أسامة القوصي في حواره لـ"أهل مصر":
من حق الأقباط حكم مصر
والإخوان خوارج
محمد سعيد رسلان بلاء مبين على مصر
نادر بكار مندوب السلفيين الدائم للولايات المتحدة
ظل لسنوات هو أحد النجوم اللامعة في الإعلام المصري، إما لكثرت تشدده في الماضي ووقف على آيات القرانية جميعها أنتج شخصا متشددا فكريا وعلميا، ثم بدأ فترة ينتهي كل هذا ويعود مرة أخرى إلى الحياة الطبيعية بل أكثر سهولة مما سبق، إنه الداعية السلفي البارز أسامة القوصي.
يروي في حواره لـ"أهل مصر"، قصته من التشدد إلى الاعتدال ويكشف فيه حقيقة من أسماهم بالمتأسلمين في مصر، وقال: إن "سلفية الإسكندرية خلطوا منهج السلف الصالح بمنهج الإخوان وأخرجوا لنا مولودا مشوها لا هو إخواني قطبي بحت ولا هو على منهج السلف الصالح الصافي المعتدل".
أضاف القوصي، أن جماعة الإخوان فيهم كثير من صفات الخوارج ويمكننا تلقيبهم بخوارج العصر وأصدقُ ما ينطبق علي عصابة الإخوان وعلى سائر الإرهابيين والمتطرفين، موضحًا إلي أن هذه الدعوة الغليظة لا تمت للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا لصحابته بأية صلة لا من قريب ولا من بعيد.
إلى نص هذا الحوار.
. بعد ثورة 30 يونيو انتشرت بين الأجهزة الإعلامية المختلفة بين الحديث عن الماضي والحاضر ثم أعقب ذلك اختفاء نهائي، فما سر ذلك؟
هي ظروف خاصة نفسية واجتماعية ومادية وأدبية وصحية، ففي أواخر ٢٠١٥ عانيت من بعض الصحفيين ومقدمي البرامج والمعدين، الذين لا يحرصون على إيصال رسالتي للناس بقدر حرصهم على الإثارة، إضافة لعدم وفاء بعضهم بما اتفقنا عليه من التزام مادي أو أدبي، ففضلت البعد عن هذا الجو غير المريح بالمرة.
لم يبق أمامي وقتها نافذةً أمينةً إلى حدٍّ ما سوى ماسبيرو، لكني لم أستطع المواصلة في تلبية دعوات قنوات وبرامج ماسبيرو نظرا لظروفي المادية الصعبة في الآونة الأخيرة، حيث انقطعت كل موارد الدخل التي كانت تعينني على مواصلة مشواري لأداء رسالتي دون احتياج لأحد، وخصوصا أن مشوار ماسبيرو مكلف، وكل هذا على حساب ضيف البرنامج، بل زادت الأزمة باضطراري لبيع سيارتي لعدم قدرتي على الصرف عليها، إضافة لإصابتي بتدهور في الإبصار لارتفاع ضغط العين، ما منعني من قيادة السيارة ليلا لصعوبة الرؤيا ليلا، وبالتالي بقيت قرير البيت فترة ليست بالقصيرة واكتفيت بالكتابة على الفيسبوك وتويتر في تلك الفترة التي قاربت ١٥ شهرا.
. بعد إصدارك أكثر من فتوى مثيرة للجدل قوبلت بهجمة شرسة، فما ردك على هذا الهجوم؟
لا جديد في هذا الأمر من وجهة نظري المتواضعة، فقد كنا كذلك طوال ربع قرن تقريبا من الزمان وهم محتارون في التعامل معي تارة بمحاولة التقرب إلى وإقناعي بالانضمام اليهم بإرسال وسطاء محبوبين لديَّ ولديهم وتارة بالهجوم عليَّ لمحاولة إثنائي عن مواصلة رسالتي المختلفة تماما عن رسالتهم وتارة بالصمت الجماعي الممنهج والمتفق عليه فيما بينهم طمعا في كللي ومللي من نصح الناس بالابتعاد عن كل التيارات المتسلفة والإخوانية بل وحتى التبليغ والدعوة وعدم الانضمام لأية جماعة أو تنظيم أو حتى جمعية متأسلمة مشهرة رسميا كأنصار السنة أو الجمعية الشرعية.
. بعد ثورة 30 يونيو انتشرت بين الأوسط السلفية ما يسمى بـ"الدعوة السلفية" و"برهامي".. فما تقييمك لهما؟
سلفية الإسكندرية هم من أكثر التنظيمات التي ظهرت، لا يعرف لهم تاريخ إو توجهم، فهم خلطوا منهج السلف بمنهج الإخوان ليخرج بعد ذلك مولودا مشوها لا هو إخواني قطبي بحت ولا هو على منهج السلف الصالح الصافي المعتدل، بالتالي أساءوا إلى أنفسهم وإلى منهج السلف الصالح بل وإلى الإسلام ذاته.
ياسر برهامي أحرق نفسه بنفسه عندما فقد مصداقيته أمام الشعب المصري كله في ذلك الفيديو الشهير له وهو يجلس في مجلس كله من رؤوس التطرف والإرهاب في مصر، منهم محمد عبدالمقصود وغيره وهو يشرح لهم كيف قاموا بخداع لجنة وضع الدستور لتمرير مواد تهدف لتحجيم دور شيخ الأزهر أحمد الطيب.
ورغم مكرهم وخداعهم إلا أنهم لم يتمكنوا من إخفاء حقيقتهم بتلك الفتاوى الشاذة والعجيبة التي يصدرها هو وأتباعه أمثال عبدالمنعم الشحات من قبيل تحريم الوقوف في السلام الوطني وتحريم تبادل التهنئة مع الأقباط المسيحيين في أعيادهم.
. في مناسبات سابقة وصفت الإخوان بالخوارج.. فهل ما زلت عند رأيك؟
فيهم كثير من صفات الخوارج ويمكننا تلقيبهم بخوارج العصر وأصدقُ ما ينطبق علي عصابة الإخوان وعلى سائر الإرهابيين والمتطرفين قولُهُ تعالى (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يُحسنون صُنعا) وكذلك (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون).
فعصابة الإخوان فيهم شبه من الخوارج من جهة ومن المنافقين من جهة أخرى ومن رفع منهم السلاح على الناس فالإبادة الفورية محتمة وقادتهم خونة لله ولرسوله وللمؤمنين وللوطن اْما الأتباع فمخدوعون ومكانهم السجون أو المصحات النفسية.
. من الناحية الشرعية.. هل يجوز تولي الأقباط حكم مصر؟
من حق أي مصري بمقتضى الدستور المصري الترشح لمنصب الرئاسة إذا توفرت فيه شروط الترشح وتولي المنصب إذا فاز به في الانتخابات الرئاسية، وهذا لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية إطلاقا والمعتبر في هذا الأمر الكفاءة إضافة للوطنية المصرية لا غير.
وقد أخطأ في هذه المسألة المتأسلمون جميعا بقياسهم منصب رئاسة مصر على منصب خليفة المسلمين الذي يشترط فيه قطعا الإسلام كما تُشترط الديانة في كثير من المناصب العليا والدنيا على حد سواء: فعلى سبيل المثال بابا الفاتيكان يشترط فيه أن يكون مسيحيا كاثوليكيا وشيخ الأزهر يشترط أن يكون مسلما سنيا وكذلك شيخ ومدير المعهد الأزهري وكذلك وزير الأوقاف بخلاف سائر الوزارات الأخرى.
. محمد سعيد رسلان أحد أقباط السلفية يعمل في العلن فما موقفك من أفكاره؟
لا شك أن هذه الدعوة الغليظة لا تمت للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا لصحابته بأية صلة لا من قريب ولا من بعيد ويكفينا ذلك التدليس على عامة الناس بأن رسلان معتمد من الدولة كجامعة اْو مركز علمي حيث يستعملون كلمة (مصرح له من الدولة والأوقاف) مدلسين على السامعين، فيفهم السامع أن كل ما يقوم به رسلان مصرح له به في حين أن التصريح له شخصيا للخطابة كغيره من الخطباء بالأوقاف لا فرق بينه وبين أي خطيب في مساجد مصر.
وهذه الدعوة الغليظة ليست دعوة رسلان بل هو مندوب الشيخ ربيع المدخلي في مصر في الوقت الحالي، ولذلك يُعرَفون بالمداخلة وهي دعوة تحاكم البشر في الدنيا بالنيابة عن الله (تعالى الله عن الشريك والمندوب) فكل من لم يوافق الشيخ ربيع المدخلي في أحكامه على الآخرين مبتدعٌ عندهم وضالٌّ فاستحقوا بجدارة التلقيب بلقب: (جماعة التبديع والتضليل).
وللأسف انخدع بهم كثيرون من المصريين بسبب هجومهم على سيد قطب وعصابة الإخوان، فظنوا انهم في صف الشعب المصري في مواقفه الوطنية كلها، لكن الحقيقة بخلاف ذلك تماما، فهم يحرمون كل ما هو عصري من وسائل الحضارة الحديثة وخصوصا في علم السياسة والاقتصاد بحجة أن مثل هذه الوسائل لم تكن موجودة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فخلطوا بين سلفية المقاصد وسلفية الوسائل ويعيشون في وهم أنهم أئمة العلم القدامى (كالإمامين أحمد وابن معين).
·الرئيس السيسي تحدث في أكثر من مناسبة مع شيخ الأزهر عن فكرة تجديد الخطاب الديني.. فهل نجحت المشيخة في تلبيت الرغبة؟
نجح إلى حدٍّ ما في الحد من انتشار الظاهرة، لكن لم يتمكن من القضاء عليها، لأنها ليست موجة بل موجات عاتية وصلت في السبعينيات لحد تسونامي عندما قامت جماعة شكري مصطفى المعروفة إعلاميا بجماعة التكفير والهجرة باغتيال الشيخ الذهبي وزير الأوقاف في حينها وأحد أعلام وعلماء مشايخ الأزهر رحمه الله لمجرد أنه كتب كتابات في الرد عليه.
ولا شك أن القضاء على هذه الموجات سيحتاج إلى وقت ليس باليسير، لأن داء التكفير بدأ عندنا في مصر منذ عقود وعقود بداية من جماعة شكري مصطفى المعروفة بجماعة التكفير والهجرة حتى استفحل جدا ووصلنا إلى الدواعش الذين أعلنوها دولة تكفيرية فبدأت الظاهرة بجماعة أو تنظيم وانتهت بإعلان دولة تسيطر على منابع وحقول نفطية.