رصدت عدسة "أهل مصر" عدد من الباعة الجائلين بمنطقة بحري الإسكندرية، أثناء قيامهم بغسيل واستحمام "الخيول والحمير" في مياه شاطئ رأس التين خلف مركز شباب الأنفوشي، وسط غياب تام لمسؤولي الشواطئ بالمحافظة.
وأثار المشهد غضب واستياء أهالي منطقة بحري الإسكندرية، لما آلت إليه شواطئ المدينة من إهمال وسوء استغلال، وغياب للجهات الرقابية على الشواطئ.
ويعد هذا المشهد ليس الأول بعروس البحر المتوسط، حيث سبق وتكرر المشهد في شاطئ جليم المجاني، بعد أن تداول رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" صورا للشاطئ تُظهر غسيل واستحمام "الخيول والحمير" في مياهه إلي جوار المصطافين من أهالي المدينة والمحافظات المجاورة، الأمر الذي أثار حالة من الغضب بين الرواد.
وقال محمد توفيق، عضو مؤسس بالحملة الشعبية تراقب الإسكندرية، إن ما تتعرض له شواطئ الإسكندرية خاصة المجانية منها، أصبحت لا تليق إلا للحيونات، وسط غياب تام من جانب المسؤولين التنفيذيين بالمحافظة، مضيفا أن العدد المحدود جدا المتبقي من شواطئ الإسكندرية والمتاحة لأهالي الإسكندرية والمصطافين بالمجان، أصبحت تشاركهم فيها الحيوانات.
وأضاف توفيق، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن مشاهد نزول الحيوانات البحر بجوار المصطافين تعد رسالة للمواطنين أن المحافظة لا تقدم خدماتها إلا لمن يدفع، مشيرًا إلي أن المواطن السكندري وضيوف الإسكندرية أصبحوا مطالبين في فصل الصيف بدفع فاتورة الاستمتاع بما خلق الله من مياه البحر ورمالها وكأنها إتاوة تفرضها الدولة.
وأكد المهندس محمد ماجد عبد الصمد، خبير السلامة والصحة المهنية ورئيس لجنة التدريب والتثقيف بحي الجمرك، ومؤسس مبادرة "حذرك اليوم حياتك الغد"، أن ما تتعرض له شواطئ حي الجمرك وبالأخص شاطئ رأس التين خلف مركز شباب الأنفوشي هو جريمة يعاقب عليها القانون المدني والدولي وذلك وفقا لقانون البيئة لسنة 1994 المعنِي بتلوث المياه الإقليمية، مضيفا أنه للأسف ظهرت مؤخرا بعض الحالات الطاغية التي تسببت في تلوث مياه البحر بعروس البحر المتوسط.
وأضاف عبد الصمد، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن هذه الشواطئ تحولت إلي واحة لاستحمام الحيوانات مثل الخيول والحمير والكلاب من جانب الباعة الجائلين، ذلك في الوقت الذي تستقبل فيه الإسكندرية المصطافين من مختلف المحافظات للاستمتاع بمياه البحر، ليصطدم المصطافون بالواقع الأليم والمأساة البيئية التي قد تتسبب في نقل العدوي والإصابة بالأمراض الخطرة، موضحا أن أنواع المخاطر الشائعة مختلفة وأهمها الخطر البيولوجي الذي نستقطبه ولا نراه وأسبابه انتقال العدوي من شخص لآخر أو من حيوان لإنسان.
وأوضح أنه علي الرغم من أن مياه البحر جارية إلا أن هناك أبحاث علمية أثبتت إمكانية حدوث العدوي إذا كان التلوث فى حيذ ضيق، محذرا المواطنين بالانتباه من تلك الظاهرة، مناشدا الجهات المعنية بالمحافظة بحماية شواطئ الإسكندرية من الباعة الجائلين فهم بذلك لا يلوثون البيئة فحسب وإنما يدمرون تاريخ الإسكندرية العريق.