أمين سر البرلمان السوري: "فائض العنف" بالبلاد يزعج الولايات المتحدة

كتب : وكالات

في ظل دخول معركة تحرير الرقة شهرها الثالث ولم يزل تنظيم "داعش" الإرهابي متحصنا في معقله الأخير رغم كل الجهود الدولية عامة والأمريكية خاصة لمحاولة القضاء عليه، وفي ظل آراء المتابعين القائلة بأن أمريكا لو أرادت تحرير الرقة لتم القضاء على "داعش" خلال أربع وعشرين ساعة، وصف أمين سر مجلس الشعب السوري خالد العبود، المشهد في الرقة بـ"الـمركّب".

وأوضح العبود أن: في الموصل، "داعش"، والمجموعات المسلحة تسببت في إخراج الجغرافية العراقية، من حالة الاستقرار، إلى حالة الفوضى، والجيش العراقي إلى جانب القوات الرديفة له، هو من تصدى لهذه الفوضى. أما الأمر في الرقة، مختلف تماما، فالفوضى متوفرة أيضا إلى جانب كونها عاصمة "داعش" بشكل أو بآخر، بالإضافة إلى الحضور والوجود الأمريكي، والوجود والحضور التركي على أطراف الرقة، والحضور والوجود للجيش السوري وحلفائه، وكل هذا يعني أن تركيب الخارطة في الرقة مختلف عنها في الموصل.

وتابع، للأسباب السابقة، فإن "معركة الرقة ليست للتحرير، كما أنها لايمكن قياسها على معارك في جغرافيات أخرى، حيث أن التركيبة الموجودة في الرقة معنية بأمور السياسة والأمن أكثر من اعتنائها بامور العسكرة".

كما وصف، من يتحدث عن اهتمام الولايات المتحدة الأمريكية بالأرواح البشرية في الرقة بـ"الساذج"، وتابع "التجربة الأمريكية، والتاريخ الأمريكي، والإدارة الأمريكية، دائمة التسويق لعناوين تخص حقوق الإنسان، لكنها في حقيقة الأمر تسعى لعمل المضاد لها على الأرض".

وأوضح قائلا إن "الولايات المتحدة الأمريكية لم تهاجم الدولة السورية كما فعلت مع الدولة العراقية بجسدها الذاتي، بل قامت بمهاجمة سوريا بأدوات غيرها، واستثمرت في الفوضى لجهة "داعش"، الذي واجه العدوان على الدولة السورية تحت الغطاء الأمريكي، وهو الأمر الذي انكشف عندما أظهرته القيادة السورية والجيش السوري".

وقال أمين سر مجلس الشعب السوري، "إن الولايات المتحدة إذا كانت تستطيع تقسيم سوريا لاستطاعت ذلك منذ اللحظات الأولى"، وأكد على المحاولات الأمريكية لذلك والذي تكلل بالفشل، ليس لان سوريا غير قابلة للتقسيم كما يردد البعض، وإنما" للتشابكات والتحالفات السياسية التي أنجزتها القيادة السورية".

واستخدم العبود، مصطلح "فائض العنف"، والذي تشكل في الميدان السوري، قاصدا به العدد الهائل من الإرهابيين والمسلحين الذين "زجّت بهم الولايات المتحدة الأمريكية، وأطراف إقليمية، ودولية أخرى باتجاه الداخل السوري"، والذي في حالة الضغط عليه من قبل الجيش السوري وحلفائه، سيتحول إلى سيل وحريق يمتد إلى مكونات إقليمية ويؤثر عليها، بل سيمتد تأثيره إلى عواصم ودول أوروبية.

وأردف أن الولايات المتحدة الأمريكية اتجهت صوب عنوان جديد، وهو كيفية التلاقي مع خصومها وأعدائها بهدف التخلص من فائض العنف، ولذلك "فتوسيع صلاحيات القياديين الميدانيين على الأرض في اتخاذ القرارات القتالية، ومناطق خفض التوتر، كلها تندرج تحت عنوان التخلي عن فائض العنف، ومحاولة التعاون مع الآخرين، للتخلص منه داخل الجغرافية السورية، مع عدم السماح له للامتداد إلى خارج الإقليم، أو إلى أطراف الإقليم، أو ترحيله، بشكل أو بآخر، إلى عواصم أخرى على المستوى الدولي".

أما العميد، سمير سليمان، رئيس قسم الإعلام بالإدارة السياسية، فقد أكد على أن تحركات الجيش السوري تأتي ضمن خطط موضوعة، وتحركات مدروسة بدقة بالغة، تهدف إلى تحرير الأرض في إطار الحفاظ على الدماء السورية، وأرواح الأبرياء الذين أخضعتهم أقدارهم أن يكونوا في أماكن تسيطر عليها عناصر الفوضى، والإرهاب في الرّقة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً