اعلان

جمال القصاص: القبح لن ينتهي من العالم

بدأ الشاعر الكبير جمال القصاص، قراءته للديوان الأول للشاعرة سلوى عبد الحليم، والصادر حديثًا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وأثار عنوان الديوان "بلا أدنى أهمية"، يقظة حواس ومخيلة التباسات وجودًا متكررًا وفجًا اجتماعيًا وسياسيًا وعاطفيًا.

وأشار القصاص، خلال ندوة أستضافتها مكتبة البلد لمناقشة هذا الديوان، إن قصائد هذا العمل ترصد وقع هذه الالتباسات وتداعياتها على رؤية الذات الشاعرة لنفسها وللعالم والواقع من حولها، والتي تتدخل ضمن ثلاثة عناوين داخلية، تتراوح ما بين الوصل والقطع، وما بين الواقع والخيال، وما بين الحلم والذاكرة، حتى يصل النص إلى نقطة استوائه المشتهاة، ولو في عباءة الضد.

وقال جمال القصاص: "ومن ثم، نحن أمام ذات شاعرة، تحتفي بضعفها وهشاشتها، تكتب ما تعيشه وتلمسه، ما تحبه وتكرهه، وتشعر بأنه يصب في قلب الشعر.

وأضاف القصاص أن سلوى عبد الحليم لا تكترث في ديوانها الأول بلعبة الثنائيات المتضادة، وتتعامل معها من قبيل العادة والمألوف، فليس مهما أن يكون القبح نقيض الجمال، بل المهم أن يكون نقيض الجوع والخوف وعدم الشعور بالأمان.

ورأى القصاص أن في القسم الأول تشكل إدانة القبح الضربة الأولى في الديوان عبر عنوان "ذاكرة ماتت" إن "القبح يلتهم الأشياء الجميلة، ببساطة شديدة، وبلا انقطاع، كأننا لا نراه"، وينهض على الاختزال والبساطة في التعاطي مع اللغة وبناء الصورة والمشهد، لكن أسئلة الذات الشاعرة تظل حيرى، ما بين مرواغة القبح، ومحاولة الانتصار على بشاعته ولو بتعليق الصور الملونة على الحوائط، أو "بصنع وجبة طعام ساخنة وقالب حلوى كبير، يكفي لإسكات صغيرين لأطول فترة ممكنة"، أو "بالذهاب إلى الموت باطمئنان شديد".

وأوضح القصاص أن القبح لن ينتهي من العالم، وتدرك الشاعرة ذلك، ففي قصيدة "واقع افتراضي" تجسد هذا المعنى: "وبحسب ما جاء في واقع افتراضي يطلقون عليه: مواقع التواصل الاجتماعي غدا يصبح العالم، أكثر قبحا، أكثر قسوة، أكثر إيلاما، من قال إننا صادقون".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً