"ينفع تضحي بفرخة".. فتوى أثارت الرأي العام.. الهلالي: الصحابة والفقهاء أجازوها.. و"الإفتاء" ترد

فى هذه الأيام ونحن على مشارف عيد الأضحى المبارك تثير فتاوى علماء الدين؛ الجدل حول ماهية الأضحية، فمنهم من يرى ذبح الأغنام والماشية، والبعض الآخر يرى أن الدواجن وغيرها من الطيور يجوز التضحية بها، لإصابة سنة الذبح ومشاركة الفقراء والمساكين فى هذا اليوم، الذى تعلو فيه قيم البذل والعطاء.

فى هذا السياق يفتى الداعية الأزهرى الشيخ مصطفى راشد، بجواز الأضحية بـ"فرخة"، وذلك في ظل حالة الغلاء الذي يعيش فيه المصريون وارتفاع الأسعار، وذلك كون الأضحية فريضة على كل مسلم قادر يملك قوت يومه.

وأضاف راشد في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، أنه "يجوز الأضحية بفرخة، لأن الأضحية واجبة على كل قادر يملك قوته وقوت أسرته لمدة شهر، ويملك دابة أي سيارة ويملك منزلا.

وأكد راشد على أن الأضحية الشرعية من بهيمة الأنعام البقر والجاموس والإبل والأغنام، ولكن يجوز لمن هو خارج موسم الحج أن يضحى بأي داجنة أو طائر، امتثالا بأضحية الحجيج والأضحية ليست سنة واجبة.

ويتفق مع هذا الرأى الدكتور سعد الدين الهلالى الذى أكد فى تصريح سابق له على أنه يجوز ذبح الطيور مثل "الفراخ" كأضحية، وكذلك شراء اللحمة وتوزيعها على شكل أضحية، مستندًا في قوله إلى أن هناك من الصحابة والفقهاء من أجاز التضحية بالطيور، مثل سيدنا بلال بن رباح، مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك عبدالله بن عباس.

وعلى الجانب الآخر يقول الدكتور إيهاب أبوعمر، أستاذ الحديث بجامعة الأزهر، أن الأضحية لا بد أن تكون من الماشية الماعز أو الأبقار وغيرها، ولا يوجد دليل على أن تكون الطيور مثل "الفراخ والبط" بديلة عن الأضحية.

واستطرد "أبوعمر" قائلًا: يمكن أن يتشارك فى الأضحية أكثر من شخص تيسيرًا على الشخص المضحى، موضحًا أن الشخص تختلف ظروفه المادية من ساعة إلى أخرى، فقد يكون عنده القدرة بأن يضحى فى هذا العام بمفرده، وقد يكون غير مستطيع فى العام المقبل، يمكن أن يتشارك مع أشخاص آخرين، لكى يصيب سنة النبى صلى الله عليه وسلم.

وحسمت دار الإفتاء هذه المسألة فقالت: إن "الأضحية هي ما يذكى بها تقربًا إلى الله تعالى في أيام النحر بشرائط مخصوصة، وشُرعت شكرًا لله تعالى على نعمة الحياة"، لافتة إلى أن الأضحية سنَّةٌ مؤكدةٌ عند جمهور الفقهاء، يفوتُ المسلمَ خيرٌ كبيرٌ بتركها إذا كان قادرًا عليها.

وأكدت أنه يشترط في الأضحية ما يشترط في غيرها من الذبائح؛ مِن كون الحيوان حيًّا، وأن تزهق روحه بالذبح، وألا يكون صيدًا من صيد الحرم، وأن يبلغ سنَّ التضحية، وأن تكون الأضحية سالمةً من العيوب، وأن تكون مملوكةً للمضحِّي، وينوي بها التقرب إلى الله تعالى.

وأضافت أنه من ضحى بحيوان مأكول غير الأنعام، سواء أكان من الدواب أم الطيور، لم تصح تضحيته به؛ لقوله تعالى: "وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ" سورة الحج الآية: 34، ولأنه لم تنقل التضحية بغير الأنعام عن النبى صلى الله عليه وسلم، ولو ذبح دجاجة أو ديكًا بنية التضحية لم يجزئ.

وأوضحت هذا الشرط قائلة: أن الشاة تجزئ عن واحد، والبدنة والبقرة كل منهما عن سبعة؛ لحديث جابر رضى الله عنه قال: "نحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية البدنة عن سبعة، والبقرة عن سبعة". أخرجه مسلم.

وأشارت دار الإفتاء إلى أن وقت الأضحية يبدأ من بعد صلاة عيد الأضحى، وينتهي بغروب شمس الثالث عشر من ذي الحجة، ويستحب توزيعها أثلاثًا؛ ثلثٌ للمضحي، وثلث للهدية، وثلثٌ للفقراء.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً