ضمن استراتيجية "العصا والجزرة" واشنطن تدفع بقوات جديدة إلى أفغانستان..وترامب يدعو إلى حل سياسي مع طالبان..والأخيرة تتوعد

حالة من التخبط

والارتباك تعيشها الإدارات الأمريكية المتلاحقة بشأن قرار الانسحاب من عدمه من

أفغانستان التي تشهد معاركها سخونة ضد حركة طالبان منذ بدء الحرب على الحركة وتدخل

القوات الأمريكية، إلا أن تصريح الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" أنه كان

يريد في الأصل سحب القوات الأمريكية من أفغانستان، لكنه قرر البقاء والقتال من أجل

الانتصار، عكس مدى الأزمة الأمريكية التي تواجهها جراء تدخلها في مستنقع

جبال تورار بورا.تفكير الولايات المتحدة بسحب قواتها من أفغانستان بدأ منذ عهد الرئيس الأسبق "جورج بوش"، واستمر إلى عهد "دونالد ترامب"، فالشراسة القتالية التي تبديها قوات "طالبان" بزعامة "الملا هيبة الله آخونزادة " لا تدع مجالًا للأمريكان لكي يفكروا كثيرًا في أن يستمروا في القتال أو ينسحبوا.

وبالرغم من كل ذلك فقد صرح "ترامب" قبل أيام، بأنه سيزيد من عدد القوات الأمريكية المتواجدة ضمن قوات "حلف الناتو" في أفغانستان لدعم حكومة كابل في تمكين سلطتها، وصد هجمات المتطرفين التي لم تتوقف منذ الإطاحة بحكم طالبان في عام 2001، إثر هجمات 11سبنمبر الشهيرة في الولايات المتحدة.

عدد القوات الأمريكية الجديدة التي سيرسلها "ترامب" إلى أفغانستان لم يعلن عنها قائلًا: "لن نتحدث عن عدد الجنود لأن أعداء أمريكا يجب ألا يعرفوا مشاريعنا أبدًا"، إلا أن تقارير صحفية كشفت العدد مفيدًة بأن وزير الدفاع الأمريكي "جيمس ماتيس" خطط لإرسال نحو 4 آلاف جندي إلى جانب 8400 جندي موجودين حاليا في أفغانستان.

وردًا على الزيادة الأخيرة في عدد القوات الأمريكية توعدت "طالبان" واشنطن بالرد عليها، قائلة: بإن "الأرض التي ستطؤها أقدامهم في أفغانستان ستكون مقبرًة لهم".

تهديدات طالبان وبحسب مراقبين لم تأت من فراغ؛ فالحركة التي هددت بزعزعة استقرار الجارة باكستان تسيطر على مساحات واسعة في شمال غربي البلاد كما أن أكثر من 40 % من أفغانستان يقع تحت إمرتها.

وتعلم واشنطن جيدًا قدرات المسلحين الأفغان، لذا فإنها تلجأ من وقت لآخر للتهدئة معهم، كما تلمح إلى إمكانية فرض حل سياسي معهم، وكان آخرها ما قاله "ترامب: "في وقت من الأوقات، وبعد جهد عسكري ناجح، ربما يصبح الحل السياسي ممكنا ليشمل جزءا من طالبان أفغانستان، ولكن أحدًا لا يمكنه أن يعلم ما إذا كان هذا سيحصل ومتى".

تلميحات واشنطن ليست الأولى التي تداعب الحركة المتطرفة إذ سبقها في ذلك، الرئيس الأفغاني "أشرف غني" حين دعى أكثر من مرة قادة طالبان إلى الانضمام لمحادثات السلام في البلاد، واعتبر ذلك الفرصة الأخيرة أمام الحركة للمشاركة في العملية السياسية التي ستنهي العنف في البلاد.

يذكر أن آلاف الجنود الأفغان قضوا أثناء قتالهم لطالبان في أفغانستان وأكثر من 2400 جندي أمريكي وأضعافهم من الجرحى، كانت خسائر الولايات البشرية فقط، عدا عن قتلى طالبان والمدنيين الذي لا توجد هناك إحصائية دقيقة حول أعدادهم.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
السيسي لـ أهالي سيناء: «خالوا بالكم منها.. بلدكم أمانة في رقبتكم ورقبتنا»