصحيح، وهذا ما يطالب به البعض من أولياء الأمور ولكن الوزارة ترفض ذلك بسبب ما سيسببه من مشكلات في خلق باب لمطالبة الكثير من الطلاب بإعادة تصحيح أوراقهم الأمر الذي يسبب عبء وتكلفة ومجهود على الوزارة.
وأشارت "كشك" إلى أن من وجهة نظرها الشخصية أنه من حق الطالب أن يطلب تصحيح ورقة إجابته مرة أخرى.
فيما قال أشرف الفضالي خبير في شئون تطوير التعليم، إن العاملين في الكنترول ليس لهم أي صلة بضرر أي طالب، كما أن الكنترول يتكون من مجموعة من المدرسين فلو قام مدرس بظلم طالب في سؤال، المدرس الأخر لن يقوم بنفس الفعل، موضحا أن نسبة الشكوى من التظلمات يجب ألا تقل عن 98% من أجل الأخذ بها.
وأوضح "الفضالي" أن الطالب من كثرة المذاكرة والإرهاق الذي يمر به وبسبب الضغوط التي يعيشها حصل لديه رهبة جعلته يعتقد أنه جاوب إجابة نموذجية، مؤكدا على عدم صلة المصححين بالأمر فالورقة الواحدة يقوم بتصحيحها عدد من المدرسين، ولو حدث وجود 10 أخطاء على المستوى العام لا يعتبر خطأ.
كما أكد الخبير في شئون تطوير التعليم، أن مسألة التظلمات تسير في شكلها الصحيح، مضيفًا أن منظومة التصحيح في الثانوية العامة ناجحة جدا، والخطأ بها وارد ولكن بنسبة ضئيلة جدا.
ومن ناحية أخرى حاولنا الاتصال بالمسؤولين بوزارة التربية والتعليم لاتباع قواعد المهنة وما تحتمه علينا في إعطاء مساحة كافية للمسؤولين في الرد على ما يوجه إليهم من استفسارات إلا أننا لم نستطع التواصل مع أحد أو يبدوا أنهم مشغولون بما هو أهم من النظر في تلك المشكلات التي تعد مسألة مستقبل بالنسبة للكثيرين من الطلاب، أو أنهم خارج الخدمة!!.