تعد تقاليد الزواج الحديثة التي تسود بين جميع أطياف المجتمع المصري في السنوات الأخيرة بمثابة تقييد وعرقلة واضحة المعالم في طريق الزواج، كما أن المطالب التي يتمسك بها كلا الطرفين من عائلة الزوج والزوجة تسبب في انخفاض إحصائيات الزواج، وزيادة نسبة العنوسه في المجتمع المصري، وهذا بخلاف تقاليد الأجيال السابقة في مراسم الزواج ومتطلباته فكان كلا الطرفين يتساهل في الواجبات المطلوبة له، الأمر الذي خلق شي من المرونة في مراسم الزواج والتي ترتب عليه ارتفاع نسبة الزواج بين هذه الأجيال بخلاف ما يحدث الأن.
" أهل مصر " رصدت تقاليد الزواج السابقة والحالية، والفرق بينهما، والأثر المتربة علي كلا منهما، والفوائد التي عادة علي المجتمع من تلك التقاليد.
بداية تقول الحاجة السيدة منصور، أن تقاليد ومتطلبات الزواج في الأجيال السابقة كان يختلف تماما علي تقليد الزواج في هذه الأيام، فحينما جاء الحاج " علي شوقي " ليطلبني من والدي للزواج لم أكن رأيته قط إلا يوم الفرح، بخلاف هذه العصر التي ربما تعرف الفتاه الواحدة أكثر من شاب الأمر الذي يعود بالسلب علي سلوكيات المجتمع المصري.
وأوضحت الحاجة السيدة، أنني تزوجت في غرفة بالطوب اللبن ولم يكن بها حمام وقبل فرحي بأسبوع قام أشقاء زوجي البنات " بتليس حوائط تلك الغرفة وأرضيتها بالطين " كما قاموا بدهانها بالجير الأبيض قبل الدخلة بيوم واحد فقط استعداد للفرح.
من جانها قالت الحاجة فضيلة محمد، أنني تزوجت منذ ما يقرب من 35 عام، وعند زواجي قام أهلي بشراء جهاز العروسة لي وكان عبارة عن " تشط نحاس ـ وتشط مصفه ـ وأبريق للمياه ـ و10 أطباق وأوعية مختلفة الأنواع والأحجام " وتزوجت في غرفة في بيت عائلة بالطوب اللبن به 6 أشقاء لزوجي كان لكل رجل منهم غرفة يتزوج فيها.
وتضيف فضيلة، أن زوجها دفع لها مهر قيمته 3 جنية فقط، وكان أغلي مهر في هذه الأيام، فقامت بشراء صيغة من الذهب تعادل اليوم أكثر من 60 ألف جنية، لان في هذه الأيام ارتفعت أسعار كل شي بشكل غير طبيعي.
ويستنكر الحاج علي هاشم، المغالاة في المهور والمتطلبات الموجودة في تقاليد الزواج في هذه الأيام حيث وصل مهر العروسة في بعض المدن بالمحافظة إلي 50 ألف جنية، هذه بخلاف المتطلبات الأخري من حجز كوافير للعروسة ليلتين متتاليتين يبلغ ثمنها 6 ألاف جنية حسب إمكانيات محلات الكوافير، فضلا عن الملابس التي يشتريها الزوج للزوجته لحضور الحناء والزفاف وغيرها.
وتابع هاشم، أن كل هذه التكاليف علي الزوج بخلاف بناء أو شراء الشقة وتشطيبها وتجهيزها بالكسوة الخشبية مثل " غرفة النوم ـ والنيش ـ والدولاب ـ والأنترية " فضلا عن تكاليف يوم الزفاف، فكل هذه المتطلبات التي يتكفل بها الزوج تتعدي في هذه الأيام 250 ألف جنية، لذلك عزف الكثيرون من الشباب عن الزواج بسبب كل هذه التكاليف الباهظة وغير المنطقية.
وينوه فرج الشاملي، إلي أن أهل العروسة هما أيضا يتحملان تكاليف تكاليف باهظة الثمن لم تكن موجودة في عصر الأجيال السابقة بسبب شراء الأجهزة الكهربائية التي أصبحت بأسعار مرتفعة جدا ويتحكم فيها سعر الدولار هي الأخري، بالإضافة إلي أطقم الصيني الحديثة التي توضع في " النيش "ولا يستنفد منها أحد، فضلا عن الأشياء الأخري لمتطلبات الزواج التي يتحملها أهل العروسة.
ويسترد فرج قائلا " المفرود هذه التقاليد والمتطلبات يتم التنازل عنها من كلا الطرفين، لأنها تعرقل الزواج وينتج علي أثرها عزوف الكثير من الشباب عن الزواج الأمر الذي ينتشر بسببه كثرة الانحراف من كلا الجنسين، فلو عادت الناس إلي سابق عصرهم من خصوصا في عرف الزواج ومتطلباته ستحد بشكل كبير من نسبة العنوسة التي ارتفعت مؤخرا في المجتمع المصري.