يشهد مليوني شخص من حجاج بيت الله الحرام، يوم التروية، الذي يصادف الثامن من ذي الحجة، ويقوم المسلم الذي يؤدي مناسك الحج، بالإحرام في المكان الذي يمسك فيه، ويقول في ذلك الموقف "لبيك حجًا"، ومن ثم ينطلق الحاج إلى "منى"، لقضاء صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، ولكنه يصلي "قصر"، تم يستقر في منى تلك الليلة كما فعل النبي "صل الله عليه وسلم".
- تسمية اليوم:
ويرجع تسمية اليوم إلى عدة روايات، فهناك رواية تقول أن اليوم سمي بذلك لأن الناس كانوا يرتوون فيه من الماء في مكة ويخرجون به إلى منى، نظرًا لقلة المياه في تلك الأيام، ليكفيهم حتى اليوم الأخير من أيام الحج.
وهناك رواية أخرى تقول أن يوم الثامن من ذي الحجة، سمى بيوم "التروية"، نظرًا لأن الله سمح لسيدنا إبراهيم، برؤية مناسك الحج، أما الرواية الثالثة، فتقول إن "منى" كانت محطة يرتوي منها الحجاج، أثناء سيرهم من مكة إلى جبل عرفات.
- الأعمال المستحبة في يوم التروية:
خلال يوم التروية، يستحب الإكثار من الدعاء، والتلبية، وذلك أثناء سيره إلى منى، كما يستحب المبيت في منى وأداء صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، ومن المفترض إلا يخرج الحاج من منى إلا بعد بزوغ شمس اليوم التاسع من ذي الحجة؛ ويرجع ذلك إلى أن الرسول فعل ذلك في ذلك اليوم.
وإذا كان الحاج قارنًا أو مفردًا توجه إلى منى بإحرامه، وإذا كان متمتعًا قد تحلل من العمرة، أحرم بالحج من نفس المكان الذي هو فيه، سواء كان داخل مكة المكرمة أو خارجها، وفي حالة توجه الحاج إلى عرفات دون المرور بمنى والمبيت فيها أو خرج من مكة المكرمة ليلة التاسع من ذي الحجة، فلا شيء عليه.
أما بالنسبة لحكم إتيان منى يوم التروية والمبيت بها ليلة التاسع، فعامة أهل العلم يقولون إن ذلك سنة مؤكدة لا ينبغي تركها، وقال بعض أهل العلم بالوجوب.