كشف مرصد الأزهر، عن أن إفريقيا الوسطى، عانت كثيرًا من الاضطرابات جرَّاء صراعٍ دام وحربٍ طاحنةٍ بين جماعات تلوّنت بألوان كثيرة، فمنها ما اصطبغ بالصبغة الدينية ورفع شعار الدفاع عن المعتقد وحماية الهوية الدينية من الطرف الآخر، وقد تمثّل هذا في جماعة سيليكا المسلمة ومليشيات أنتي بالاكا المسيحية المتشددة؛ حيث تسبب الصراع بين هاتين الجماعتين في إغراق البلاد في شلال من الدماء وترديها بين حطام المنازل والطرقات التي طالتها أيادي التخريب إبان ذلك الصراع.
وأكد المرصد في بيان له، اليوم الثلاثاء، أن إفريقيا الوسطى لم تسلم من صراعات أخرى عرقية وسياسية فضلًا عن الصراع المعتاد في مثل هذه البلدان الفقيرة في مواردها إلى حد ما على الموارد بين القبائل والطوائف المختلفة، فالجميع يريد الانفراد بالسلطة والاستحواذ على الموارد التي يمتلكها ذلك البلد.
وقال البيان: لطالما شغلت قضية الصراع الدائر في إفريقيا الوسطى مساحة من تقارير ومتابعات وحدة رصد اللغات الإفريقية بمرصد الأزهر لمكافحة التطرّف عملًا على تحقيق الرسالة التي أنشئ المرصد من أجلها وهي أن يكون عين الأزهر الناظرة على العالم بالرصد والتحليل والمتابعة والرد، فحازت تلك القضية اهتمام المرصد وأعد بعض التقارير والمتابعات بشأنها ليوضّح للقارئ حقيقة الأوضاع في إفريقيا الوسطى، ولم يكتف الأزهر بذلك فحسب، بل أخذ على عاتقه مبادرات لإحلال السلام وإقرار مصالحة بين الأطراف المتنازعة في البلاد حقنًا للدماء وحفظًا للبلاد من خطر محدق وكارثة كبرى، فكانت قافلة السلام لإفريقيا الوسطى ثم وفد رفيع المستوى قام بدور الوساطة لحل النزاع والتوصل لاتفاق سلام بين الأطراف المتناحرة.
واشار المرصد إلي أنه رغم جهود المصالحة ومبادرات إحلال السلام ظلت إفريقيا الوسطى في معاناتها جراء الصراع المتجدّد بين الحين والآخر، وتكبّدت جراء ذلك الصراع مئات الضحايا وآلاف بل مئات الألوف من النازحين والمشرّدين، وقد استرعت الأزمة في إفريقيا الوسطى اهتمام المجتمع الدولي فبادرت الأمم المتحدة بإرسال قوات متعددة الجنسيات بهدف حفظ السلام والحيلولة دون تردي الأوضاع أكثر مما هي عليه.
يذكر أن أعمال العنف في جمهورية إفريقيا الوسطى أدت إلى تهجير حوالي 503.600 شخص داخل البلاد بينهم أكثر من 100.000 عام2017 وتم تسجيل أكثر من 484.000 شخص كلاجئين في البلدان المجاورة (الكاميرون وجمهورية الكونغو الديمقراطية وتشاد)، فيما فرّ حوالي 21.500 شخص عبر الحدود إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية في الأسابيع الأخيرة فقط.