"المثقف الفقير".. هكذا يٌطلق أهالي مدينة بني سويف، على "هاني جابر حسين" أشهر بائع للكتب القديمة بالمحافظة، حيث يعتبر "هاني" هو التطبيق العملي للمثل الشعبي القائل "طباخ السم بيدوقه"، بعد أن تحول عمله إلى رسالة لدعم التثقيف وطلاب الجامعة.
فحين تتوجه إلى الصلاة بمسجد علي بن أبي طالب، بشارع صلاح سالم بمدينة بني سويف أمام كلية السياحة والفنادق "التربية سابقا" تلك المنطقة التي تعج بالطلاب والمثقفين، تشم رائحة الكتب العتيقة، وبدأت تتسلل إلى أنفك كلما اقتربت من البوابة الرئيسية للمسجد تصطف على جانبيه كتب بألوان وأحجام وأشكال متعددة، يجلس وسطهم رجل خمسيني ينظف كل كتاب ويضعه مع أشباهه في صف واحد، بتنوع المؤلفين من العباد والبلاد.
يقول "هاني" مرت 25 عاما على البيع وبدأت الفكرة بشراء كتب بـ6 جنيهات، وحلمت أنني في وسط صاغة والجميع يبيعون ذهبا إلا أنا أبيع جواهر ولؤلؤ وذهبت لأحد المفسرين فبشرني بأنني ساعمل في عمل يكون كنزا ونافعا للناس.
ويعلق "هاني": "إحنا عندنا كتب تاريخية وسياسية وأدبية وعلمية وناس كتيرة جدًا مهتمة بالمجالات دي ومش بيهمهم حتى لو المكان بعيد والأسعار جميعها تتراوح من 5 جنيهات إلى 80 جنيهًا، واللي بــ80 ده تلاقيه بره بــ300 جنيه"، مؤكدًا أنه يمكن أن يخفض الأسعار أكثر من ذلك، فالمهم أن يحب الجميع القراءة خاصة الشباب".
ويؤكد "هاني" على أن نحو 80% من الزبائن من فئات أساتذة جامعة وباحثين، ولا ينسى المرحوم اللواء محمد كمال ياسين، وكان من أهم المترددين على وصادقني صداقة شخصية.