يتوجه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى العاصمة الأردنية عمان لملاقاة مسؤوليها، بعد إنهاءه اليوم الأحد 10 سبتمبر لقاءه مع الجانب السعودي في جدة بزيارة رسمية استمرت يومين، إجتمع خلالها بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ووزير الخارجية عادل الجبير.
اجتماع مغلق تم في مكتب قصر الملك السعودي تشاور فيه الجانبان عدد من المواضيع، في مقدمتها الملف السوري والتحضير لمؤتمر "أستانة" المرتقب بعد أيام قليلة، كما لم يخلو حديث الطرفين عن قطر والأزمة فيما بينها وبين عدد من الدول العربية على رأسهم مصر والسعودية والإمارات، بسبب تورطها في دعم تنظيمات متطرفة في المنطقة.
وفي الشأن السوري فقد أظهر المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقد صباح اليوم بين "الجبير" و"لافروف" توافقًا على التهدئة ودعم العملية السياسية في البلاد، حيث قال "لافروف": "إن موسكو والرياض تعتبران إنشاء مناطق آمنة في سوريا خطوة إلى الأمام تساعد في تعزيز نظام وقف الأعمال العسكرية وحل القضايا الإنسانية".
وردًا على الأقوال التي ظهرت مؤخرًا للعلن بشأن إتفاق دولي على تقسيم سوريا إلى عدة دويلات من خلال فرض مناطق خفض التوتر، وإبقاء كل طرف سيطرته عليها، قال الوزير الروسي: "إن مناطق خفض التصعيد في سوريا تم إنشاؤها كإجراء مؤقت ولا ينوي أحد الحفاظ عليها إلى الأبد وإنشاء أية مقاطعات منفصلة في الأراضي السورية لسنوات طويلة"، مؤكدًا أن السوريين وحدهم من يقرر مصير بلادهم.
ولم يخرج لافروف عن حياد بلاده بشأن الأزمة في الخليج وحصار قطر، المتورطة بدعم الإرهاب في المنطقة بحسب الدول المحاصرة لها، حيث إكتفى بدعوته إلى تسوية الأزمة الحالية بين قطر ودول خليجية وعربية عبر الحوار المباشر، متجاهلًا إمتناع قطر عن تنقيذ مطالب الدول العربية لها بوقف نشاطاتها العدائية والتحريض على الأنظمة العربية.
من جانبه، جدد "الجبير" في المؤتمر الصحفي الدعوة لقطر بتنفيذ المطالب الثلاثة عشر التي وضعتها الدول العربية عليها لإعادة علاقتهم معها حبث قال: "إنه يتعين على الدوحة إظهار المزيد من الجدية تجاه الاستجابة لقائمة المطالب حتى يمكن فتح صفحة جديدة".
ويفسر البعض موقف روسيا المحايد والمؤيد في بعض الأحيان لقطر، بقطع الدوحة وعدًا لموسكو بشراء منظومات دفاع جوي بصفقة تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات عدا عن توقيع إتفاقيتين للتعاون العسكري التقني بين الجانبين عندما زار وزير الدفاع "العطية" موسكو قبل أسبوعين.
ولا تقل زيارة لافروف للسعودية أهمية عن زيارته للأردن حيث من المتوقع أن تحمل فائدة وأهمية كبيرة، خاصًة بعد التقارب الكبير بين عمان وموسكو وإتفاقهم على رعاية التهدئة العسكرية في جنوبي سوريا.
وتكتسب الزيارة أيضًا أهمية بالغة بعد موافقة الأردن تنفيذ الطلب الروسي الأخير الذي يقضي بتسليم فصائل المعارضة السورية المسلحة للمناطق التي يسيطروا عليها في البادية الشامية للجيش السوري وإنسحابهم إلى مخيم الأزرق داخل الأردن، الأمر الذي أزعج "الإئتلاف السوري المعارص" وطالب العناصر المتواجدين على الأرض عدم الإنصياع لطلب المملكة الهاشمية والإستمرار في القتال.