اعلان

في ذكري إعلان اكتمال أركان الإسلام .. تعرف علي فضل "يوم عرفة"

كتب : وكالات

"يوم عرفة" حيث توافد جموع الحجيج من شتى بقاع العالم على جبل عرفات المقدس (الذي يبعد عن حدود مكة المكرمة بحوالي 22 كيلومترا)، لإتمام ركن الحج الأعظم والوقوف على عرفه "فالحج عرفة"، وذلك بعد أن لبوا نداء أبيهم إبراهيم وتهيئوا للحج بالنية والإحرام وطواف القدوم والتوجه للمبيت في المزدلفة، حيث سيقضى الحجيج يومهم فى ذكر ودعاء وهم على يقين بالإجابة.

وفى يوم عرفة، أتم الله دينه على أمة الإسلام، وفيه أعلن سيد الأنام في خطبة الوداع فى حجته الأولى والوحيدة اكتمال أركان الدولة الإسلامية ومبادئ حقوق الإنسان منذ أكثر من 14 قرنا، وفيها أرسى دعائم حقوق البشر، وهو ما يعمل المسلمون على تجديد العهد به فى كل مرة يقومون فيها بزيارة البيت العتيق للحج أو الإعمار، حيث تزكى هذه المناسك الشعور بالانتماء لأمة عظيمة، وهى أمة الإسلام.

وفضل يوم عرفة "اليوم التاسع من شهر ذي الحجة" عظيم على سائر الأيام الأخرى، وعلى أيام شهر ذى الحجة نفسه، وهو يوم عظم الله أمره، ورفع على الأيام قدره، فهو يوم إكمال الدين وإتمام النعمة، ويوم مغفرة الذنوب والعتق من النار، واليوم الذى أقسم الله به، والعظيم لا يقسم لا بعظيم، وصيامه يكفر سنتين، وهو اليوم الذى أخذ الله فيه الميثاق على ذرية آدم. وفيه تنزل الرحمات والمغفرة ويجاب الدعاء، وتقال العثرات ، وفيه يدنو أرحم الراحمين من السماء الدنيا ويطلع إلى ضيوفه ويباهي بجمعهم ملائكته ويشهدهم أنه قد غفر لهم ٠

وفضل وقفة عرفة على باقى مناسك الحج لا تأتي من فراغ حيث يأخذ الوقوف على جبل عرفات الحجيج إلى مساحة من الصفاء والخشوع والشفافية، حيث يقضون يومهم من شروق الشمس إلى غروبها فى ذكر ودعاء، يحاورون الله بقلوب محترقة ودموع خائفة قلقة وهم على يقين بالإجابة، فكلهم راج أحسن الظن بوعد الله وصدقه، وتائب أخلص التوبة، وهارب من ذنوبه لاجئا إلى الله طارقا بابه ، فكم من مستوجب للنار أنقذه الله وأعتقه بفضل هذا اليوم ، وكم من أعسر الأوزار فكه وأطلقه.

وشعائر هذا اليوم فى مناسك الحج تبدأ بعد أن يصلى الحجيج صلاة الفجر في منى (التي تبعد 7 كيلومترات عن مكة) فينتظرون إلى شروق الشمس، ثم يسلكون طريقهم إلى عرفات وهم يرددون التلبية ، ويقضون فيها النهار كله حتى غروب الشمس، حيث يدعون الله ويذكرونه ويبتهلون إليه كثيرا مقتدين في ذلك بفعل النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ويتخلل اليوم خطبة يوم عرفه يلقيها إمام الحجاج ثم يصلون خلفه الظهر والعصر جمعا وقصرا بآذان واحد وإقامتين، وفيه يقضى المسلمون ساعات يومهم في الصلاة والدعاء والاستغفار وقراءة القرآن من شروق الشمس لغروبها، ثم النحر والحلق والتحلل ورمى جمرات العقبة مع بداية أيام التشريق.

أما عيون القابضين على الرغبة والتمني، فهم يتابعون تلك الرحلة عن بعد بقلوب ويدعون الله آلا تغرب شمس هذا اليوم إلا وهم من عتقائه من النار، يلهبهم شوق الزيارة وعدم الاستطاعة ، يتابعون المشهد العظيم عبر وسائل الإعلام المرئية، والحجبج فى ملابس إحرامهم البيضاء، ليظل هذا اليوم مشهودا مهيبا وجليلا بمعناه الدينى والإنسانى والاجتماعي، يأخذ قلوب ووجدان من أتمه هناك ومن شاهده عن بعد .

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
الحجاج يتوافدون على عرفات لإتمام الركن الأعظم