داخل أروقة محاكم الأسرة، وبين دفاترها.. قصص وحكايات أغرب من الخيال، أبطالها أناس كانوا يعيشون حياة طبيعية، غير أنهم تعرضوا لمشاكل اجتماعية أحالت حياتهم إلى جحيم، وأصبحوا مجرد أسماء في سجلات القضاء.
وبداخل محكمة الأسرة بمصر الجديدة مأساة حقيقية تعيشها شابة، لم يتجاوز عمرها الثلاثين تحطمت كل آمالها في شريك حياتها التي تمنت أن تكمل معه باقي حياتها،تنتظر دورها للدخول للقاضي وهى تجلس شاردة الذهن تلتقط أنفاسها بحساب، وكأنها تريد ألا يشوفها ولا يشعر بها أحد، وخلال دقائق دخلت للقاضي وبدأت تروى مأساتها
فقالت "رحاب": "أنا متزوجة زواج تقليدي منذ خمس سنوات كنت بحلم بزوج مناسب يحافظ على ويكون هو من تكتمل حياتي معه حتى جاء هذا الشاب وتقدم لخطبتي، لم أعد أعرفه من قبل لكنى وافقت علية بعد موافقة أهلي الذين أشادوا له بحسن الخلق والسمعة الطيبة، وبعد فترة خطوبة قصيرة تم زواجنا".
وتابعت "رحاب": "ومنذ أول أيام زواجنا تحول كل الحب الذي كان بداخلي تجاهه إلى كره واستحقار، فاكتشفت بأني أعيش مع رجل لا يعرف ربنا، ولا بيصلى ولا بيصوم وبه كل شئ سيئ ممكن أن يتخيله عقل ومرت الأيام وأنا متحملة ما به من مساوئ".
واستطردت "رحاب": "كانت أمه وأخته المعاقة ذهنيا يسكنان في شقة بالطابق الأرضي، ومرضت أمه ودخلت المستشفي وطلب مني أن أتواجد معها بالمستشفى لخدمتها أثناء مرضها، فلم أتردد لحظة، فلاحظت أكثر من مرة عند رجوعي للمنزل لأخذ مستلزمات نحتاجها في المستشفى، تواجده باستمرار مع أخته المعاقة ذهنيا، فكنت متخيلة أن هذه شهامة ومحبة منه تجاه أخته".
وتابعت والدموع على خديها: "وكانت الصدمة الكبرى التي لم أتخيلها أبدا عندما رجعت فجأة للمنزل وشهادته بعيني يعاشر أخته المعاقة معاشرة الأزواج، فوقف لساني عن النطق، وهربت من هذا المنزل النجس ولجأت للقضاء لأخذ حقوقي منه".