قالت صحيفة "تايمز" البريطانية إن علماء كشفوا عن لغات مفقودة في مخطوطات تعود للعصور المظلمة بدير "سانت كاترين" الواقع في شبه جزيرة سيناء شرقي مصر.
وذكرت الصحيفة في تقرير لها اليوم أن الوثائق التي تم العثور عليها باستخدام تقنيات حديثة تشير إلى "عصر ذهبي جديد من الاكتشافات"، مشيرة إلى أن هذه التقنيات يمكن أن تساعد في الكشف عن نصوص أخرى مفقودة.
ومن ضمن الاكتشافات التي تم العثور عليها في مكتبة الدير التي يصل عمرها إلى 1500 عام 3 نصوص طبية يونانية لم تكن معروفة من قبل لدى العلماء، بالإضافة إلى نسخ قديمة من أبحاث للطبيب اليوناني أبو قراط.
وطالبت الصحيفة القارئ للنظر بدقة في مخطوطة نشرتها ضمن التقرير، مشيرة إلى وجود رسم خافت لنبات لولبي خلف النص المرئي، كما أشارت إلى وجود كلمات يونانية في أرضية المخطوطة.
وقالت الصحيفة" استخدم العلماء تقنيات التصوير لاكتشاف ما هو مخفي، فهذا الإنجيل كتب على ورق كان مستخدم قبل ذلك في كتابة نصوص أخرى تعود لعصور قديمة، وهذا العشب استخدم كتوضيح جميل لوصفات طبية".
كما عثر العلماء، على وثائق مكتوبة بلغات نادرة مثل القوقازية والألبانية والتي لم تعرف حتى الآن إلا من نقوش الحجرية المتناثرة.
وبحسب الباحثين فإن هذه التقنيات التي يجري تطويرها الآن تعني أن النصوص الكلاسيكية المفقودة، بما في ذلك تلك التي كتبها المفكرون مثل أرسطو، يمكن العثور عليها مختبئة في مخطوطات بمكتبات حول العالم.
ويستخدم العلماء صورا مأخوذة من المخطوطات باستخدام أجزاء من الطيف الضوئي ومن زوايا مختلفة لتسليط الضوء على آثار الحبر الذي تركه الكتبة قبل أن يمحى، وتم جمع هذه الصور باستخدام الحاسب الآلي لتكشف النص الخلفي، بحسب الصحيفة.
ويأتي هذا الاكتشاف الذي تم الإعلان عنه في مقر وزارة الآثار بالقاهرة، في إطار مشروع للكشف عن المخطوطات المفقودة من دير سانت كاترين في مصر، وذلك باستخدام التقنيات التي يمكن أن تعيد فهمنا للعالم القديم.
وهذا الدير الذي بني أسفل الجبل الذي كلم الله فيه نبيه موسى عليه السلام يجمع آلاف المخطوطات منذ تم تأسيسه في القرن السادس، بحسب الصحيفة.
وعن مكتبة الدير قال مايكل فيلبس، الذي يعمل في المكتبة الإلكترونية للمخطوطات القديمة بكاليفورنيا: "لا أعرف أي مكتبة في العالم توازيها،"الدير هو مؤسسة من الإمبراطورية الرومانية التي لا تزال تعمل وفقا لمهمتها الأصلية".
ونظرًا لان هذه المخطوطات كانت ذات قيمة تاريخية كان من الشائع إعادة استخدامها، فيما يعتقد أن العديد من النصوص القديمة قد فقدت لأن الرهبان كتبوا نسخا من الكتاب المقدس عليها، بحسب الصحيفة.
وتضم مكتبة الدير6 آلاف مخطوط، منها 600 باللغة العربية واليونانية والإثيوبية والقبطية والأرمينية والسريانية، وهي مخطوطات دينية وفلسفية، أقدمها يعود للقرن الرابع الميلادي، كما تشتمل المكتبة على عدد من الفرمانات من الخلفاء المسلمين لتأمين أهل الكتاب.
ويعد دير سانت كاترين من أقدم الأديرة في العالم، ومسجل بوصفه أثرا من آثار مصر في العصر البيزنطي، كان خاصا بطائفة الروم الأرثوذكس، وهو مسجل ضمن قائمة التراث العالمي اليونيسكو عام 2002.