لا شك أن نجاح الدبلوماسية المصرية، في إعادة إيطاليا لسفيرها إلى القاهرة، بعد أن غادرها العام الماضي على خلفية مقتل الباحث جوليو ريجيني، سيكون لها أثر كبير على السياحة في مصر، لما تمثله السياحة الإيطالية من أهمية قصوى لدى هذا القطاع الحيوي في البلاد.
وتعد إيطاليا من الأسواق التي تحتل المرتبة الأولى في إيفاد السياح إلى مصر، حيث كان يصل عددهم إلى أكثر من مليون ونصف مليون سائح إيطالي سنوياً إلى مصر، إلى أن هذا العدد انخفض كثيرًا.
وكان أعضاء مجلس الشيوخ الإيطالي، قد طالبوا بعودة السفير الإيطالي لمصر وممارسة مهام عمله نظرًا للخسائر الإقليمية التي سوف تعود على إيطاليا جراء غياب ممثلها الدبلوماسي عن القاهرة، قبل أن يخرج وزير الخارجية الإيطالى أنجلينو ألفانو، مساء أمس، مصرحًا بأنه سيعيد سفير بلاده إلى القاهرة بعد أكثر من عام على استدعائه بسبب مقتل الباحث جوليو ريجيني.
وكان أحمد أبو زيد المنحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، قد أشار في تصريحات أمس الاثنين، إلى أنه ليس هناك ضرورة أبدًا لاستمرار عدم وجود سفير إيطالي في مصر، حيث إن السفير له دور بارز في نقل رسائل ذات طبيعة حساسة لحكومته، كما أن إيطاليا مهتمة بقضايا الشرق الأوسط، وخاصة الأوضاع في ليبيا، فوجود سفير إيطالي بالقاهرة سيخدم المصالح الإيطالية وسيدفع العلاقات بين الدولتين للأمام.
ويشير عدد من الخبراء، إلى أن عودة السفير ستسهم في زيادة عدد السياح الإيطاليين القادمين إلى مصر بشكل ملحوظ خلال الفترة المقبلة، حيث إن عودة السفير ستزيل الحساسيات التي كانت موجودة لدى الجانب الإيطالي من قضية ريجيني.
كما أنها لا شك ستعمل على تحسين الصورة الذهنية عن مصر في الخارج، مما يساهم في عودة تدفق السياحة الإيطالية مجددًا إلى مصر.
ولن يقتصر الأثر الإيجابي على جذب السياحة الإيطالية فقط، إنما سيمتد بالتأكيد ليصل إلى عواصم أوروبية أخرى، مما ينبئ بفترة مقبلة مشرقة ومتميزة في مجال السياحة المصرية.
وفي السياق ذاته، ولكي تتحقق النتائج المرجوة، يشير البعض إلى ضرورة أن يتم التسويق في الإعلام بشكل ناجح وفعال لقرار روما إعادة سفيرها، مما يسهم في تحقيق مكاسب متعددة منها، خاصة في الجانب السياحي.
وما يعضض هذا ويؤكد نجاحه، هو أن قضية ريجبنى أحدثت ضجة إعلامية ضد مصر ويجب استغلال فرصة عودته بصورة كبيرة لصالح مصر، بالإضافة إلى أن القرار يثبت صحة موقف مصر من القضية برمتها.