لازال الأزهر بدوره التنويري والوطني، يسعى إلى نشر صورة الإسلام الصحيح وتحقيق مفهوم التعايش والسلام بين الأديان المختلفة، لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يذهب فيها الإمام الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر إلى ألمانيا، للمشاركة فى مؤتمر "السلام العالمى والتعايش السلمى بين الأديان"، بل هى المرة الثالثة على التوالى.
وترصد "أهل مصر" فى هذا التقرير عدد زيارات شيخ الأزهر إلى ألمانيا..
- الزيارة الأولى:
توجه شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب إلى العاصمة الألمانية فى شهر مارس عام 2016 في زيارة استغرقت عدة أيام، بدعوة من رئيس البوندستاج الألماني، ليحضر مؤتمرا عالميا تحت عنوان "السلام في الأديان".
كما تتضمن الزيارة مشاركته في مؤتمر "مقومات السلام في الأديان"، الذى أقيم تحت عنوان "السلام عليكم" بمدينة مونستر، بالإضافة إلى عدد من اللقاءات الإعلامية والصحفية مع وسائل الإعلام الألمانية الأكثر انتشارًا، وعدد من النواب وممثلين عن الطوائف الدينية وبعض العلماء والباحثين.
وجاءت الزيارة فى إطار جهود فضيلته من أجل نشر السلام في كافة المجتمعات وبناء حوار حضاري بين الشرق والغرب يقوم على احترام وتقبل الآخر، وترسيخ مبادئ الديمقراطية والحرية وحَق الإنسان في العيش في سلام.
- الزيارة الثانية:
فى السادس والعشرين من شهر مارس من العام الجارى توجه الشيخ أحمد الطيب إلى ألمانيا للمشاركة في الحتفال بالكنائس البروتستانتية الألمانية بمناسبة مرور 500 عام على تأسيسها، والقى شيخ الأزهر كلمة فى هذا المؤتمر تحت "عنوان التسامح والتعايش السلمى".
وفى كلمته أشاد بجميع الأديان قائلا: "إن الأديان السماوية هي أولًا وأخيرًا ليست إلا رسالة سلام إلى البشر، مؤكد أن الإسلام لم يشهر السلاح فى وجه أحد بل يتعامل مع جميع الأديان من منطلق المودة والإخوة الإنسانية.
وأكد الطيب خلال المؤتمر أن مصادرنا الدينية التي نعتمد عليها في الفتوى والتشريع قديمًا وحديثًا تصف المسيحيين بخصال خمسة، هي أنكم أكثر الناس حلمًا حين تسود الفتن، وأسرع الناس عافية مما تصابون به من نوازل وأزمات، وأنكم أكثر الناس استعادة للعزم والحزم، وأنكم خير الناس لليتامى والمساكينِ والضعفاء.. والخامسة الحسنة الجميلة هي أنكم تنصفون المظلوم وتحولون بين المستضعفين وبين المتسلطين عليهم ظلمًا وعدوانًا.
وأنهى شيخ الأزهر كلمته فى هذه الزيارة أنه لا حل لأزمة العالم المعاصر وانتشاله من مآسيه التي تكاد تعود به إلى فوضى القرون الوسطى إلا التعاليم الآلهية التي تحتفلون بها اليوم وتؤكدون للعالم من خلالها أن الدين ضرورة حتمية لا يمكن أن تتحقق الأخوة ولا العدل ولا المساواة إلا في ظلاله.
- الزيارة الثالثة:
فى إطار التفاعل الذى يقوم به شيخ الأزهر مع دول الغرب حرص على التوجه إلى العاصمة الالمانية اليوم السبت، بعد دعوته من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وذلك من أجل؛ المشاركة في مؤتمر حول السلام العالمي، بعنوان "طرق السلام" والذى يستغرق يومين على التوالى لبحث سبل السلام والتعايش السلمي المشترك بين أتباع الأديان والثقافات.