أوضح العقيد السابق المعتقل في إطار تحقيقات الانقلاب أحمد أوزشاتين أن وفدًا من المخابرات التركية مؤلفًا من 40 شخصا زار قاعدة "آكينجي"؛ معقل الانقلابيين في ليلة الانقلاب، قبل شهر ونصفٍ من المحاولة الانقلابية وتلقى معلومات مفصلة عن القاعدة.
وجاءت اعترافات أوزشاتين هذه خلال القضية التي تنظرها الدائرة الرابعة للمحكمة الجنائية في أنقرة.
وعلى خلفية تذكير محامي أحد المتهمين بزيارة شخصين أمريكيين للقاعدة ليلة الخامس عشر من يوليو، أوضح أوزشاتين أن هذه الزيارات إجراءات روتينية، وأنه لا علم له إذا زار القاعدة هذان الأمريكيان أم لا.
إلا أنه بعد ذلك ساق ادعاءً خطيرًا جدًا حيث أضاف قائلاً: لكن قاعدة آكينجي تلقت طلبًا من المخابرات لأول مرة في تاريخها لإجراء زيارة تفقدية للقاعدة، ونتيجة لإصرار المخابرات، قام وفد استخباراتي مؤلف من 40 شخصا بزيارة قاعدة آكينجي قبل شهر ونصف من المحاولة الانقلابية.
واستمر العقيد أوزشاتين قائلاً: "تلقى الوفد الاستخباراتي معلومات من الجنرال نهاد آلتين توب"، مؤكدا أن المعلومات المقدمة للوفد اشتملت كل أجزاء وأقسام القاعدة بما فيها مستودعات الذخيرة، ثم عقّب قائلاً: "هذا الأمر كان الأول من نوعه سواء بالنسبة للقاعدة والمخابرات على حد سواء".
يُذكر أن قاعدة آكينجي بحسب مزاعم الحكومة استُخدمت كمقر قيادي للمحاولة الانقلابية الفاشلة وكانت بعض المقاتلات المشاركة في المحاولة انطلقت من هذه القاعدة.
يشير محللون سياسيون إلى أن زيارة وفد استخباراتي إلى قاعدة آكينجي قبل المحاولة الانقلابية ولأول مرة في تاريخ المؤسستين، وكذلك حصوله على معلومات عن كل أقسامها وأجزائها بما يشمل مستودعات الذخيرة بها، تكشف أن هذه المحاولة كانت مدبرة ومصممة على الفشل للحصول على ذريعة إعادة تصميم كيان الدولة التركية من ألفها إلى يائها وفق أهداف أردوغان.
وكان رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو وصف المحاولة الانقلابية بـ"الانقلاب تحت السيطرة"، نظرًا لأن السلطات كانت على علم مسبق بأمرها، وأعلن نائب رئيس الحزب بولنت تزجان أن مذكرة الادعاء التي أعدتها محكمة تركية قبل 39 يومًا من المحاولة الانقلابية أشارت إلى احتمالية وقوع محاولة انقلابية قريبا في البلاد.
جدير بالإشارة إلى أن الحكومة التركية قد اتهمت خلال الساعات الأولى للمحاولة الانقلابية حركة الخدمة بالوقوف وراءها، لكن الأخيرة رفضت ذلك جملة وتفصيلاً، وتحدى فتح الله غولن بالدعوة إلى تشكيل لجنة دولية لتتولى التحقيق في هذا الاتهام، إلى جانب الاتهامات المشابهة الموجهة إلى الحركة من قبلُ، نظرًا لتسييس جهاز القضاء في تركيا بشهادة القاصي والداني، معلنًا استعداده للعودة إلى تركيا والقتل شنقًا بكل أريحية إن أثبتت تلك اللجنة الدولية ولو واحدًا من تلك الاتهامات، غير أن الرئيس أردوغان لم يستجب لهذه الدعوة حتى اللحظة، واكتفى بتوجيه هذه الاتهامات النمطية الجاهزة فقط.