مغامرة فى "العالم السفلى".. جلب الحبيب بـ 200 جنيه فى الحسين.. وسعر حجاب علاج الإيدز يصل لـ 25 ألف جنيه.. و12 ألف دولار ثمن العلاج بلحم الضبع

الزهد ستار يتخفى تحته عالم آخر، ملىء بالقصص والراويات والخرافات، التى لا يصدقها العقل البشرى، "فجلب الحبيب" مصطلح يستخدمه الدجالون والمشعوذون على سبيل المثال لاستقطاب المهووسين بأعمال السحر، وكذا إيقاع الأذى بالآخرين، فضلًا عن أنواع أخرى كثيرة من الأعمال بمسمياتها وكل ذلك فى مقابل المال.

داخل هذا العالم السرى، حيث أوكار الدجالين المنتشرة بكثافة، خاصة بجوار الساجد الكبرى، يعمل عشرات ممن يستغلون بساطة المواطنين، وسرقة أموالهم عن طريق بيعهم الخرافات والوهم.

فى رحاب مسجد الحسين، يلجأ الناس للسحر والأعمال لعجزهم عن تحقيق أحلامهم بكل الطرق فتروى سيدة مسنة قصتها فى دخول هذا العالم، فتقول "أنا اتجوزت من 10 سنوات وحملت 5 مرات، وفى كل مرة أجيب بنت، وجوزى كان هيطلقنى، لولا جيت للشيخ وعملى حجاب، وربنا رزقنى بولد كان زمان جوزى طلقنى".

وتروى سيده أخرى، ولكن هذه المرة لم تكن سيدة جاهلة، بل كانت متعلمة، ولكن سنها تأخرت عن الزواج، فلجأت لهذا العالم، لتتخطى حاجز العنوسة .

وهناك من يقصد صوامع الدجالين بغرض إيذاء غيره، عن طريق "عمل الربط" بين الزوجين على سبيل المثال، فضلًا عن أعمال أخرى، لجعل المرأة عقيم، ولكل عمل تسعيرة خاصة به .

ويستخدم الدجالون علم "السيمياء"، وهو علم العلامات، الذى يعتمد على ما تعطيه من انفعالات من جمع حروف وتركيب أسماء وكلمات ينظرون فى وجهك ويعلمون ما بداخلك.

حجاب لعلاج الإيدز

عندما يعجز الأطباء يلجأ المرضى للسحرة لعلاجهم من بعض الأمراض القاتلة، كمرض نقص المناعة المكتسبة إيدز، يصل سعر حجاب معالجة الأيدز ل25 ألف جنيه وأكثر .

جلب الحبيب بـ200 جنيه

أحد الأشخاص يرتدى ملابس مميزة تشبه كثيرًا ملابس الصوفيين يجلس بجانب ضريح الحسين، تتدلى منه سبحة كبيرة، يتمتم بعبارات غير واضحة، مهمته جلب الحبيب وتحصين الزوج ضد أى محاولة خطفه من قبل سيدة أخرى.

بمجرد اقتراب السيدة صاحبة الحاجة منه وسرد مشكلتها على مسامعه يبادرك بالقول "أنتم فى أمان وكل مشاكلكم محلولة بإذن الله"، قبل أن يعقب "أنت فى حاجة إلى حجاب لجلب الحبيب باللمس والنظر، تحملينه معك، وتقومين بضرب أو لمس كتف الشخص الذى تريدينه، وسيتبعك فى الحين ولن يصبر على فراقك، " وبسؤاله "طيب يا شيخنا الحجاب ده سعره كام؟" فسيجيب 200 جنيه.

على قشر الرمان

يطلب الشيخ من "صاحبة الحاجة" عادة أن تسير معه إلى بيت من البيوت المجاورة للحسين، فيدخل لغرفة صغيرة، ويبدأ فى إحضار الحجاب، ويتمتم ببعض الكلمات غير المفهومة، قائلًا للزبونة: "كل جمعة بعد الصلاة تكتبى الرسالة دى "بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد الله رب العالمين.. الر الر المر المر.. الرحمن الرحيم مالك يوم الدين وإياك نستعين إهدنا الصراط المستقيم، الم الم الم يس ص حم حم، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين حمعسق حم حم حم ق ق ق، تكتب اسمك واسم الذى تريد محبته، ووتقصى خصلة من شعرك، وتلفى الورقة زى الحجاب، وتحطيه فى ميه وتشربى منه، وبعدين تنشفيه وتحطيه فى مكان فى هوا، ولو عايزة مفعول أقوى علقيه على قشرة رمان.

ما سبق يتكرر مع كل سيدة تخشى من فرار زوجها.

- مخ الضبع بـ12 ألف دولار

حيوان الضبع الأكثر طلبًا والأعلى ثمنًا، ويتهافت عليه المشعوذون لشراء ولو جزء صغير منه، لاستخدامه فى جلب القلوب، أو لبيعه لأصحاب المناصب العليا لهدف الحفاظ على مناصبهم، ويصل سعر الجزء الصغير من مخ الضبع لـ12 ألف دولار .

كفر وجهل

عن رأى العلماء والمتخصصين حول الحكم الشرعى فى الأحجبة والاعتقاد فى الكرامات، وإنكارها، والفرق بين الكرامة والدجل، وكيف يعرف الولى من النصاب، قال الدكتور جمال زايد أستاذ الحديث بجامعة الأزهر: إن كرامات الأولياء حق بإجماع أئمة الإسلام والسنة، وقد دل عليها القرآن الكريم والسنة الصحيحة، وإنما ينكرها أهل البدع من المعتزلة ومن تابعهم، وهذا إنكار لما هو ثابت فى القرآن والسنة، ففى القرآن الكريم قصة أصحاب الكهف.

وأضاف الدكتور زايد أن قصة مريم وفى السنة الصحيحة مثل نزول الملائكة كهيئة الظلة فيها أمثال السرج لاستماع قراءة أسيد بن حضير رضى الله عنه، وسلام الملائكة على عمران بن حصين رضى الله عنه، مشيرًا إلى أنه قد حدث فى موضوع كرامات الأولياء التباس وخلط بين الناس، فطائفة أنكروا وقوعها ونفوها، وهم الجهمية والمعتزلة ومن تبعهم، فخالفوا النصوص وكابروا الواقع، وطائفة غالت فى إثباتها، وهم العوام وعلماء الضلال، فأثبتوا كرامات للفجرة والفساق ومن ليسوا من أولياء الله، بل من أولياء الشيطان، واعتمدوا فى إثبات ذلك على الحكايات المكذوبة والمنامات والخوارق الشيطانية، والأحجبة والأعمال، حيث ادعوا الكرامات للسحرة والمشعوذين والدجالين من مشايخ الطرق الصوفية والمخرفين، حتى عبدوهم من دون الله أحياء وأمواتا.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً