غزوة السينمات.. سر عودة "التبليغ والدعوة" أمام دور السينما والمنتزهات والمقاهي.. ومصدر: جماعة سلمية تنسق مع الأجهزة الأمنية.. ومسوول بالأوقاف: نرصد دعواتها للشباب

الظهور العلنى مرة أخرى، وتواجدهم أمام سينمات "وسط البلد" بالقاهرة لتقديم النصح للشباب أعاد للأذهان مشاهد فرق جماعة التبليغ والدعوة فى الماضى وهى تنشر فكرها بتبيلغ الرسالة والدعوة للدخول فى الإسلام وإصلاح سلوكيات الشباب والنشء، لكن عودة ظهور كتائب التبليغ والدعوة أثار أيضًا علامات استفهام خاصة مع توقيت ظهورهم والهدف منه.

واندفع أعضاء الجماعة، لتقديم النصائح للشباب والفتيات الموجودين للاحتفال بثانى أيام عيد الأضحى المبارك، وعند وصول هذه المجموعات بدأت بإيقاف الشباب وتقديم النصائح لهم.

وكشفت مصادر داخل الدعوة، عن وجود تعليمات من قبل عدد من المشايخ للانتشار بين فئات الشباب فى أى مكان أو وقت، وذلك فى خلال خطة التنسيق مع الأمن، وليست تحركات مستقلة دون وجود تعليمات بالذهاب إلى السينمات بالتحديد.

وقال مصدر، رفض ذكر اسمه: إن مشايخ وقادة الجماعة يتجولون بين المقاهى وأماكن تجمع الشباب أينما كانوا ولا يتم الاعتماد على مناطق بعينها دون الأخرى، موضحًا أن الجماعة منتشرة منذ سنوات طويلة ولم يتم منعها حتى فى الأوقات التى طالب فيها الجميع الرد على جماعات الإسلام السياسى ومنعها من مزاولة أعمالها فى الشارع المصرى.

وأضافت المصادر، أن كل قيادى ومسؤول داخل الشعبة فى القرى والنجوع يقوم بإرسال تقارير كاملة شهريًا لمكتب أمن الدولة المتواجد فى المنطقة التى يقع فيها، بالإضافة إلى أنه يتم عمل دراسات عن الشباب المتواجدين والمنضمين حديثًا، إلى جميع الشُعب لعدم إعطاء فرصة لأى من عناصر جماعة الإخوان أو غيرها من التسلل داخل الجماعة.

من ناحيته قال جابر طايع، رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف: إن جماعة التبليغ والدعوة التى تعتكف فى المساجد يتم إخطار الوزارة بها قبل الذهاب إلى أى مسجد، أما عن انتشارهم فى الشوارع فأضاف أن الوزارة تقابل ذلك بالقوافل التى ترسلها إلى المحافظات جميعها للتجول بين أبناء الشعب الواحد لمواجهة انتشار الجماعات والفصائل التى من المتوقع أن تنشر أفكارًا ظلامية للشباب المصرى، والتى عانى منها العالم أجمع خلال السنوات الماضية.

وأضاف طايع، فى تصريح خاص لـ"أهل مصر"، أن "التبليغ والدعوة" ليست من الجماعات المنبوذة، وذلك لتنقية بعض أفكارها من نقاشات الإخوان، والتى تدعو إلى تدخل العمل السياسى فى الدعوى والعكس، واستخدام الدين لغرض مصالح خاصة.

"التبليغ والدعوة" هى جماعة إسلامية خصصت نفسها للدعوة والزهد فى الدنيا، يعتمد أسلوبها على الترغيب والتأثير العاطفى الروحانى، بدأت دعوتها فى الهند وتنتشر الآن فى معظم البلاد العربية والإسلامية، تقوم الجماعة بأمرين أساسيين، الأول هو تبليغ من لم تبلغه الدعوة الإسلامية، ومحاولة إدخاله للإسلام، والثانى هو وعظ المقصرين من المسلمين فى أداء الصلاة بوصفها عماد الدين، ثم يخرجون بهم للدعوة أيامًا ليروا صورة من صور إيمانهم والمحبة بينهم، ورُغم كبر حجم جماعة التبليغ إلا أن ليس لها ناطق رسمى ولا ممثل أو مخاطَب معتمد.

يعود تأسيس جماعة التبليغ والدعوة إلى الشيخ محمد إلياس الكاندهلوى (1885 – 1944)، والذى وُلد فى "كاندهلة" قرية من قرى "سهارنفور" بالهند، مركز الجماعة فى دلهى ولا يُعرف إلا القليل عن مؤسسها إلا أنه من أصحاب المربّى عبد القادر الراى بورى وكان أبو الحسن على الحسنى الندوى الكاتب الإسلامى المعروف أحد أصدقائه المتواصلين معه منذ التقائهما عام 1939.

انتشرت الجماعة سريعًا فى الهند ثم فى باكستان وبنجلاديش وانتقلت إلى العالم الإسلامى والوطن العربى، حيث صار لها أتباع فى سوريا والأردن وفلسطين ولبنان ومصر والسودان والعراق والسعودية والمغرب وقطر والكويت والجزائر وبعد ذلك انتشرت دعوتها فى معظم بلدان العالم، ولها جهود فى دعوة غير المسلمين إلى الإسلام فى أوروبا وأمريكا أيضًا.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
برلماني متهمًا الحكومة بالتخبط: قسمت الشعب لطبقتين «نجيب ساويرس ونجيب منين»