بعد ساعات من قرار الولايات المتحدة الأمريكية، بتخفيض المعونة التي تحصل عليها مصر، تلقي الرئيس عبد الفتاح السيسي، اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأمريكي، دونالد ترامب.
وخلال الاتصال، أكد الرئيس الأمريكي، على قوة العلاقات بين مصر والولايات المتحدة، معربًا عن حرصه على مواصلة التعاون بين البلدين، وعلى الحانب الآخر، أعرب الرئيس السيسي، على أهمية تعزيز العلاقات بين البلدين، وتحقيق مزيدًا من التعاون المشترك في المجالات التي تهم الطرفين.
- العلاقات المصرية الأمريكية يصعب حصرها في المعونة فقط:
وفي سياق متصل، أوضح المستشار الدكتور عبد الله كمال، مدير عام قطاع الدبلوماسية للمنظمة العربية للعلاقات العامة والدبلوماسية، أن العلاقة بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، يصعب حصرها في المعونة التي تحصل عليها مصر، مشيرًا إلى أن هناك مصالح مشتركة بين البلدين لا يمكن تجاهلها، منها على سبيل المثال، محاربة الإرهاب، ومشاريع اقتصادية قائمة بين مصر والولايات المتحدة، بالإضافة إلى التعاون السياسي بين الإدارة المصرية والأمريكية.
وأكد مدير قطاع الدبلوماسية للمنظمة العربية، في تصريحه الخاص لـ"أهل مصر" أن مكالمة الرئيس الأمريكي بالرئيس المصري، يمكن أن ينتج عنها مزيد من علاقات التعاون بين البدين، ضاربًا بذلك مثال لشركاء في شركة واحدة يحدث بينهم خلاف، فيتم حل الخلاف دون الأضرار بمصالح العمل، متوقعًا أن ذلك هو ما يمكن أن يحدث بين مصر والولايات المتحدة.
- الاتصال يؤكد على قوة العلاقة بين البلدين:
ومن جانبه أوضح الدكتور أحمد سيد أحمد، الخبير في الشئون الأمريكية، أن اتصال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظيره المصري، الرئيس عبد الفتاح السيسي، يأتي تأكيدًا على العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، مشيرًا إلى أن العلاقة بين البلدين تتميز بوجود مصالح قوية مشتركة، قادرة على استيعاب وتخطي أي مشكلات سياسية قد تنتج بين البلدين، مثل قرار الولايات المتحدة بتخفيض المعونة الاقتصادية وتأجيل جزء من المعونة العسكرية التي تحصل عليها مصر.
وأكد الخبير في الشئون الأمريكية، أن تخفيض المعونة، ليس أمرًا جديدًا، بل تعرضت له مصر في فترة حكم أوباما، الرئيس السابق للولايات المتحدة، موضحًا أن ذلك الأمر يرتبط بالكونجراس الأمريكي.
وأشار إلى أن هناك بعض التيارات داخل الإدارة الأمريكية وداخل الكونجراس، تحاول دائمًا أن تربط المساعدات بالقضايا السياسية أو قضايا الإقليات أو حقوق الإنسان، موضحًا إنه في نهاية الأمر لا تؤثر على جوهر وطبيعة العلاقة التي تربط بين البلدين منذ عام 1979، ولذلك كان الهدف من المساعدات على رأسها المساعدات العسكرية، هو حماية المصالح الإستراتيجية والتعاون العسكري بين جيش البلدين، والحفاظ على عملية السلام، ودعم الدور المصري في محاربة الإرهاب.
وأوضح الخبير في الشئون الأمريكية، أن ملف الإرهاب يمثل أحد الملفات الأساسية التي يتعاون فيها البلدين، مشيرًا إلى أن ترامب وجد أن محاربة الإرهاب، من أولويات أجندة السياسية الأمريكية اتجاه الشرق الأوسط بشكل خاص، مؤكدًا أن الإدارة الأمريكية تدرك تمامًا إنها غير قادرة على محاربة الإرهاب منفردة، ولذلك كان يجب أن تتعاون مع الدول القوية، التي تعد مصر في مقدمتهم.