"خبايا الإرهاب، لغز دخول الأسلحة إلى سيناء، وحروب الجيل الرابع واستهداف الشباب، ودور المجلس القومى للإرهاب، واستعادة مصر وضعها الإقليمى فى المنطقة، وسر اختيار نواب لوزير الداخلية فى الحركة الأخيرة، والتفتيش الروسى للمطارات، وأهمية قانون حماية الشهود، وحقيقة داعش بين الانحسار والانهيار".. كلها كانت محور حديث اللواء "محسن الفحام"، مدير مباحث أمن الدولة السابق فى مطار القاهرة، وأستاذ بكلية الشرطة، ومحاضربـ"جامعة السادات والمنوفية"، ومساعد رئيس حزب حماة الوطن، وقنصل مصر السابق فى سوريا، خلال ندوة "أهل مصر"، والتى تناول خلالها أيضا مصير بقايا الإخوان فى قطاعات الدولة، وغيرها من الموضوعات الهامة، التى تشغل بال كل مواطن.
- ماهو تقييمك لمؤتمرات الشباب برعاية الرئيس السيسى.. ونتائجها؟
مبدئيًا الشباب يمثلون الشريحة الأكبر فى الشعب المصرى، الذين لم تتجاوز أعمارهم 40 عامًا، هذه الشريحة السنية تستطيع أن تغير مسار الدولة فى المرحلة الحالية، بشكل فعلى وليس نظرى، والرئيس بدأ فى تفعيل دور الشباب على مدار 4 مؤتمرات بمشاركتهم، وبداية من المؤتمر الثانى، بدأنا نشعر بالإيجابية، بعد اختيار 500 شاب وإعطائهم دورات تدريبية، بحيث يكونوا قادرين على القيادة، وكل مؤتمر يتميز بصبغة معينة، وأيضًا كل وزير يقدم كشف حساب للشعب، وفقرة اسأل الرئيس، كان لها الأثر القوى فى مؤتمر الإسكندرية الأخير، وهذا أسلوب جديد لعرض الحقائق أمام الشعب، وتكريم النماذج المشرفة من الشباب أضاف البهجة إلى نفوس المصريين، ومن أهم نتائج هذه المؤتمرات، أن الشباب ليس مفعولًا به، وأنه قادر على تغيير الأحداث ويؤثر فيها، وأيضًا موضوع البطالة، لماذا لا ننظر إلى السوريين، مشروعات صغيرة قاموا بتفعيلها، وهناك نسبة كبيرة من الشباب تقوم بحملات توعية ولهم دور قوى، والمؤتمر المقبل أتصور أنه سيقيم مدى إيجابية الشباب، بصفتهم عنصرًا فعالًا ليس مهمشًا.
- بعد تشكيل المجلس القومى للإرهاب.. ماهو دوره المرجو منه؟
مبدئيًا الإعلان عن تشكيل المجلس، خطوة هامة، أما عن تشكيله، فلا أستطيع أن أجزم المعايير التى تم اختيار أعضائه على أساسها، بالتأكيد لكل منهم دور معين، من خلال رؤيتى لهذا التشكيل سوف أتحدث عن الشق الأمنى، وعلى سبيل المثال اللواء "فؤاد علام" اختيار موفق، عمل نائبًا لرئيس أمن الدولة، ومن الذين عاصروا جماعة الإخوان المسلمين، وتاريخة يشهد بذلك، وخالد عكاشة، اشتغل فى سيناء ويعلم دروبها، أيضًا اختيار موفق، ولكن كنت أتمنى أن يتم اختيار أصحاب الخبرات فى كافة المجالات، مثل تأمين المنافذ والمطارات، وبالتالى التعاون مع كافة الأجهزة فى الدولة هو آلية لصنع القرار، ولكن افتقدنا عنصر الشباب، كنا نريد استقطاب شباب من قبلى وسيناء وبحرى، لمحاربة الفكر الإرهابى، وأيضا كنا بحاجة الى امرأة تجيد العمل الميدانى، وتمثل المرأة الفاعلة فى الشارع.
- ماذا عن قانون "حماية الشهود" وما ضوابطه؟
هو من القوانين التى تم الانتهاء من صياغتها، ولكن يحتاج إلى ميزانية كبيرة، تستوجب أن نستعد لها أولًا فى ظل الظروف الاقتصادية التى تمربها البلاد فى الوقت الحالى، والميزانية تتمثل فى تأمين وسيلة التواصل بين الشاهد والجهة التى سوف يتعامل معها، عن طريق عدة وسائل تؤمن حياة الشاهد، حتى لا نعود الى سيناريوهات حدثت قبل ذلك فى شمال سيناء.
- ماذا عن سيناء..كيف تدخل الأسلحة التقيلة إليها.. وطبيعة التنظيمات الإرهابية هناك؟
أولاً: فيما يتعلق بالتنظيمات الإرهابية، كلها خلقت من رحم جماعة الإخوان المسلمين، وداعش من القاعدة، ويختار أهدافه بشكل عشوائى، والأسلحة تدخل إلى سيناء، لأن الحدود الجغرافية، من كافة الاتجاهات نعانى منها، سواء مع ليبيا، والسودان، وفلسطين، ومياه البحر، والدروب الجبلية، والأنفاق، وحماس، وما يحدث الآن من تقارب، تحاول حماس أن تثبت لمصر أنها بعيدة عن العلميات الإرهابية، هذا فقط من أجل مصالحهم، وللعلم هى الذراع اليمنى لجماعة الإخوان المسلمين، ويمشون بعقيدتهم وفكرهم من المستحيل أن يتغير، وهى الخلافة الإسلامية، وعند تورط أحد من عناصرها، ترد بأنها تصرفات فردية، والأمن المصرى يعى ذلك جيدًا.
- بصفتك قنصل مصر فى سوريا لمدة 3 سنوات.. هل استعدنا دورنا الإقليمى فى المنطقة؟
بالطبع "مصر" تستعيد دورها الإقليمى بقوة، وآخرها الوساطة التى أسفرت عن وقف إطلاق النار فى "الغوطة" بسوريا، الزعامة خلقت من أجلنا لا مفر منها، هذا قدر مصر، منذ قديم الأزل على مدى العصور، لا يوجد من يسبقنا، والرئيس يعيد الدولة إلى مكانتها الحقيقية، اتفاق ليبيا وفلسطين وسوريا، عقد فى مصر، وهذا أكبر دليل على قوة الدولة وأهميتها.
- هناك لغط حول تسليح العساكر بأنهم لا يحملون ذخيرة.. ما مدى صحته؟
هذا غير صحيح، العساكر يحملون ذخيرة، ويخضعون لتدريبات مكثفة بشكل دورى، وأنا شخصيًا أحضر أحيانًا تدريباتهم، ولكن عنصر المفاجأة والمباغتة، له عامل قوى، العملية الإرهابية تتم خلال دقيقتين، وتعتمد على الغدر، وهذا هو الإرهاب الخسيس، ولكن لو أتيحت الفرصة لتبادل إطلاق النيران، لن تكون هذه النتائج، لا يوجد عنصر إرهابى يواجهنى وجهًا لوجه، وفى النهاية نحن بشر، لا أستطيع أن أقف مستعدًا 12 ساعة، ولذلك سرعة الحدث يترتب عليها عدم وجود رد قوى.
- لاحظنا فى حركة تنقلات الشرطة أن هناك نائبين لوزير الداخلية لأول مرة.. لماذا؟
حتى الآن لم يتم الإعلان بشكل رسمى عن وجود نواب للوزير، وما تردد أنهم سيكونوا 3 نواب، اللواء "إبراهيم حماد" استدعى من المعاش، واللواء "محمود شعراوى"، واللواء "جمال عبدالبارى"، وهذا منصب سياسى، يجب حلف اليمين أمام الرئيس، الى أن يتم هذا فهو مجرد كلام، وأتمنى أن يحدث هذا، لأنه سيكون أسلوب وعهد جديد لإدارة وزراة الداخلية، وخطوة للابتعاد عن مركزية اتخاذ القرار، والنواب الثلاثة يتميزون بالأداء الرائع، ولهم صولات وجولات فى العمل الأمنى.
- بصفتك نائب رئيس حزب حماة الوطن.. ماذا عن المحليات؟
لن يكون هناك محليات فى الوقت الحالى، والموجودون حاليًا معينون ليسوا منتخبين، يخضعون للأجهزة الرقابية، وفساد المحليات على مدار أعوام عديدة، والفترة المقبلة ستشهد تعديلات كثيرة، وأتمنى أن يكون للأحزاب السياسية دور فعال، لدينا ما لا يقل عن 104 حزب سياسى، منهم حوالى 22 حزبًا ممثلون فى البرلمان، يجب أن يكون لهم دور فى الشارع، وخاصة توعوى، حتى يمهدوا للشعب طبيعة المرحلة التى تمر بها مصر، لتهيئة الشعب لمؤازرة الدولة فى قراراتها.
- بحكم أنك بن مباحث أمن الدولة لمدة 36 سنة.. ما رأيك فى لجان التفتيش الروسية؟
هذا الموضوع له أبعاد كثيرة، لو نظرنا الى أن كل دولة تخاف على رعاياها، ومن حق كل دولة أن تطمئن على رعاياها، حتى لا يحدث لهم كما حدث فى الطائرة التى انفجرت فى شرم الشيخ، ولكن ما أدراك أنه تم تفجيرها بسبب مطار شرم الشيخ، ممكن أن تكون التفجيرات وضعت عليها، وهناك نسبة كبيرة من أصحاب الشركات الروسية يملكها أتراك، وبالتالى يفعلون السياحة لبلدهم وليس لمصر، وهذا من أجل محاربة الاقتصاد المصرى، وهناك دليل أيهم أكثر دقة فى الإجراءات الأمنية "ألمانيا أم روسيا" اليوم السياحة الألمانية تعود بقوة، ولا تفتش على مطاراتنا، وأيضًا اليابانية.
- ماذا تقصد بقولك إن داعش بين الانحسار والانهيار؟
تنظيم داعش تلقى ضربات قوية غير مسبوقة، خرج من العراق والرقة فى سوريا، وليبيا، والدعم اللوجيستى الذى كان يتلقاه من حماس توقف، فتم تقليم أظافر هذا التنظيم، وبالتالى أمامنا 3 سيناريوهات، الأول: عودة عناصر داعش إلى بلدانها والبعض منهم يقوم بعمليات إرهابية، ويطلقون عليها اسم الذئاب المنفردة، كما حدث فى تفجير الكنائس الأخير، وداعش وظيفة ليس أكثر، لا ينتمون للدين، السيناريو الثانى: أنهم يذهبون إلى بلاد آمنة مثل أفغانستان، والسيناريو الثالث: العودة إلى بلدانهم فى فترة ركود، ثم يقومون بعملياتهم الفردية، وبالتالى هم فى فترة انحسار وليس انهيار.
- وماذا عن محاولات الإخوان لاختراق قطاعات الدولة؟
فى فترة حكم "المعزول" محمد مرسى، فى هذه السنة، تركنا النقابات والروابط، فسيطرت الإخوان على مختلف النقابات وأعدادها بالملايين، وانتشرالإخوان فيها، وما زالوا موجودين، فى مرحلة كمون، لا يمارسون العمل الدعوى، ولكن مثل ما قال الرئيس حرية التفكير والعقيدة، ما دام لم تؤذى الغير، وقانون حماية الشهود سيكون له دور كبير، ولكن بضوابط حتى لا يتم استخدامه بشكل سلبى.
- ماذا عن حروب الجيل الرابع.. واستهداف الشباب؟
المخدرات، العشوائيات، الشائعات، صفحات التواصل الاجتماعى، الإعلام، الهجرة غير الشرعية، الدعارة، كل هذه عوامل تفتيت من الداخل، تعمل على انهيار المجتمع، لم نسمع زنا المحارم إلا من الأفلام، وفى شهر واحد قوات حرس الحدود ومكافحة المخدرات تضبط أطنانًا من الأقراص المخدرة، كل هذا يستهدف الشباب، وتجنيد الشباب من خلال صفحات التواصل الاجتماعى، والترويج للفتنة الطائفية والقبلية، كما حدث فى أسوان مدينة السحر والجمال، وأيضًا فى الإعلام عن طريق خروج بعض الإعلاميين بطريقة غير لائقة وعرض موضوعات شاذة، وهذا الدور المنشود للهيئة الوطنية للإعلام، بإعادة هيبة الإعلام مرة أخرى.
- وماذا عن موجة ارتفاع الأسعار المستمرة؟
الفترة الصعبة تم تجاوزها والفترة المقبلة، ستكون أفضل، ولكن نحتاج إلى وعى، كما حذر الرئيس من الإرهاب والزيادة السكانية، والفترة المقبلة سيكون العمل كله فى القطاع الخاص، وطبيعة الأوضاع استدعت الحكومة إلى ارتفاع الأسعار، نظرًا لكم المشروعات الضخمة التى تقوم بها مصر.
نقلا عن العدد الورقي.