أزمة بسبب حوار طارق شوقي حول الفساد في وزارته.. المعلمون يتوعدون بمقاضاته.. و"المتحدث": التصريحات خرجت عن سياقها

طارق شوقي

أزمة جديدة بين الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، وبين المعلمين بسبب ما قاله الوزير في حوار صحفي في إحدى الصحف القومية اليوم السبت، الأمر الذي أصاب معلمى مصر وقيادات وزارة التربية والتعليم، بصدمة كبرى بعد تصريحات الوزير، في حواره مع الكاتب الصحفي رفعت فياض صباح، لاتهامه للعاملين بوزارة التربية والتعليم قائلا: "إن الوزارة نصفها حرامية والنصف الآخر مش كفء"، والذي عمم فيه الوزير الاتهام على كل القيادات والمعلمين على السواء باتهام يحاسب عليه القانون أولا قبل أن يكون الوزير نفسه هو رب البيت مما أدى إلى اشتعال الغضب على صفحات التواصل الاجتماعى، وتصدر هاشتاج "احنا مش حرامية أنت اللى حرامى" جميع مواقع التواصل.

وتعليقا على ذلك وجهت الكاتبة الصحفية إيمان رسلان، على صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" رسالة لوزير التربية والتعليم والتعليم الفني قائلة: "معالي وفخامة وزير التعليم عيب أن تهين التعليم والمعلمين وتصفهم بأنهم حرامية، فلماذا لا تستقيل وتعتذر عن العمل مع الحرامية؟

وأضافت رسلان كان نفسي أقول "كل عيد لحمة وفتة وأنتم طيبين"، ولكن أن تكون العيدية هى إهانة المصريين من وزير التربية والتعليم واتهام العاملين بالتعليم بأن نصفهم حرامية والنصف الآخر حرامية وغير كفء هذا عيب وإهانة لابد من الاعتذار عنها.

مؤكدة على أن هذا الكلام ورد نصا فى حوار الوزير مع الزميل الفاضل رفعت فياض الذى استدرجه لهذا الحوار وليس مكانه الآن أن أعلق عليه لأنى كتبت كثيرا لقد زادت زلات الوزير، نحن لا نحاسبه عن رأيه، فهو حر، ولكن عندما يكون مسئولا ويهين الجميع، فهذا غير مقبول.

فيما أكد حسين إبراهيم، أمين عام نقابة المعلمين المستقلة، أنه "سيتم إقامة قضية ضد الدكتور طارق شوقي لقيامه بإهانة كل من يعمل بمرفق التعليم لأن التصريحات التي أدلى بها تسيء له شخصيًا قبل أن تسيء لنا ولا تليق به كوزير للتربية والتعليم وتخالف نصوص القانون".

وفى نفس الإطار ينوي مجموعة من المعلمين والقيادات إقامة جنحة مباشرة على وزير التربية والتعليم وفقا للمادة 137 من قانون العقوبات، والتي تنص بالسجن 6 أشهر على عقوبة السب والقذف، كما أن هذه العقوبة تتضاعف إن كان السب والقذف منشورا بإحدى الجرائد أو المطبوعات.

فيما وردت بعض التعليقات الساخرة من المعلمين، منها "عندما توليت مسئولية الوزارة اتهمت قياداتها ومعلميها أن جميعهم حرامية فماذا لو صدق الخبر المنشور على إحدى المواقع الإلكترونية من ترشيح سيادتكم لمنصب "رئيس الوزراء" هل وقتها ستتهم الشعب المصرى كله بأنه حرامية؟".

ومنها: "معالى وفخامة وزير التعليم عيب أن تهين التعليم والمعلمين وتصفهم بأنهم حرامية، فلماذا لا تستقيل وتعتذر عن العمل مع الحرامية؟!".

ووجه أشرف فضالي خبير شئون تطوير التعليم، رسالة إلى وزير التعليم قائلا: "أنا مدرس أكفأ من أي قيادة عندك في الوزارة، وبناء على منشورك الأخير سوف أقدم دعوه بعزلك من الوظيفة لإساءتك للمعلمين، مضيفا "أحب أقول لوزير التعليم أمثالك يكرهون الوطن طالما أظهرت كرهك لصفوة المعلمين خير من يمشى على الأرض ولن أترك حقى.

بينما أكد رفعت فياض، الكاتب الصحفي المتخصص في الشأن التعليمي بجريدة أخبار اليوم، أن ما ورد في نص حوار الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم المنشور في عدد الجريدة اليوم السبت مسجل وصحيح ولم يجتزأ أو تضف إليه أي نصوص لم ترد على لسان الوزير.

وأضاف فياض، في تصريحات صحفية، أنه قام بنشر نحو 75% من الحوار، ولم ينشر باقية لأن به تصريحات قد تؤدي إلى إقالة الوزير، مؤكدا أنه سيقوم بالرد على نفي الوزير لما ورد في الحوار إذا أصدرت الوزارة بيانا رسميا بالنفي يختص بأخبار اليوم.

وتابع: الحوار مسجل، وأجري في وجود رئيس تحرير الجريدة، وكل ما جاء به ورد على لسان الوزير وصحيح 100%.

من جهته علق أحمد خيري المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم، على ردود الفعل الغاضبة من قبل المعلمين وخبراء كليات التربية حول حوار وزير التربية والتعليم والتعليم الفني المنشور في إحدى الصحف القومية، والذي حمل مجموعة من التصريحات الصادمة حول مستويات المعلمين ومستويات كليات التربية.

وقال "خيري"، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر:" إن تصريحات الوزير كلها خرجت عن سياقها وتم اجتزاؤها من قبل البعض، وأضاف:"أن الدكتور طارق شوقي تحدث عما يذكره البعض من أن وزارة التربية والتعليم نصفها (حرامية)، وتحدث أيضا أن الوزارة مثلها مثل معظم مؤسسات الدولة تضم كثافة زائدة من العاملين".

وأشار إلى أن الوزير لم يقصد إهانة المعلمين أو قيادات الوزارة، وإنما أراد توضيح بعض الأمور التي تتعلق ببعض المعلمين الذين يتواجدون في المدارس، وهم دون المستوى المطلوب ويحتاجون إلى تدريبات من أجل اللحاق بالتطور الهائل في مجال التعليم، وهو المستوى الذي تسعى الوزارة إلى الوصول له.

وقال "خيري": "الوزير أيضا تحدث عن بعض المدارس الدولية التي حاولت مخالفة القانون بنوع من البلطجة على أولياء الأمور؛ ولكن الوزارة تصدت لتلك المخالفة من خلال تطبيق القانون على المخالفين، وعندما تحدث في سياق الحوار عن المنظومة الجديدة للتعليم قال: إن معلمينا بحاجة إلى الكثير من التدريب ليصبحوا بالكفاءة المطلوبة لها ويستطيعوا تفهم المنظومة الجديدة، وهذا بالفعل ما حدث ويحدث في مشروع المعلمين أولا".

وأكد أن وزير التعليم لم يمس مجانية التعليم، ولكنه عندما تحدث عن الدروس الخصوصية وذكر أن أولياء الأمور يتحملون أكثر من ٣٠ مليار جنيه فاتورة الدروس الخصوصية "فكيف نضحك عليهم ونقول: إنهم يتعلمون ببلاش، وشدد الوزير خلال حديثه على ضرورة التصدي لظاهرة الدروس الخصوصية".

وتابع المتحدث باسم التعليم أنه عندما سئل الوزير عن فريق معاونيه، وأنه لا يوجد بينهم أى من أساتذة التربية، أوضح أنه يسعى لبناء منظومة تعليمية جديدة جديدة تحتاج لدماء جديدة لتطبيق الرؤية، وأن التعاون مع عمداء التربية مطروح فيما بعد ذلك.

وحول وصف الوزير لـ"البوكليت" بالفكرة العبيطة، قال "خيري": "إن العنوان المستخدم للتعبير عن كلام الوزير حول البوكليت عنوان صحفي مثير، ولكن الوزير ذكر أنه نظام بسيط جدا لفهمه وتطبيقه ولكنه أثار ضجة إعلامية كبيرة وقلقا عند أولياء الأمور لا داعى له".

بينما أعرب الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، عن استيائه الشديد مما نسب له اليوم من تصريحات إعلامية مغلوطة تسببت في إحداث وقيعة بينه وبين معلمي مصر.

وقال الوزير في تصريحات صحفية: يؤسفني جدًا أن أرى كل هذه المحاولات لهدم كل ما نبنيه، بالرغم من كل ما نفعله من أجل منظومة التعليم عامةً والمعلمين خاصةً.

وأضاف الوزير: لا أعتقد أنني ما زلت محتاجًا لتوضيح تقديري للمعلمين من خلال أي تصريحات إعلامية جديدة، فأنا أؤكد دائمًا في كل مناسبة اقتناعي وإيماني التام بأن المعلمين هم الخط الأول لأي إصلاح في منظومة التعليم.

وأوضح الوزير أنه من الحكمة أن نحكم علي الأشخاص من خلال أفعالهم وليس من خلال ما يكتب عنهم، ولا سيما أنني أتواصل مباشرة مع الجميع، وأسابق الزمن لحل مشاكل السادة المعلمين وأولياء الأمور وموظفي الوزارة.

وقال الوزير: لقد فعلنا الكثير ونحلم بما هو أكبر، وسأظل مقتنعا بشعار "المعلمون أولا".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً