المتابع لتصريحات الصحفيين منذ إندلاع ثورة "25 يناير" وما بعدها وصولًا إلى ثورة "30 يونيو" وحتى الآن يلاحظ لهجة مختلفة ولغة متغيرة ومغايرة، وأيضا يلاحظ أن الأخوة الصحفيون يتعاملون مع أى حدث وحادثة وكأنهم كائنات أخرى إن لم يكونوا فضائيين أو عمالقة والباقى أقزام، وتتواصل لغة التعالى وترتفع حدتها ونبرتها لتأخذنا معهًا فى أحداث ما أطلقوا عليه اقتحام الحرم المكى عفوا الصحفى الذى هو نقابة الصحفيين بوسط البلد.
وإذا حاولنا ان نفهم ماحدث نجد أن صحفيين عليهما أحكام وتحصنا بالنقابة حتى لا يتم القبض عليهما ويقدما إلى المحاكمة، وعندما أرادت السلطة التنفيذية القبض عليهما، قامت النقابة ولم تقعد وتعالت أصوات من فيها ومن خارجها وعلى رأسهم النقيب وصولًا للغفير، حتى إنك عندما تتابع التصريحات والمداخلات ينتابك إحساس بأن دولة اعتدت على دولة، ولابد من تجييش الجيوش والشعب لمحاربتها ولابد أيضًا وحتمًا أن تقدم فروض الولاء والطاعة للصحفيين ونقابتهم الغراء ويتمثل أول فرض باقالة وزير الداخلية، وبعد ذلك لابد أن يمارس فرسان صاحبة الجلالة سلطتهم ويعمل سلطانهم ليتأكد للكل أنهم فوق القانون، وهم بهذه التصرفات غير المدعومة شعبيًا يزيدون من رصيد كراهية المواطنين لهم.
المواطن العادى أصبح يشعر بنفور من الصحفيين المتعالين المتعاملين بأنوفهم، والمؤكدين للكل أن "على راسهم ريشة"، أو أنهم لايحاسبوا، وأيضا ردة فعل الصحفيين تجعلنا نذكرهم بحادثة اقتحام الشرطة لمبنى ماسبيرو العتيق، والقاء القبض على، المغفور له بإذن الله، محمد الوكيل رئيس قطاع الأخبار، وأيضا فى بريطانيا بلد الصحافة والحريات حينما اقتحم الأمن قصر برمنجهام واعتقل ممدوح حمزة وتوجيه تهم له تستلزم سجنه ثلاث سنوات.
إذن فانفاذ القانون لايعد اقتحامًا، واحترام قانون الدولة يسمى التزام، وأيضا إعلاء مصلحة الوطن يطلق عليها احترام وماعدا ذلك يطلق عليه تعدى وتمادى، وقل على مصر السلام وعلى الصحفيين ياسلام سلم.