اعلان

"شبيه ترامب" يستعد للانتخابات تحت شعار "الوصفة المصرية".. عبد السيد أول حاكم ولاية مسلم في أميركا

كتب : سها صلاح

في ولاية ميشيجان الأميركية، يشق عبد السيد طريقه نحو الترشح لانتخابات حاكم الولاية التي تجرى بعد عام، في محاولةٍ تتجاوز أهدافها الفوز بالمنصب، إلى تغيير السياسة الأميركية نفسها، مردداً جملته الشهيرة: "لا تجر من ترامب.. ولكن ترشح ضده".

فإذا فاز عبد السيد، سيصبح أول حاكم مسلم لولاية أميركية في تاريخ الولايات المتحدة، وفق صحيفة الجارديان البريطانية.

عبد السيد، الابن لأب مصري يعمل مهندساً وإماماً غير دائم ببعض مساجد مدينة أدريان، بدأ طريقه عندما قَدَّمه شاب متحوِّل جنسياً للحضور بإحدى القاعات العامة في أحد أيام الآحاد.

تبدو السيرة الذاتية لعبد السيد، ونواياه الحسنة التقدمية التي أظهرها، معصومة من الخطأ تقريباً؛ فهو ابن لمهاجر مصري جاء إلى أميركا عام 1978، تزوج مرة أخرى بالأم البيضاء الريفية، التي تحولت إلى البروتستانتية حالياً، وتعلَّم أخواله إعداد لحوم الصيد الحلال، بحيث يمكن للعائلة بأكملها تناول الطعام معاً، أضف إلى ذلك خال ملحد وعالم رياضيات من الاتحاد السوفييتي السابق.

أما عبد السيد نفسه، فهو طالب بمنحة "رودس"، وطبيب، وأستاذ سابق بإحدى الجامعات، ومدير سابق للقسم الصحي في مدينة ديترويت بولاية ميشيغان.

ويبلغ الشاب من العمر 32 عاماً، وقد يكون أصغر حاكم ولاية منذ عهد بيل كلينتون. كما سيصير أباً للمرة الأولى في أقل من 3 أشهر.

وقد تعهد بألا يحصل على أي أموال من شركات لجان العمل السياسي، كما أنه لا يواري انزعاجه من تأثير الأموال الكثيرة على الانتخابات؛ إذ ابتدأ حديثه بتسمية إسهامات شركات الحملات بـ"الرشى".

كما تعهد بضمان الرعاية الصحية الشاملة لجميع سكان ميشيجان، وقال إنه سيضغط من أجل تقنين الماريغوانا ورفع الأجور لتصل إلى 15 دولاراً في الساعة، وأنه سيجعل ميشيغان "ولاية الملاذ الآمن" التي تتحدى قانون الهجرة الفيدرالي من أجل المهاجرين غير الشرعيين السلميين.

أحببتك مثل "أوباما"

قد تكون النقطة الأهم أن عبد السيد يمتلك أسلوباً بلاغياً في الخطابة وكاريزما تثير، بكل سهولة، المقارنات مع باراك أوباما في شبابه.

في إحدى حملاته، قالت امرأة: "أعتقد أن آخر مرة جلست هنا وأبديت هذا النوع من الابتسام عندما سمعت أوباما في شيكاغو لأول مرة، عند ترشحه لمجلس الشيوخ".

قالت إحدى السيدات بعد أن استمعت إليه يتحدث في مناسبة للحزب الديمقراطي بمقاطعة أوكلاند: "لقد ربحت حبي. كل ما عليك أن تفعله هو أن تقود السيارة في الجوار وتتحدث مثلما تحدثت اليوم، وسوف تفوز بانتخابات هذه الولاية".

ويتسم فريق حملة السيد بأنهم شباب ومرِحون وأذكياء. يمكن رؤية انتشار الملصقات السياسية على حواسيبهم المكتبية، ويأتي الأعضاء من جامعة هارفارد ومعاهد النخبة الأخرى. كما أن الحملة بأكملها تبدو متعددة بدرجة كبيرة وتُدار إدارةً جيدة.

تعكس حملته "أميركا مختلفة" عن تلك التي يرحب بها اليمين المتطرف، والتي تتجلى في أعضاء الحملة؛ فأميركا السيد وحملته تعددية ومتنوعة، يمكن أن ترى المتدربين في الحملة، أحدهم مسلم كان يغسل قدميه في الحوض استعداداً للصلاة،. وآخر كان وجهه ممتلئاً بالثقوب وبشعر مصبوغ وذا مظهر غير اعتيادي، وكان يغسل يديه في الحوض المجاور له مباشرة.

يعكس السيد نفسه هذا المعنى؛ إذ يقفز بين الموضوعات في محادثات عفوية داخل عربة للحملة تسير في الشوارع؛ لتتحدث إلى المصوتين في أماكن الاقتراع من أجل الانتخابات الأولية في ديترويت. يتحدث عن نسبة الولادة القيصرية وشكسبير، كما يطلق نكاتاً صاخبة لم تُر على الأرجح من قبلُ في العلن مثل شعارات الحملة "الوصفة المصرية".

إلا أن السيد يستطيع أن يكون جاداً للغاية وشغوفاً بشدة بشأن الحقيقة السياسية لأميركا؛ إذ يوجه انتقادات لاذعة بطريقة لا تُسمع تقريباً من أفواه الساسة الذين يتحوطون ويراوِغون.

إذ قال: "إنني أحاول أن أُذكر الناس لماذا يُبنى هذا النظام بالطريقة التي عليها، وأنه أُفسد على يد شرذمة قليلة، وهم مجموعة من الأشخاص شديدي الثراء والنفوذ، الذين اشتروا في الأساس سياساتنا".

شبيه ترامب ونقيضه في الوقت ذاته

والمفارقة أنه بقدر ما يناقض الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب، فإنه يشبهه؛ إذ إن السيد مرشح من خارج الدوائر السياسية الرسمية، يتحدث عن رأيه من دون خبرة انتخابية سياسية سابقة.

وبطرق عديدة، يعتبر السيد الوجه الآخر للعملة نفسها التي يحمل وجهها الأول صورة ترامب، فهو مرشح شعبوي في توقيت شعبوي.

عزف السيد، الذي يهوى موسيقى الهيب هوب، أغنية في وقت متأخر بإحدى الليالي بعد عودته من فعالية تنظمها حملته. تحمل اسم "أميركا بالمنطق"، حيث تشجب بألفاظ عامية، العنصرية ومشاعر مناهضة المهاجرين، ودموية الشرطة وجميع الأمراض المعاصرة.

يشكل الترشح ضد ترامب -وهو الرئيس الذي نادى بتطبيق حظر على المسلمين للسفر إلى الولايات المتحدة باعتباره إحدى سياساته- تحدياً رئيساً لعبد السيد، كما يعتبر مقر حملته سراً محفوظاً، وكثير من أعضاء الحملة ينبغي لهم أن يتحدثوا مع عائلاتهم عن الخطر المحتمل قبل بدء عملهم.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً