في بنايات تساقطت أجزاء من جدرانها البالية لتتحول إلى نوافذ مفتحة طوال الوقت، يجلس طلاب على قِطع من الحجارة والصخور إلى جوار آخرين افترشوا الأرض يتلقون العلم بشَغفٍ كالعطشَى الذين وجدوا الماء بعد أن قطعوا الأميال في حرّ الفيافي والقفار.
وعلى أرضيات من الخرسانة المهترئة يقف المعلم وخلفه سبورة سوداء معلقة على حائط غطّت معظمه بقع رسمها تساقط الطلاء الجيري، ليلقي الدرس على الطلاب الذين بدت على وجوههم السعادة، متناسين ما حولهم من ظروف وأوضاع مأساوية.
هذا هو حال الكثير من طلاب ومعلمي مدرسة "كاسيميري" الابتدائية الواقعة في مقاطعة "مورتو" شمال شرقي أوغندا، والتي اعتلت المرتبة الأولى في نتائج امتحانات الشهادة الابتدائية لعام 2016 .
وفي تقرير مصوَّر يسلط الضوء على أوضاع المدرسة، قال موقع "نيو فيجن" الأوغندي: إن المدرسة تواجه عددًا لا حصر له من التحديات خاصة المتعلقة بالبِنْيَة التحتية.
وأشار الموقع إلى أن 8 طلاب في المدرسة حصلوا على أعلى الدرجات، بينما حصل 24 على أسوأ نتيجة، موضحًا أن أداء المدرسة لم يكن الأفضل دراسيًا فقط بل أيضًا في الرياضة والموسيقى والرقص والدراما .
تلاميذ المدرسة وفقاً لنيوفيجن مضطرون للدراسة في فصول متهدمة خالية من الأثاث، الأمر الذي دفع بعض الطلاب للبحث عن حيلة تتمثل في استخدام الحجارة وقطع الخرسانة كمقاعد.
وتضم المدرسة حاليا 1377 طالبا، 706 منهم ذكور، و675 إناث، لتصبح واحدة من أعلى معدلات الالتحاق في مدارس المقاطعة.
ويرى مراقبون لأوضاع التعليم في أوغندا أن المدرسة لعبت دورًا مهمًا في منح الفتيات فرصة في استكمال تعليمهن في دولة إفريقية تحرم الأوضاع الاقتصادية والعادات والتقاليد الكثيرَ من الفتيات من التعليم.
وتعاني الكثير من المدارس في أوغندا من ضعف البنية التحتية وغياب معايير السلامة؛ الأمر الذي دفع السلطات هناك لإصدار قرار بإغلاق عدد من المدارس نهاية العام الماضي.
وأمرت السلطات الأوغندية بإغلاق سلسلة مدارس بريدج الدولية وهي مجموعة غير ربحية يدعمها بيل جيتس- مؤسس شركة مايكروسوفت- ومارك زوكبرج- مؤسس موقع فيسبوك- متعللة بمخاوف من سوء حالة الصرف الصحي وضعف المناهج.
وتمتلك مجموعة بريدج 63 فرعًا في جميع أنحاء أوغندا للمساعدة في توفير التعليم لفئات الدخل المنخفض؛ إذ تحصل من كل طالب على 6 دولارات فقط شهريًا.
يذكر أن أوغندا بلد غير ساحلي في شرق إفريقيا، تعرف بأنها "لؤلؤة إفريقيا"، يحدُّها من الشرق كينيا، ومن الشمال جنوب السودان، ومن الغرب جمهورية الكونغو الديمقراطية، ومن الجنوب الغربي رواندا، وتنزانيا من الجنوب.
كما يضمّ جنوب البلاد جزءًا كبيرًا من بحيرة فيكتوريا، والتي تشترك فيها كذلك كينيا وتنزانيا.