اعلان

بوحة الصباح.. حكايات وطرائف جزارين "نص كم" فى الأعياد.. عجل يستيقظ من الموت ويهاجم جزار عديم الخبرة بالدقهلية.. وربة منزل تستدعى آخر لذبح أرنب فرنساوي بسوهاج

كتب :

كتب: إسلام نبيل ـ أحمد عبد الراضي ـ مدحت عرابى ـ غادة إبراهيم ـ عمرو على ـ محمد احمد"المهنة لمت خلاص" جملة لخص بها شيخ الجزارين فى أسيوط، حال مهنة الجزارة عقب امتهان كثير من عديمى الخبرة والعاطلين للجزارة، دون سابق معرفة، على طريقة فيلم "بوحة"، ما عرض كثيرين منهم للخطر، بل والسخرية فى كثير من الأحيان، نتيجة الأخطاء الساذجة، التى يقعون فيها، وكادت تلك الأخطاء أن تقتل بعضهم، نتيجة الجهل بالتعامل الصحيح مع الحيوان أو أدوات الذبح.. فى ملف شامل نستعرض أبرز المواقف والطرائف وعجائب الجزارين المبتدئين فى مهنة الجزارة من بعض المحافظات..ـــ فى بنى سويف ..جزار "موسمى" يعثر على "خاتمين ذهب" فى أحشاء الأضحيةتعتبر مهنة "الجزارة" هى إحدى المهن التى تشتهر بها بعض العائلات، خاصة فى محافظات الصعيد، ومحافظة بنى سويف على وجه الخصوص، التى يوجد بكل قرية أو مركز بها عائلة تسمى عائلة "الجزارين" نظرًا لمهنتهم التى امتهنوها أبًا عن جد، إلى أن أصبحت المهنة مقتصرة على هذه العائلات، لما يمتلكونه من صيت فى المهنة وخبرة فى التعامل مع مواقفها الغريبة.ولكن عندما يحل عيد الأضحى المبارك يتحول عدد كبير من شباب تلك القرى إلى جزارين، العشرات منهم يرتدون ملابس الجزار ويعلقون أدوات الذبح والتشفية "سواطير وسكاكين وسلت"، يمتهنون هذه المهنة فى هذا اليوم فقط من كل عام، سعيًا لاكتساب رزق بسيط من المال، أو ما يوازيه من لحوم الأضحية، التى يقبلها من المضحى بشرط أن تكون هدية وليست مقابلًا للعمل.ونظرًا لعدم اكتساب هؤلاء الخبرة الكافية فى أعمال الذبح والسلخ والتشفية، فدائمًا ما يتعرضون لمواقف غريبة، منها من لم يستعد جيدًا بأدوات المهنة، وآخرون يجهلون الطريقة الصحيحة للذبح، من بين هؤلاء "على رجب" 45 سنة، مزارع، من مركز إهناسيا، الذى يمتهن هذه المهنة خلال عيد الأضحى، بدافع مساعدة جيرانه وأقاربه، فى ذبح أضحياتهم، دون مقابل مادى، أو أى جزء من الأضحية، كما يفضل آخرون، لكنه يفعل ذلك "لوجه الله" حسب تأكيده .يروى "على" أغرب موقف تعرض له، عندما كان يقوم بذبح أضحية لأحد أقاربه، وبعد أن قام بذبح الأضحية "عجل"، وبعد أن تأكد من استكمال عملية الذبح بصورة صحيحة، قام بفصل الرأس على باقى الأضحية، ثم قام بفصل أرجلها وسلخ جلدها عن لحمها وشحمها، عقب ذلك قام بإفراغ بطن الأضحية، من أحشائها، ليقوم بعد ذلك بتقطيعها لأربعة أجزاء..وقال "على": أثناء قيامى وأحد الصبية من أهل المضحى بتنظيف داخل بطن الأضحية، عثرت على خاتمين من الذهب، عيار 21، كانا قد فقدا قبل شهر من زوجة ابن صاحب الأضحية، أثناء قيامها بتقديم الأكل والماء للأضحية، وفشل أهل المنزل فى العثور على الخاتمين، فى حظيرة المواشى، وظنوا أن الخاتمين فقدًا واختفيا بمخلفات المواشى التى يتم تنظيفها يوميًا" .وأضاف "على" عندما أخبرت صاحب الأضحية بما حدث، والعثور على الخاتمين، كان رد فعله "الحمد لله المال الحلال عمره ما بيضيع"، ولكن كانت زوجة ابنه "صاحبة الخاتمين" هى أكثر أهل المنزل سعادة، حيث أكدت أن الخاتمين كانا هدية من والدها، الذى وافته المنية قبل اختفاء الخاتمين بأيام قليلة، وأنهما يمثلان لها ذكرى إهداء والدها لها، مؤكدًا أن صاحب الأضحية أصر على منحه مقابلا كقيمة 10% من القيمة النقدية للخاتمين، وعندما أصر على الرفض، أقسم وأعطى المبلغ لنجله الصغير .وقال "على": أثناء قيامى وأحد الصبية من أهل المضحى بتنظيف داخل بطن الأضحية، عثرت على خاتمين من الذهب، عيار 21، كانا قد فقدا قبل شهر من زوجة ابن صاحب الأضحية، أثناء قيامها بتقديم الأكل والماء للأضحية، وفشل أهل المنزل فى العثور على الخاتمين، فى حظيرة المواشى، وظنوا أن الخاتمين فقدًا واختفيا بمخلفات المواشى التى يتم تنظيفها يوميًا" .وأضاف "على" عندما أخبرت صاحب الأضحية بما حدث، والعثور على الخاتمين، كان رد فعله "الحمد لله المال الحلال عمره ما بيضيع"، ولكن كانت زوجة ابنه "صاحبة الخاتمين" هى أكثر أهل المنزل سعادة، حيث أكدت أن الخاتمين كانا هدية من والدها، الذى وافته المنية قبل اختفاء الخاتمين بأيام قليلة، وأنهما يمثلان لها ذكرى إهداء والدها لها، مؤكدًا أن صاحب الأضحية أصر على منحه مقابلا كقيمة 10% من القيمة النقدية للخاتمين، وعندما أصر على الرفض، أقسم وأعطى المبلغ لنجله الصغير .ـــ بوحة القناوى ... جزار بدرجة ليسانس آدابعلى مدار 8 سنوات، عمل الشاب محمد على خالد، بن مركز قوص جنوب محافظة قنا، البالغ من العمر 38 عامًا، فى ذبح الأضحية فى مختلف قرى ونجوع المدينة التى يقطن فيها.خالد، الحاصل على ليسانس آداب، أحب مهنة الجزارة وعمل بها، وذلك فى محل والده الكائن فى وسط مركز قنا بالقرب من منطقة الحميدات. الشاب أفاد، أنه بعد حصوله على مؤهله الدراسى، لم يقف فى طوابير البطالة أكثر من 4 أعوام، وعندما لم يجد حلًا أو وظيفة فى القطاع الخاص تمكنه من الإنفاق على أسرته والزواج، قرر العمل مع والده عندما أصاب المرض صحة والده، حتى تعلم المهنة وظل به، قائلاً: "أنا هفضل فى المهنة ومش هسيبها لأنى حبيتها مش موضوع شغل وفلوس بس".الشاب صاحب العقد الثالث من العمر، بدأ العمل منذ قرابة 8 سنوات مع والده فى محل الأسرة بقنا، حتى وصلت به الحال الى أن يطلبه المواطنون فى عيد الأضحى المبارك فى القرى والنجوع المجاورة لمنطقته أو مدينته، ليقوم بذبح الأضحية لهم داخل منازلهم.الشاب الذى لم يكمل عقده الرابع، يؤكد فى حديثه لـ"أهل مصر" أنه أحب العمل فى ذبح الأضحية فضلًا عن حبه لمهنة والده التى ورثها أبًا عن جد فى بيع اللحوم بمحل الجزارة الخاص بهم.الجزار أضاف أنه بحث عن العديد من فرص العمل الحكومية، إلا أنه لم يجد أى فرصة عمل تقبله فقرر الاستمرار مع والده فى العمل مع محل الجزارة، قائلًا: "أنا بقيت بوحة القناوى".وأشار أن الدين الإسلامي، يؤكد أن الأضحية سنةٌ مؤكَّدةٌ فى حق المسلمين المستطيعين، وتتعين الأضحية بالتعيين، فإذا تلفت الأضحية المعينة قبل العيد بغير تفريطٍ أو تقصيرٍ من صاحبها فليس عليه الإتيان بغيرها.ولفت بوحة القناوى فى سياق تصريحاته، أن ذبح الأضاحى ليس عملًا يكسب عليه أجرًا فقط، بل هو ثواب وحسنات يكتسبها من المولى عزوجل منوهًا إلى أنه يدعو الله يوميًا أن يتقبل ثوابه.وأكد فى سياق تصريحاته، أنه يبدأ عمله فى الخامسة فجرًا فى عيد الأضحى المبارك، حيث يطلبه زبائنه عن طريق الهاتف المحمول، ويذهب إليهم، ومن الممكن أن يذهب إلى قرابة 10 أشخاص خلال عيد الأضحى المبارك سنويًاوأردف بوحة القناوى، أن عمله يمكنه من كسب المال، فضلًا عن كسب الحسنات.وأورد القناوى فى سياق تصريحات خاصة، أن ذبح الأضاحى أو الماشية ليس بالأمر السهل، فقد ظل قرابة 3 سنوات يتعلم كيف يقوم بذبح الماشية أو الخراف، وبدأ فى العمل وهو لديه رهبة شديدة خوفًا من الذبح، واضطر فى بعض الأحيان والأوقات إلى الهروب من العديد من الزبائن خوفًا من قيامه بذبح أى ماشية أو عجول وخراف.ــ عجائب الجزارين فى الدقهلية"العيد فرحة ..أجمل فرحة .. هنجيب خروف العيد ونذبحه عند عمه سعيد"، كلمات تتردد فى أول أيام عيد الأضحى فى شوارع ومدن محافظة الدقهلية، التى لها عدد من الطقوس الخاصة فى الاحتفالات خاصة قبل ساعات من ذبح الأضحية.الجزارون الذين يستعدون كل عام من أجل العيد لذبح الأضحية، أصبح لديهم ذكريات طريفة مع الأضاحى لم ينسوها أبدًا طوال حياتهم، والتى تعرض البعض منهم إلى الموت نتيجة نقص الخبرة، والبعض الذى قرر أن يتخلى عن مهنة الجزارة بسبب هجوم العجول عليه.يقول جمال عبد الحميد، أحد الجزارين فى مدينة دكرنس: "قبل عيد الأضحى المبارك نعرف أماكن عملنا بعد اتصال أصحاب الأضاحى وحجز المواعيد ويتم تنظيمها.. وبعد صلاة العيد نبدأ فى ذبح الأضاحى بالمحل الخاص بى، ومن الممكن أن أذهب إلى مكان آخر".وأضاف مواقف كثيرة لم أنسها عند الذبح، ولكن موقف لم أتمكن من نسيانه، فمن الطبيعى أن نقوم بتقييد أرجل العجل الأربعة ويتم إسقاطه على الأرض، ولكن لأننى كنت متسرعا قررت أن أذبحه وهو مقيد من رقبته فقط، ووضعت السكين على رقبته وقمت بذبحه، ولكن دون قطع الوريد الخاص بالذبح، فهاج العجل بعد رؤية شكل الدماء، وقرر أن يهرب، وتمكن من فك قيد رقبته وقام بالجرى ورائى، وأنا لم أتمكن من الجرى، ثم انقلبت على ظهرى وقام بضربى برجليه الأماميتين، ولم يتمكن الأهالى من الامساك به إلا بعد قيام أحد الاشخاص بضربه فى ساقه من أجل حمايتى".أما الحاج حامد على، أحد الجزارين فى مدينة المنصورة فيقول: "تصدق سلخت قبل ما أذبح" وأضاف ضاحكًا" فى إحدى المرات قمت بتقييد العجل من أرجله الأربعة، ولكن صمم صاحبه أن يتصور نجله معه قبل الذبح، والذى يبلغ من العمر 10 سنوات، وأن يركب على ظهر العجل بعد فك قيوده، وفوجئنا بالعجل يفر هاربًا وقمنا مسرعين بالجرى وراءه، ولم نتمكن من اللحاق به إلا بعد ساعة كاملة".وتابع الجزار: "موقف آخر قمت خلاله بتقييد عجل صغير وقمنا بذبحه أمام بقرة أخرى، وعندما جاء دور البقرة قررت الهجوم علينا وضربنا جميعًا، ولم نتمكن من السيطرة عليها إلا بعدما تمكنا من إسقاطها على الأرض".ـــ مواقف وطرائف مهنة الجزارة فى سوهاجساعات قليلة تفصلنا عن دخول عيد الأضحى المبارك وقد أنهى الجزارون بمحافظة سوهاج كل الاستعدادات لاستقبال أهم أيام الموسم لهم، وتعتبر مهنة الجزارة هى إعداد اللحوم بجميع أنواعها، ويتم ذبح الحيوان من قبل الجزار، ثم يتم سلخه وفى النهاية يتم تقطيعه والعرض للبيع .وعن أغرب المواقف اللى قابلها الجزارين فى سوهاج يقول ناصر موسى البديوى: إنه كان يترك المذبح الذى يعمل به ويلجأ إلى العمل كجزار سريح، يمشى فى الشوارع ويعرض على الناس ذبح أضحياتهم بطريقة كوميدية للفت نظر الأهالى.وأضاف البديوى "أفتكر أول ذبيحة لى كانت معزة وأخدت ما يقرب من 3 ساعات، لكى أنهى ذبحها، ويدى كانت ترتعش وشبعت تريقة من أهالى المنزل والأطفال الذين قالوا لى: "خلص يا عم بوحة هى المعزة عندها إسهال؟" وكنت فى نص هدومى وبعد كده الحمد لله الدنيا سلكت".أما يوسف خلف الله، أحد جزارى منطقة طهطا شمال سوهاج، فقال: إن الجزارة مهنة تعلمها من أبائه وكان دائمًا ما ينزل بصحبة والده حاملا الأدوات، تشمل السكاكين والخطاف لتعليق الأضحية استعدادًا لسلخها، و"القورمة" وهى قطعة خشبية يقطع عليها اللحم.وأضاف "فى فترة التعليم كنت بأكل ضرب من والدى بسبب الخوف من الذبيحة"، وعن أغرب المواقف التى قابلت يوسف الجزار فى مهنته، يقول "كان فى عجل والناس بعتتلى على سمعة والدى، ولكن قلبى الضعيف جعلنى أذبحه بخوف، ولم أتمكن من قطع العروق، وكانت المفاجأة بخروج العجل إلى الشارع مسرعًا، والناس بتجرى وراه "امسك يا حاج" وأخدت العدة وجريت على البيت ومكملتش الذبيحة".فيما قال مصطفى نورالدين عباس، جزار بمنطقة المنشاة جنوب سوهاج، "بنظهر فى المواسم والمناسبات ونجوب الشوارع والحارات ونصيح بأعلى الأصوات "جزار نظيف ومتمكن"، ونرتدى جلبابًا أبيض ملطخًا بالدماء حتى تكتسب الشهرة".وعن أغرب المواقف اللى قابلها قال نورالدين: "مرة نادى على طفلان ومشيت معهما مسافة طويلة فين البيت يا أبنائى؟، فدخلونى فى حارة المسيحيين واكتشفت أنهم بيلعبوا بى وأنهم معندهمش ذبيحة".وموقف آخر يحكيه جزار المنشاة قائلًا: "نادت على ربة منزل من البلكونة طلعت فوق، أؤمرى يا ست الكل، دخلت جابت الذبيحة من جوه فتفاجأت بأنها أرنب فرنساوى كبير الحجم وكرهت المهنة".ـــ جزار القليوبية المبتدئ سقط على السكين ونقلوه للمستشفى"وليد جمال" جزار من محافظة القليوبية، يقول: "إنه تعرض لأصعب موقف فى حياته عند ذبح الأضحية، مضيفًا أنه معتاد على الذبح ولا يمثل عقبة له، لكن فى إحدى المرات عند قيامه بالذبح تحرك العجل، ما أدى إلى سقوطه على سكينة الذبح، ما استتدعى نقله على الفور إلى المستشفى لتلقى العلاج، تسبب ذلك فى 13 غرزة، مؤكدًا على أن ذلك يعد الموقف الوحيد الغريب فى حياته.ويضيف "إبراهيم عماد"، جزار، أنه عند ذبح عجل فر هاربًا وقطع الأسلاك الشائكة حول حديقة المنزل بقرنيه، وتم الإمساك به بصعوبة، مشيرًا إلى أنه عقب الذبح فوجئ الجميع بالعجل يقف على قدميه وينظر لجميع المتواجدين فى المكان، لافتًا أنه ظل فترة على ذلك لحين تصفيه الدم وسقط بعدها على الأرض."محمود السيد"، جزار من طوخ، يقول: إنه تعرض لحجزه فى المستشفى لعدة أسابيع أثناء عملية الذبح، إذ هاجمه "جمل" وتمكن منه، حيث "رفسه" فى البطن، ما تسبب فى تهتك فى الطحال واضطر الأطباء لاستئصاله.ـــ "الصبيان قامت والمعلمين نامت" فى أسيوطفى أسيوط امتهن كثير من الدخلاء مهنة الجزارة، وهو ما أكده الحاج رمضان عبده، أحد الجزارين وصاحب محل جزارة، الذى أكد أن المهنة يعمل بها الآن "صبيان المَعلِّمين"، حسب وصفه.وأضاف الجزار أن أغلب الناس يذبحون بأنفسهم أو عن طريق آخرين يتعلمون بأضاحى المواطنين، دون علم بأى شىء عن أصول الذبح والتشفية والتقطيع.وأكد حسين على، أقدم الجزارين بحلقة اللحمة بمنطقة القيسارية، أن الجزارة فن ومهنة لا يمكن الاستهانة بها، موضحًا أن الجزار الماهر تعرفه من "سحبة سكينته" على رقبة العجل أو الخروف.وأوضح "شيخ الجزارين"، كما يلقبه البعض، أن هناك بعض الناس بمهن مختلفة يظهرون فى المواسم والمناسبات فقط، فيجوبون الشوارع والحارات، ويصيحون بأصواتهم، ويرتدون جلبابًا أبيض ملطخًا بالدماء، على طريقة الأفلام، مشيرًا أن بعض المدرسين وحديثى التخرج يلجأون إلى الذبح فى المواسم لزيادة دخلهم.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً