انتظر الكثيرين هذه اللحظة بشغف على غير العادة، لمشاهدة "كسوف الشمس" وتعيش أمريكا ظاهرة لم تعرفها سماؤها منذ وقت طويل، لن يكمل النهار دورته الطبيعية وسيقبل الليل مبكرا، ولن يكون الناس في بيوتهم استعدادا للنوم، بل سيصطف ملايين الأمريكيين والزوار لمشاهدة أول كسوف سيشهده الجيل الحالي في الولايات المتحدة الأمريكية، في الوقت الذي ستعود إليه الطيور إلى أعشاشها في سكون غريب جدا معلنا عن حلول ظاهرة القرن.
ومن المتوقع أن تستقطب مشاهدة "ظل القمر" وهو يمر مباشرة أمام الشمس حاجبا إياها بشكل كلي باستثناء الهالة الشمسية أكبر جمهور يتابع مباشرة حدثا سماويا في تاريخ البشرية، وعند إضافة أولئك الذين يتابعون عبر البث الحي وعبر الإنترنت سيحطم الجمهور على الأرجح الأرقام القياسية.
حدثت من قبل
ولا شك أن تلك الظاهرة قد حدثت قبل ذلك في جمهورية مصر العربية في عام 2006، بينما ظاهرة الكسوف الكلي التي ستحدث اليوم، سوف تتم خارج الدول العربية بأكملها، بينما سيحل الظلام على المنطقة الشمالية بأمريكا كاملة لمدة دقائق معدودة. 
مسار الكسوف
سيبدأ "كسوف الشمس" مساره على ساحل "أوريغون" على المحيط الهادي في وقت متأخر من الصباح، ليصل إلى ساحل "ساوث كارولاينا" على المحيط الأطلنطي بعد نحو 90 دقيقة، وستكون أكبر مدينة يمر بها الكسوف "ناشفيل" بولاية تنيسي، حيث يعيش 609 آلاف نسمة. 
الاستعدادات للحدث
الجزء الأكبر من ظل القمر على مساحة عرضها 113 كيلومترا وطولها 4000 كيلومتر تغطي 14 ولاية، ويمكن أن يشاهد 12 مليون شخص يعيشون هناك الكسوف الكامل بمجرد السير خارج المنزل والنظر لأعلى مع سماح الأحوال الجوية.ويقول خبراء إن حوالي 200 مليون أمريكي يعيشون في نطاق مساحة من منطقة الكسوف الكلي تقطعها السيارة في يوم، وإن نحو سبعة ملايين سيتجمعون في المدن والمخيمات بمنطقة الكسوف. وقد تزايد وعي الجمهور بفضل ظهور وسائل التواصل الاجتماعي والأجهزة البصرية الرخيصة عالية التقنية مما يؤكد على ما توقع الخبراء أن تكون نسبة مشاهدة لم يسبق لها مثيل لما يسمى "بالكسوف الأمريكي الكبير". 
وكشفت الجمعية الفلكية بجدة فى تقرير لها أنه فى الوقت نفسه وعلى الأرض، سيلاحظ أن الطيور على سبيل المثال، سوف توقف تغريدها خلال الكسوف الكلى، لاعتقادها بحلول الليل، وأيضا أزهار النهار، تبدأ فى إغلاق أوراقها والنحل يعود إلى مسكنه، وقد يشعر الناس بانخفاض طفيف فى درجة الحرارة، عندما يتم تغطية مصدر الحرارة الرئيسى "الشمس".ومن جانبه كشف الدكتور حاتم عودة رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، بأن الكسوف الكلى للشمس الذى سيرى فى أمريكا اليوم الاثنين، سيكون متزامنا مع حلول الغروب فى مصر والمنطقة العربية، ولهذا فإنه لن يرى فى أى من الدول العربية، مشيرا إلى أن متابعة هذا الحدث الفلكى الكبير الذى أطلق عليه اسم "الكسوف الأمريكى العظيم"، سيكون عبر شبكة المعلومات ووسائل التواصل الاجتماعى والتليفزيون.واستطرد أن المدة الأطول للكسوف الكلى ستكون دقيقتين 41.6 ثانية عند "متنزه جاينت"، التابع لولاية إلينوى جنوب كاربوندال وأقصى مدى سيكون بالقرب من ولايات سيرولان، كنتاكى بين هوبكينزفيل وبرينستون كنتاكى، مؤكدا أن هذا هو أول كسوف كلى للشمس مرئى من جنوب شرق الولايات المتحدة منذ كسوف الشمس يوم 7 مارس عام 1970، وأول كسوف شمسى كامل مرئى من الولايات المتحدة منذ كسوف الشمس فى 11 يوليو عام 1991 الذى شوهد فقط من جزء من هاواى، وأول كسوف كلى للشمس مرئى من الولايات المتحدة المتجاورة منذ عام 1979.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
