"من القاهرة هنا دمشق".. دعوات مصرية لاستضافة مباراة المنتخب السوري الحاسمة أمام أستراليا.. وزير الرياضة يعلن موافقته للمقترح وينقل الكرة إلى "الفيفا"

بعد تأهل المنتخب السوري إلى ملحق كأس العالم في روسيا 2018، وهى المرحلة ما قبل الأخيرة من الوصول إلى المونديال العالمي، توجهت الأضواء كلها تجاه "نسور قاسيون"، وتزايد الاهتمام الدولي بهم حتى باتت أخبارهم تنتشر في أهم الصحف والمجلات العالمية.

ومن المعلوم أن المنتخب السوري يخوض مبارياته على أرض ماليزيا بدلًا من سوريا بسبب الحرب الدائرة فيها منذ ست سنوات، إلا أن الأرض الماليزية قد تتغير في أي وقت من الأوقات، خاصة أن المرحلة التي وصل إليها المنتخب السوري تحتاج إلى مؤازرة جماهيرية كبيرة، افتقدها أبناء الشام في ملاعب ماليزيا الخالية من الجمهور، وبدأت الدعوات والترحيبات باستقبال مباراة "الأبطال" السوريين أمام أستراليا الشهر المقبل تنهال عليهم، وكان أبرزها ترحيب "مصر" واستعدادها لاستقبال ملاعبها للمباراة الحاسمة في التأهل للمونديال لأول مرة في تاريخ سوريا الرياضي.

من المصريين إلى السوريين

"رحاب أبو رجيلة"، عضو مجلس إدارة نادي الزمالك، طالب وزير الشباب والرياضة المصري "خالد عبدالعزيز"، باستضافة مباراة سوريا وأستراليا وذلك على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" حيث كتب: "نداء لمعالى وزير الشباب والرياضة المهندس خالد عبدالعزيز باستضافة مباراة سوريا وأستراليا على أرض مصر.. السوريون هنا ما شاء الله والمصريون هيملوا الملعب".

وبعد انتشار المطالبات الشعبية المصرية على مواقع التواصل الاجتماعي المنادية باستضافة مباراة سوريا أمام أستراليا، قال وزير الشباب والرياضة المصري خالد عبدالعزيز: "ندرس الموضوع بعد أن تابعنا بدقة ما تم نشره على وسائل التواصل الاجتماعي وننتظر عودة وزير الخارجية المصري، ومعظم المسؤولين من رحلة الصين مع الرئيس عبدالفتاح السيسي لمناقشة تلك الفكرة".

وأبدى وزير الرياضة، موافقته الشخصية تجاه المقترح، إلا أن القرار سيتم اتخاذه بعد دراسة الموضوع مع وزارة الخارجية والمسؤولين في مصر، على حد قوله.

وكان عدد من الشباب المصري قد تفاعل بشكل كبير مع تأهل المنتخب السوري، وطالب عبر موقع فيس بوك وتويتر بأن تكون "أرض الكنانة" أرضًا للمنتخب السوري في المباراة الحاسمة أمام أستراليا في الخامس من الشهر المقبل، حيث كتب أحدهم: "والله تيجوا تلعبوا في مصر في استاد برج العرب من أجمل استادات أفريقيا وسعته 80 ألف متفرج هيتملي بإذن الله لأننا بنحبكوا جدا وباذن الله تتأهلوا لكأس العالم مع مصر".

رفض الـ FIFA

ورغم ذلك التفاعل، إلا أن بات في شبه المؤكد أن يتم رفض الاتحاد الدولي لكرة القدم لمقترح استضافة مصر، مباراة سوريا وأستراليا باعتبارها تقع في قارة أفريقيا، وهو ما يحظره القانون الداخلي للعبة، الذي يحصر مباريات التصفيات ضمن القارة نفسها التي يتواجد بها الفريق.

إلا أن متابعين يتمنون أن يتم إقناع الاتحاد الدولي باعتماد مصر أرضًا لسوريا بالاتفاق مع أستراليا وتكون بذلك استثناءًا، خاصًة وأن الحرب في سوريا جلبت استعطاف الكثير من الجهات والمؤسسات الدولية وربما تكون الـ FIFA من ضمنهم.

على مدار التاريخ كان ينظر للشعبين السوري والمصري على أنهما من أقرب الشعوب لبعضهما البعض في المنطقة العربية، ففي عام 1956 أثناء العدوان الثلاثي على مصر خرج المذيع السوري في إذاعة دمشق "عبد الهادي البكار" بعبارته الشهيرة "من دمشق هنا القاهرة" وذلك بعد تعرض المحطة المصرية للإرسال لقصف طيران العدوان؛ ليعيد التاريخ نفسه ويستضيف الشعب المصري لشقيقه السوري ويحتضنه في هروبه من جحيم الحرب، ويشعره بأنه في بلده.

وليست احتفالات المصريين في مدينة 6 أكتوبر إلى جانب السوريين المقيمين بها بتأهل منتخبهم إلى الملحق، إلا تأكيد على أنهم شعب واحد في بلدين.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً