اعلان

العادات تغلب على القرارات.. ذبح الأضاحي في الفيوم يسبب الروائح الكريهة

تطل أيام عيد الأضحي بالبهجة والفرحة، ما بين عادات وأفراح إلا أن بعضها شابه تجاوزات تضر بالصحة العامة والبيئة منها انتشار شوادر بيع الأضاحي بالميادين والطرق العامة مما ينتج عنه مخلفات بيئية، عوضًا عن عمليات الذبح في الشوارع والتي ينتج عنها روائح كريهة وانتشار مخلفات الذبح بالشوارع ومصارف الصرف الصحي، وهو ما تحاول الحكومة التصدي له بأشكال متعددة، الاأن العادات تفرض نفسها علي الواقع.

وفي محافظة الفيوم تنتشر شوادر بيع الأضاحي بعدد من الميادين الرئيسية بمختلف الاحياء، الا أن حيي البارودية البحرية والقبلية، يمثلان القبلة الآولي للمضحيين لشراء الأضاحي، وهو ما يجعل هناك مناخ غير صحي تحفه المخاطر البيئية نتيجة انتشار روث، وفضلات أعلاف الماشية، والأخطر من ذلك هو إنتشار محلات وشوادر الجزار العشوائية بشكل مكثف فلا يخلو 100 متر مربع من محل او شادر جزارة يحيط به الماشية وسط مياه راقدة تغرق المكان نتيجة عمليات الذبح بالشوارع، عوضًا عن نتاج ذلك من مخلفات الذبح والتي تلقي بشكل عشوائي بقارعة الطريق تارة واخري ببلوعات الصرف الصحي التي ربما تنسد فيختلط مائها بمياه الشرب التي يستخدمها الجزارون، ناهيك عن أن ذلك يعيق حركة سير المواطنين بالطرق العامة.

ووسط هذا الزحم من الملوثات، والاضرار الصحية والبيئية تتوالي القرارات والحملات التي تشنها مديرية التموين والتجارة الداخلية بالتعاون مع الطب البيطري، ومجلس مدينة الفيوم، علي تلك الشوادر ومحال الجزارة لمحاولة تطبيق القانون، الا ان العادات تفرض نفسها بقوة، وهو ما يضعف تلك الحملات ويحولها الي إجراء روتيني فحسب.

ويرى قرني سيد "أنا بشتغل جزار من 28 سنة وطول عمرنا بندبح الأضاحي في الشارع ولا حد كان بيقولنا حرام، هي الحكومة عايزه تتعب الناس وخلاص، طب حد يقولنا ندبح فين مفيش مجازر تقدر تستوعب الكم الهائل من الذبائح، ولا الناس تروح تشترى لحمة مجمدة".

وأكد على أن معظم الجزارين وحتي المواطنين يقومون بتنظيف مكان الأضحية بعد عملية الذبح، وإلقاء المخلفات في صناديق القمامة، ولكن مسئولي النظافة بالمحليات لا يقومون بدورهم في تنظيف وتفريغ الصناديق، وينشغلون بالتجول في الشوارع بحثًا عن "كيلو لحمة".

ويشير محمد رياض جزار الي تقاعس دور البيئة ومجلس المدينة خاصة في موسم عيد الأضحي قائلًا: "أمس زارتني حملة من مجلس المدينة والبيئة ولا يعنيهم أي شئ سوا أنهم قاموا بتحصيل 500 جنية من كل جزار مقابل السرداق واشغال الطريق، والذبح شغال في الشوارع وكل شئ عادي جدًا، الحكومة بتصدر قرارات علشان تجمع فلوس ليس الا، ومفيش حد بيقوم بشغله صح".

فيما أكد صديق محمد ماضي مدير عام تموين الفيوم علي أن قرار محافظ الفيوم منع الذبح بالشوارع، وأن المديرية تشن حملات بصفة مستمرة لتحرير محاضر للمخالفين وضبط الاسواق.

وأشار الدكتور موسى سليمان مدير عام الطب البيطري بالفيوم، إلى أن المديرية وضعت خطة عمل متكاملة بجميع مجازر المحافظة اعتبًاا من يوم الثلاثاء 29 أغسطس الجارى حتى الاثنين 4 سبتمبر 2017، حيث تم التأكد من توافر إمكانيات العمل بكل مجزر من سلامة الأختام وتوافر المادة الملونة والعمال والإداريين، والتأكد من توافر الشروط الصحية بكل مجزر من حيث النظافة والمياه النقية الكافية والكهرباء والصرف الصحي وأحواض تجميع المخلفات.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً