السفير البريطاني بالقاهرة: لا تسامح مطلقا مع الإرهاب

كتب :

أكد السفير البريطاني بالقاهرة جون كاسن أن الأمر المؤكد والأهم بالنسبة لبلاده أنه لا تسامح مطلقا مع الإرهاب، وهو أمر تؤكده لندن دوما للمسئولين المصريين؛ لأننا نواجه مع مصر نفس التحدي وهو ضرورة مكافحة الإرهاب ونريد العمل سويًا بكل قوة لمواجهته .

جاء ذلك خلال لقاء السفير البريطاني، أمس الثلاثاء، مع عدد محدود من الصحفيين بمقر السفارة البريطانية بالقاهرة.

وشدد السفير جون كاسن على أن بريطانيا تواجه الفكر المتطرف نافيا أن تكون سياستها قائمة على احتوائه، وذلك ردا على سؤال لـ(وكالة أنباء الشرق الأوسط) حول ما إذا كانت بريطانيا تتبع سياسة الاحتواء وليست المواجهة مع الجماعات التي تنشر الفكر المتطرف والعنف مثل الإخوان المسلمين الإرهابية في مصر.

وأوضح كاسن أنه منذ عام 2010 ألقت بريطانيا القبض على 1500 شخص على خلفية هجمات إرهابية، كما ألقت القبض خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي على 255 شخصا لصلتهم بهجمات إرهابية، مشيرا إلى أن بريطانيا تعرضت لهجمات إرهابية بمانشستر ولندن؛ ولذلك فإننا صارمون ونتعامل بقوة في مواجهة الفكر المتطرف مثلما نتعامل بقوة وصرامة في مكافحة الإرهاب، وقد حظرت بريطانيا دخول 110 أشخاص خلال نفس الفترة.

وأكد كاسن أنه "عندما يكون لدينا دليل على تحريض شخص ما على الفكر المتطرف فإننا نحظر دخوله بريطانيا، ونحن نواجه التطرف ولا نعمل على احتوائه " .

وحول مواجهة الإرهاب وما إذا كانت ستتم مراجعة وضع جماعة الإخوان المسلمين لتصنيفهم كجماعة إرهابية في بريطانيا، قال السفير جون كاسن إن مراجعة القوانين تأتي للتأكد من أن لدينا كل القوة لمواجهة من يشكلون تهديدا لنا، بما في ذلك من قد يقومون بالعنف رغم أن لدينا بالفعل قوانين قوية صارمة، ونريد دوما أن نضمن أننا نواجه بصرامة من يقيمون شبكات وجمعيات خيرية ومواقع وحسابات بنكية ومساجد تدعم العنف والتطرف.

وأوضح أن تطبيق هذه القوانين القوية يتعلق بكل الجماعات، بما في ذلك أي شخص مرتبط بالإخوان المسلمين لأننا لن نسمح ولن نتسامح مع الإرهاب والتطرف في بلدنا وسنواجه ذلك بكل قوة، وسوف نتعامل بصرامة وحسم مع أي شخص ينشر أفكارا مسممة مثل أفكار الحرب بين الإسلام وبريطانيا أو أفكار من هذا القبيل، أو أفكار تحرض على استخدام العنف، وسنتعامل بكل قوة وحسم عندما نجد أي دليل على قيام شخص بمثل هذه الأعمال.

وحول جماعة الإخوان المسلمين، قال السفير البريطاني إن هناك خمس دول تعتبر الإخوان المسلمين جماعة محظورة، وهي: مصر والسعودية والإمارات والبحرين وروسيا، مؤكدا أن بريطانيا من أقوى الدول في مواجهة الإرهاب فهي لم تسمح بأية اتصالات على مدار السنوات الأربع الماضية مع أي شخص من الإخوان المسلمين، و"نحن قمنا بمراجعة الصدام بين قيمهم وقيمنا وقلنا إن عضوية الإخوان المسلمين مؤشر على تطرف محتمل، ونعمل على مواجهة من ينشرون أية أفكار متطرفة " .

وفيما يتعلق بعودة السياحة البريطانية لمصر وشرم الشيخ وما يتردد عن تحقيق تقدم في وضع السياح البريطانيين لتونس مقارنة بمصر، قال كاسن: "حققنا تقدما وندرك أهمية شرم الشيخ للاقتصاد المصري ولا يمكننا الانتظار حتى نجد حلا؛ ولذلك واصلنا مباحثاتنا مع السلطات المصرية بهذا الشأن، ولابد أن نقر بالتقدم الذي تحقق من خلال مباحثاتنا مع مصر حول ذلك الأمر".

وحول السياحة البريطانية لمصر، قال جون كاسن: "كان لدينا العام الماضي 2016 نحو 250 ألف سائح قدموا إلى مصر في ضوء استمرار رحلاتنا للغردقة ومرسى علم والأقصر والقاهرة التي تبلغ نحو أربعين رحلة أسبوعيا".

وأضاف أنه "بالنسبة للعام الحالي لدينا 63% زيادة في عدد الليالي السياحية البريطانية بمصر خلال الأشهر الأربع الأولى من العام الحالي، ونتطلع لزيادتها خلال الأشهر القادمة في ضوء مواصلة خبراء البلدين العمل سويا وتحقيقهم تقدما بهذا الصدد".

وأشار إلى أن الصحف أحيانا تعطي انطباعا بأن مصر تبدو سيئة وهذا ليس صحيحا، موضحا أننا لا يجب أن نكون سلبيين في تقييمنا للوضع بمصر، لكن لا يزال لدينا عمل كثير نقوم به.

وأعرب عن اعتزازه بأن بريطانيا تعد ثاني أكبر دولة أوروبية مصدرة للسياحة لمصر، ويستطيع سياحنا التوجه لمطروح والغردقة ومرسى علم والأقصر، وبالنسبة لشرم الشيخ فهناك طريق نسير فيه لحين تحقيق التقدم المطلوب.

وأضاف: "هناك من يحاولون إظهار كما لو أن علاقات بريطانيا بمصر سيئة، مؤكدا أن سياسة بلاده تجاه مصر يمكن تلخيصها بأنه إذا نجحت مصر أمنيا في هزيمة الإرهاب واقتصاديا في بناء اقتصاد لكل المصريين وسياسيا بإقامة مؤسسات ديمقراطية فستكون أكثر استقرارا كدولة محورية".

وشدد على أن بريطانيا تأتي في مقدمة الدول الداعمة لمصر في العديد من المجالات، أهمها الاقتصاد والتعليم.. مشيرا إلى أن العلاقات التاريخية بين البلدين تدفعنا للأمام، فمصر تظل دولة محورية لبريطانيا بكل معنى الكلمة وسنسعى لتعزيز علاقتنا بها دوما.

وحول ترشيح السفيرة مشيرة خطاب لمنصب مدير عام اليونسكو، أعرب كاسن عن إعجابه بمشيرة خطاب، موضحا أن فرصتها جيدة للفوز بترشيح اليونسكو لأسباب من بينها أنها امرأة عربية إفريقية، والأهم هو قدراتها وسجلها الحافل وبخاصة في مجال أجندة حقوق المرأة والسكان في مصر والتغييرات التي أحدثتها، كما أنها مرشحة قوية وقد قدمت شرحًا تفصيليًا بذلك لصانعي القرار بلندن.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً