كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أنه يجب على واشنطن وسول تجنب الحرب مع كوريا الشمالية، وبعد اختبار بيونج يانج النووي الأكثر تهديدًا حتى الآن فإن الانسحاب سيرسل أسوأ إشارة ممكنة لكوريا الشمالية والصين.
وفي حال أسقط البيت الأبيض الاتفاقية حتى بعد الاختبار سوف يلحق هذا ضرراً بالغًا بأحد أقوى حلفاء أمريكا وأهمهم في آسيا، بإلقاء تحالف أمريكا وكوريا الجنوبية للذئاب.
يجب أن يرد ترامب ورئيس كوريا الشمالية "مون جي" على نظام كيم جونج أون معا ودون أي غموض.
بالنسبة لترامب فإن الإغراء بضربة وقائية ضد كوريا الشمالية سوف ينمو ولكن توجيه ضربة وقائية هو أسوأ خيار لكوريا الجنوبية.
أي ضربات وقائية ضد كوريا الشمالية سيقابل سوف تؤدي لهجمات من كوريا شمالية على القواعد الأمريكية في كوريا الجنوبية وعلى أهداف مدنية.
وفي حال إسقاط أسلحة نووية صغيرة على سول مئات الآلاف سوف يموتون والملايين سوف يعانون من الإشعاع السام، وكوريا الشمالية كما نعرف 12 أكبر اقتصاد في العالم وسادس أكبر قوة تجارية، والديمقراطية الأكثر حيوية في آسيا، سوف تختفي من الوجود.
ترامب لديه كل الحق في حماية الرفاهية والأمن للمواطنين الأمريكيين ولكن أيضا مون يفعل نفس الشيء لـ 50 مليون مواطن ولمئات الآلاف من الأمريكيين والأجانب الذين يعيشون في بلاده.
يحق لمون أن يختلف مع البيت الأبيض على توجيه ضربة وقائية، المعلومات الاستخباراتية والوقت الحقيقي دائمًا غير كافيين عندما يتعلق الأمر بكوريا الشمالية وعلى ترامب أن يستعد لحرب شاملة في حال قرر توجيه أول ضربة أمريكية.
من جانبه، يجب على مون أن ينهي كافة الارتباطات مع كوريا الشمالية، فاقتراحه ببدء حوار بين الكوريتين، قدر رفضه كيم .
مون يرغب في إعادة فتح مجمع كايسونج الصناعي المشترك واستئناف الرحلات السياحية إذا تحسنت العلاقات بين الجنوب والشمال، ولكن كوريا الشمالية التي لديها قنابل الهيدروجين لا تعد شريكاً.
هذا ليس وقتاً مناسباً للخلاف بين سول وواشنطن، لا يوجد حليف مخلص مثل كوريا الجنوبية وبالنسبة لواشنطن ليس هذا وقتا لبدء حرب تجارية مع سول.
وبالنسبة لسول هذا ليس الوقت للافتراضات القذرة بشأن كوريا الشمالية، نحن نحتاج لجبهة موحدة ليس هناك خيار آخر.
يذكر أن كوريا الشمالية أعلنت عبر التلفزيون الرسمي أنها اختبرت بنجاح قنبلة هيدروجينية بأمر من الزعيم كيم جونج أون مضيفة أنّ التجربة حققت نجاحًا كاملاً وكانت خطوة "مهمة" لاستكمال برنامج الأسلحة النووية في البلاد.
وذكر مسؤولون يابانيون وكوريون جنوبيون أن زلزالاً رصد قرب الموقع الذي أجرت فيه كوريا الشمالية تجربتها بقوة تزيد نحو عشر مرات عن تجارب سابقة وأضافوا أن هذه هي التجربة النووية السادسة التي يجريها الشطر الكوري الشمالي. ولم يرد تأكيد مستقل للتقرير بأن التفجير كان لقنبلة هيدروجينية.
وتسعى كوريا الشمالية، تحت قيادة كيم، إلى تصنيع سلاح نووي صغير وخفيف يمكن حمله على صاروخ باليستي طويل المدى دون التأثير على مداه وأن يكون قادرا على دخول الغلاف الجوي من جديد دون أن يحترق.