"المحافظين" يكشف أبعاد التصعيد العسكرى بين أمريكا وكوريا الشمالية

قال الدكتور إمام غريب، رئيس لجنة شئون الشرق الأوسط بـحزب المحافظين، إن الولايات المتحدة الأمريكية قامت بتصعيد حالة التوتر بينها وبين كوريا الشمالية مؤخرا من خلال التأثير على منظمة الأمم المتحدة والتى تقع داخل أراضيها وأصبحت أداة تسيطر بها أمريكا على القرارات المصيرية للعالم، وتستخدم أداة العقوبات لكبح جماح أى دولة تعرقل قراراتها.

وتابع "غريب"، أنه من المفترض أن تقلل العقوبات عائدات الصادرات السنوية لكوريا الشمالية بمقدار الثلث، ويحذر قرار الأمم المتحدة تصدير الفحم والرصاص الكورى والملاحظ أن هذه العقوبات من جانب الأمم المتحدة هى عقوبات مفتعلة وعقوبات أحادية الجانب خاصة فى ظل الرفض الصينى والروسى لهذه العقوبات، والوضع الآن لا يعدو أن يكون سوى التصعيد فى العقوبات الاقتصادية فقط ولا مجال لوجود أى حرب لأنها حال اندلاعها ستصبح حرب عالمية ثالثة.

واستكمل، لن تستطيع أمريكا أن تقدم على حرب ضد كوريا الشمالية فى ظل قوة الأخيرة عسكريا وقدرتها، فإنه فى حال توجيه ضربة عسكرية لكوريا الشمالية فالأخيرة سترد بضرب القواعد العسكرية الأمريكية فى الدول المجاورة خاصة فى كوريا الجنوبية واليابان.

وأردف، أن الوضع الأمثل لحل الأزمة هو أن تكون هناك وساطة من أجل إقامة حوار بين الدولتين وأكثر الدول المؤهلة للقيام بهذه الوساطة هى روسيا والصين خاصة فى ظل التصريحات الأمريكية التى تؤكد أنها لا تتمسك بتغيير نظام الحكم فى كوريا الشمالية.

وأكد، أن واشنطن تعى تماما ما يمكن أن يجلبه الخيار العسكرى من تدمير لعدة مناطق فى العالم خاصة أن إعلان الحرب قد يكون بمثابة إعلان حرب عالمية ثالثة.. تقودها أمريكا واليابان وكوريا الجنوبية من جهة وكوريا الشمالية والصين وروسيا من جهة أخرى.

وأوضح، أن واشنطن تخشى فى حال توجيه ضربة عسكرية لكوريا الشمالية من حدوث إشعاع نووى ربما يؤثر على المنطقة بأثرها، مشيرا إلى أن التوتر الأمريكى الكورى موجود منذ تسعينيات القرن الماضى وبالتالى فإن التصعيد الأخير خاصة بعد تجارب كوريا الشمالية بإطلاق صورايخ بالستية والتى تزامن مع اليوم الوطنى الأمريكى وقدرة هذه الصورايخ على الوصول إلى الأراضى الأمريكية الأمر لا يعدو أن يكون جزءا من تكرار للحرب الباردة بين أمريكا والاتحاد السوفيتي فى خمسينيات وستينيات القرن الماضى وأقصى ما يمكن أن تقوم به واشنطن هى قيام جهاز المخابرات الأمريكية بمحاولة تغيير النظام فى كوريا الشمالية كما حدث فى أوائل ستينيات القرن الماضى خلال حكم الرئيس الأمريكى جون كينيدى فيما سمى باسم أزمة خليج الخنازير والذى حاولت من خلاله واشنطن قلب نظام الحكم ضد الرئيس الكوبى فيديل كاسترو ولكنها باءت بالفشل.

وشدد على أن الرسالة التى ينبغى توجيهها للدول العربية هى أن تأخذ مسلكا وسطيا ما بين الدولتين فيما يصطلح بسياسات توازن القوى فى العالم فالدول العربية لديها مصالح مع كلا الدولتين.

وتجدر الإشارة إلى أن هناك خلافا تاريخيا بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة الأمريكية يعود إلى قرابة الـ 7 عقود الماضية، وتحديدا فى أثناء الحرب العالمية الثانية وقت أن قسمت شبه الجزيرة الكورية إلى إدارتين واحدة فى الجنوب تتبع أمريكا والثانية فى الشمال وتتبع روسيا، حيث أنه فى عام 1950م أقدمت كوريا الشمالية على اجتياح جارتها الجنوبية من أجل توحيد شبه الجزيرة الكورية، وكان من الطبيعى أن يتعاون الجيش الأمريكى مع سول فى حرب استمرت طيلة 3 سنوات قتل فيها نحو 2.5 مليون من الطرفين وفقدت واشنطن فى هذه الحرب قرابة 37 ألف عسكرى، مما يعكس أن هناك ثأرا أمريكيا تريد واشنطن أن تسترده من خلال حربها التاريخية مع بيونج يانج.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً