مساجد الأسكندرية تتوهج في أمسيات دينية: "ليشهدوا منافع لهم"

قال الشيخ محمد العجمى وكيل وزارة الأوقاف بالأسكندرية، إن المديرية نظمت عقب صلاة المغرب أمس، أمسيات دينية بعدد من مساجد المحافظة تحت عنوان "ليشهدوا منافع لهم".

وأوضح العجمى إذا تأملنا كلمة "منافع" وجدناها كلمة عامة، لم تقيَّد بوصفٍ معين، ولا نوع محدد من المنافع، وقد تكلم المفسرون - رحمهم الله - في مدلول كلمة "منافع" في الآية، بيَّنوا عمومها للمنافع الدينية والدنيوية، بالنص أحيانًا، وبالتمثيل أحيانًا، فقالوا هي: منافع الدنيا والآخرة، أما منافع الآخرة، فرضوان الله – تعالى - وأما منافع الدنيا، فما يصيبون من منافع البدن، والذبائح، والتِّجارات.

كما ورد ذلك عن ابن عباس - رضي الله عنهما -ومجاهد، وغيره من أهل العلم، وأن هذه المنافع تشمل كل ما يرضي اللهَ - تعالى - من منافع الحج، سواء كان ذلك من أمر الدنيا المحض، أم من أمر الآخرة.

وبين العجمى أنه على سبيل المثال:-

1- من فوائد الحج التي تتجلى فيها المنافع السياسية كونه مؤتمرَ اجتماعٍ وتعارف، وتنسيق وتعاون بين المسلمين، ولا سيما مع جعل ذلك واقعًا عمليًّا منظمًا في عدد من صوره، في مثل المؤتمرات الإسلامية المصاحبة للحج، التي تجمع قيادات المسلمين في العالم الإسلامي وفي مواطن الأقليات الإسلامية، ويتدارسون فيها جملة من قضايا العالم الإسلامي، تحت رعاية الجهات الرسمية والمؤسسات الشرعية العامة.

2- منافع إقتصادية تتمثل فى دور الشباب في مجالات الاقتِصاد، حيث أننا نجد الدُّول المهتمَّة بالشَّباب تصل إلى ذِرْوة الرَّغد ويعيش أهلُها بالرَّخاء، وهاهي الدول التى اهتمت بالشَّباب لديها، قد أدركت أنَّ شموخ البلد وتصلُّب دعائمه لا يمكن إلاَّ باعتبار الشَّباب الرَّائد الرئيسى له، ونحن نعلم أنَّه اليوم أصبح الشبَّان أرواحًا للدول، حتَّى بعضها تتطلَّب سنويًّا عددًا أقصى من عشرات الطلاَّب من أنحاء العالم في كليات بمختلف أشكالها.

3- منافع صلة الأرحام التى تقوِّي المودة وتزيد المحبة، وتوثِّق عُرَى القرابة، وتزيل العداوة والشحناء، وهي ذات مجالات شتى؛ فمن بشاشة عند اللقاء، ولِين في المعاملة، إلى طيب في القول، وطلاقة في الوجه، إنها زيارات وصِلات، وتفقُّد واستفسارات، ومكالمة ومراسلة إحسان إلى المحتاج، وبذل للمعروف، وتبادل في الهدايا، ينظم إلى ذلك غض عن الهفوات، وعفو عن الزَّلاَّت، وإقالة للعثرات، عدل وإنصاف، أما من يفاصل أهله وأقاربه ويقاطعهم بسبب كلمة سمعها أو وشاية نُقِلت إليه، فهذا المسكين جنى على نفسه وعلى غيره، وظلم الآخرين، ومنع وصول الحق إليهم.

4- منافع أهميّةالتّضامن والاتِّحادِ

لأن فى ذلك قوّة، ومَنَعَة، وقدرة على دفعِ العدوان الخارجيّ، والنّاظرُ في سِير الماضين يُدرِك عزّة الحضارات التي قطنت أرض البلاد العربيّة ومجدَها؛ حيث صدّرت هذا عزًّا وفخرًا يذكرهُ القاصي والدّاني؛ سواءً من أجيال هذه العصور أو غيرها.

5- منافع التّعاون بين الأفراد والمُجتمعات وأهمها التّعليم

لأنّ التعلُّم إرادة فرديّة تحتاجُ دعمًا خارجيًّا من المُجتمع، أمّا التّعليم فهو يُشكّل منظومةً تشارُكيّةً يقومُ بها المُعلّم والطّالب معًا، فيُفيد المعلّم الطّالبَ بعلمه، وهذا ما يظهرُ بوضوحٍ في استمرارِ ارتقاء التّعليم، ومُحاولة تقديم خدماتٍ أعلى وأفضل في المدارس والمعاهد والجامعات بأقلّ التكاليف على الطّلبة، كما يظهر ذلك أيضًا في مدى تضافر الجهود وتكامُلها؛ لتربية الأبناءِ في الأسرة والمدرسة فيما يُسمّى بمفهوم التّضامن.

6- منافع حماية الأرواح من حوادث السير المفجعة التي تحصد الأرواح أكثر مما تحصدُ الحروب، فلمَ لا نعمل على الحدِّ من هذه الحوادث المرورية المؤلمة وخاصة أن نصوص الشريعة الإسلامية قد حمتْ حق الإنسان في الوجود وحقه في الأمن والأمان، وشرعتْ الحدودَ التي تحفظ هذا الحق في صيانة الدماء والأموال وحماية حق البشر في الأمن والأمان.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً