في ذكرى رحيل مصطفى النحاس..السياسي الذي حطم الأرقام القياسية

رغم مرور أكثر من نصف قرن على رحيل مصطفى النحاس باشا، وتحديدا في مثل هذا اليوم من عام 1965، إلا أنه ما زال يعتبر شاهدا على أهم مرحلة وقعت في تاريخ مصر، بفضل المسئولية التي وليها كأكثر سياسي مر على تاريخ المحروسة تولى رئاسة الحكومة ليحطم بذلك الأرقام القياسية بـ 7 مرات.

"أهل مصر" تغوص في حياة النحاس وتعرض أبرز المحطات التي مر بها حتى وفاته في 23 أغسطس. 

حياته

نشأ وترعرع "مصطفي النحاس" باشا في ١٥ يونيو ١٨٧٩ في سمنود الغربية، وتعلم بمدرسة الناصرية ثم الخديوية الثانوية وتخرج في مدرسة الحقوق وعين قاضيًا بالمحاكم الأهلية وخدم بالسلك القضائي لفترة.

محطات

التحق "النحاس" بمدرسة الحقوق وتخرج منها عام 1900، فرفض العمل بسلك النيابة وظل يعمل في المحاماة حتى عام 1903، وعندما عرض عبد الخالق باشا ثروت عليه العمل بالقضاء ضمن وزارة حسين رشدي باشا خلال فترة توليه وزارة الحقانية، رفض النحاس هذا العرض، لكن ثروت أقنعه بقبول الوظيفة حتى قبلها.

وكان أول تعيين له كقاضٍ في أكتوبر 1903 بمحكمة قنا الأهلية وأسوان أمضى فيها الفترة من 1903 إلى 1908، يعقب ذلك تسعة أعوام من التنقل بين مدن الدلتا والقاهرة وطنطا حيث تولى آخر مناصبة كرئيسً لدائرة محكمة طنطا، وحصل وقتها على رتبة البكوية.

علاقته بالسياسة

بعدما أعلن الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون المبادئ الأربعة عشر ونادى بحق الشعوب الصغيرة في تقرير مصائِرها بعد الحرب العالمية الثانية، الأمر الذي أثر في قرارات النحاس الذي كان يكن شعورًا عدائيًا تجاه الاحتلال البريطاني لمصر.

وبدأ أدوراه السياسية بانتمائه لتيار الحزب الوطني في مطلع القرن العشرين، ثم انضمامه إلى الوفد المصري إلى جانب سعد زغلول، فتوليه زعامته بعد وفاة الأخير سنة 1927، وانتهى هذا الدور بعد يوليو 1952 بشهور قليلة مع حل الأحزاب السياسية.

رئيس الوزراء

يعتبر "مصطفي النحاس" باشا، أكثر الوزراء الذين تولوا منصب رئيس الحكومة، حوالي 7 مرات، وكان من مؤسسي حزب الوفد وجاء زعيمًا له في الفترة من ١٩٢٧ إلى ١٩٥٢، كما ساهم في تأسيس جامعة الدول العربية، وتولى 7 مرات، كان فيها "النحاس" رئيسًا للوزراء.

وكانت له مواقف بارزة عندما لغي معاهدة 1936، وحين قدم محمد محمود باشا استقالته في ٢٧ أبريل ١٩٣٨ كلفه الملك بتأليف وزارته الثالثة.

تأليف الوزارة للمرة الثانية

طلب الملك تشكيل وزارة ائتلافية وأوفد وكيل الديوان الملكي عبدالوهاب طلعت إلى النحاس في كفر عشما بالمنوفية ورفض النحاس الوزارة الائتلافية، حتى لو كان رئيسًا لها وطالب بوزارة محايدة تحل البرلمان وتجرى انتخابات حرة، وذلك في ٢٢ يونيو١٩٤٠ وجهت السفارة البريطانية إنذارًا للملك بأنه لا سبيل للتعاون مع على ماهر.

حاصرت القوات البريطانية قصر عابدين واجتمع قائدها بالملك الذي قبل الإنذار، وأعلن أنه كلف النحاس بتأليف الوزارة ورفض النحاس وظل الملك يلح عليه مناشدًا وطنيته فقبل النحاس تشكيل الوزارة، وما لبث أن طلب السفير البريطانى من فاروق تأليف وزارة تحرص على الولاء للمعاهدة.

رحيله

وقع حريق القاهرة في ٢٦ يناير ١٩٥٢ وبعد ثورة يوليو١٩٥٢، اعتزل "النحاس" الحياة السياسية ثم سـُجن هو وزوجته زينب الوكيل من ١٩٥٣ إلى ١٩٥٤ إلى أن رحل عن عالمنا في ٢٣ أغسطس ١٩٦٥.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً