تجاذبات وصراعات داخل حماس.. والسنوار "حوت كبير"

تعيش حركة "حماس" الفلسطينية حالة من الفوضى والتخبطات داخل جسمها الإداري، فمنذ عام 2011 وتحديدًا عندما قررت الانقلاب على دمشق التي دعمتها لسنوات، والارتماء في الحضن القطري، والحركة تعيش حالة من اللااستقرار وصل إلى حد التناقض في تصرحيات المسؤوليين فيها.

صراع الشركاء

انقسام الحركة الفعلي تجسد ببروز تيارين للحركة، الأول في غزة والثاني في قطر، يتنافسان على بسط نفوذهما على القطاع المحاصر، من خلال استجلاب الدعم الدولي والإقليمي كل لتياره داخل الحركة الأم.

وفي الوقت الذي تترد فيه الأنباء عن تقارب بين حماس ومصر، من خلال دعم الأخيرة لجهود المصالحة بين محمد دحلان "القيادي المنشق عن حركة فتح، والمدعوم إماراتيًا"، ويحيى السنوار قائد حماس في قطاع غزة بموجب الإنتخابات الأخيرة، يتصاعد الصراع بين السنوار والقيادات "الحماسية" في قطر، التي تتخذ موقفًا معاديًا من القاهرة وأيو ظبي.

مصادر في داخل الحركة الفلسطينية، أشارت إلى أن ثمة أسباب عدة تقف وراء التخبطات والتناقضات الأخيرة التي تعيشها حماس، ويأتي في مقدمة الأسباب تلك، النتائج التي أسفر عنها مؤتمر الحركة الأخير.

حيث صعد إلى قمة هرم الحركة إسماعيل هنية، ليصبح رئيسًا للمكتب السياسي، ويحيى السنوار رئيسًا للحركة، وكلاهما من قطاع غزة، مقابل خروج خالد مشعل، الذي تعود جذوره الى بلدة سلواد شرق مدينة رام الله في الضفة الغربية، الأمر الذي تسبب في حالة تذمر واسعة في صفوف أعضاء وقيادات الحركة في الضفة، الذين باتوا يشكون علنًا من حالة تهميش الضفة، وإخضاع قرارات الحركة لمقتضيات واعتبارات "حماس غزة" وسلطتها في القطاع.

قيادي فلسطيني قال لوسائل إعلام محلية عقب الإنتخابات الأخيرة:" إن هناك فجوة بين حماس في الضفة وحماس في القطاع، تتسع شيئا فشيئا جراء استفراد قادة الحركة في القطاع بالقرار، وتهميشهم الواضح والمقصود لأبناء الحركة في الضفة الغربية، مشيرًا إلى أن قادة الحركة في القطاع أصبحوا يروون في أنفسهم أنهم الأحق والأقدر عن القيادة من القادة في الضفة الغربية، الأمر الذي يشير إلى أن حالة من الغرور وحب الذات أصابتهم وهذا لا يبشر بخير" على حد قوله.

وفي مقابل تقرب السنوار من مصر بوساطة إماراتية، لجأت قيادات حماس المتواجدة في قطر وبمساعدة الأخيرة إلى الحضن الإيراني السوري، في محاولة لتشكيل دعم دولي لها في مواجهة الدعم المصري الإماراتي لخصومهم.

حيث أفادت مصادر فلسطينية باستضافة الضاحية الجنوبية لبيروت "معقل حزب الله" صالح العاروري القيادي في "حماس الضفة" والإتفاق معه على تشكيل حلف إيراني لبناني مع القيادات "المحتضرة سياسيًا" في قطر، لتعويض خسارة نفوذها في القطاع بعد تقرب السنوار من مصر على حساب قطر وإيران.

ضربة قاضية

السنوار والذي يصفه الكثير من محبيه بالقائد المحنك، استطاع وبحسب متابعين، أن يوجه الضربة القاضية لخصومه في الحركة القابعين في قطر، ويقطع الطريق عليهم من خلال كسب الجانب الإيراني، ومن دون أن يقدم التنازلات، مستفيدًا من القوة التي إكتبسها في نجاحه بإنتخابات الحركة، وتقربه من مصر "الدولة الأكبر في المنطقة".

وصرح السنوار بالأمس في لقاء عقده مع صحفيين غربيين في قطاع غزة بأن الحركة تربطها علاقة جيدة بطهران وأن إيران هي الداعم الأكبر للجناح العسكري لحماس.

كما أضاف بأن حماس لا تمانع في إعادة علاقاتها مع سوريا، شرط أن يتم ذلك في التوقيت المناسب، وقال: "هناك آفاقًا لانفراج الأزمة في سوريا ما سيفتح الآفاق لترميم العلاقات معها".

وبعد أن وصل إلى قيادة الحركة، وتمكن من التقرب من الدحلان المرشح للرئاسة بقوة خلفًا لأبو مازن استطاع السنوار خياطة شبكة من العلاقات الدولية التي تبدأ في الإمارات ومصر ولا تنتهي في إيران وسوريا، ليبقى السؤال عن مصير القيادات المحسوبة على قطر، وما إذا كانت تسطيع الوقوف أمام هذه التحديات الكبيرة بالنسبة لها؟

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً