اعلان

"إرما" يعيد فلوريدا للعصور الوسطى.. "لمبة الجاز والفتيل" وسائل الإنارة في الولاية الأمريكية بعد انقطاع الكهرباء بها

حالة من الظلام الدامس سيطرت على مناطق عدة بولاية فلوريدا، بعد أن ضربها إعصار إرما المدمر، حيث وصلت قوة الإعصار في الولاية إلى الدرجة الخامسة، الأمر الذي أدى إلى انقطاع التيار الكهرباء، عن عدد كبير من سكان الولاية، ووصل عدد المنازل والشركات التي انقطع عنها الكهرباء إلى 7 ملايين، وذلك حسبما أعلن مسؤولو الولاية وأجهزة المرافق، موضحين أن الرياح المصاحبة للإعصار تسببت في قطع خطوط الكهرباء.

وانقطاع الكهرباء عن ولاية فلوريدا التي اكتشفت عام 1513، على يد الإسباني خوان بونسي دي ليون، وادعى أنها اسبانيا الأصل، إلى أن قامت إسبانيا ببيعها إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1819، أعادت عدة مناطق منها إلى عصور الظلام، ولكن هنا لا يقصد بالظلام الجهل الفكري والثقافي، وإنما العيش في ظلام نتيجة انقطاع التيار الكهربائي، بفعل إعصار إرما الذي اجتاح فلوريدا على مدار 48 ساعة متواصلة.

وبالعودة إلى القرن الثامن عشر الذي شهد اكتشاف التيار الكهربائي على يد بنيامين فرانكلين، الذي أجرى العديد من الأبحاث المتعلقة بالكهرباء، ونيقولا تسلا وإديسون بالإضافة إلى أوتو بلاثي وكذلك جورج ويستنغهاوس وألكسندر جراهام بيل واللورد ويليام تومسون، بالإضافة إلى بارون كلفن الأول، كل هولاء العلماء كانوا سببًا اختراع التيار الكهربائي، الذي كان سببًا في الثورة الصناعية التي استبدلت العمل اليدوي بالآلة.وفي الوقت الذي لم تصل فيه الكهرباء إلى أنحاء العالم، اعتمد سكان بعض المناطق المظلمة على أدوات بدائية في الأنارة ومباشرة الحياة، ومن هذه الأدوات "لمبة الجاز"، التي اشتهرت في مصر وخاصة في المناطق الواقعة على خط الصعيد، وتطورت تلك اللمبة مع الأيام، إلى أن تم أضافة مفتاح "بريمة" ليتمكن المستخدم من التحكم في الإضاءة، ومن ثم تمت أضافة مرآة دائرية خلف اللمبة، لزيادة الإضاءة.

لم تكن لمبة الجاز الوسيلة الوحيدة التي استخدمتها الشعوب التي عاشت في الظلام، فهناك لمبة الفتيل، التي يتم تشبيع الفتيل الخاص بها بالكيروسين، وغيرها من الأدوات، ومع تأثير إعصار إرما على التيار الكهربائي في ولاية فلوريدا الأمريكية، يمكن أن يعود سكان الولاية ممن يتضررون من انقطاع التيار الكهربائي إلى تلك الأدوات البدائية في الأنارة.

وكشف أخر رصد للإعصار إرما، أنه توجه إلى ولاية جورجيا، التي تقع جنوب شرق الولايات المتحدة، وذلك بعد أن ضرب المنطقة الجنوبية والغربية في ولاية فلوريدا.وكشفت أجهزة الأرصاد الجوية بالولايات المتحدة، أن قوة الإعصار تراجعت، ولكن الخطر لازال يهدد مناطق مناطق في جنوب شرق البلاد.وبدأ إعصار إرما في الـ30 من أغسطس الماضي، بالقرب من جزر الرأس الأخضر بالمحيط الأطلسي، وذلك عقب ظهور أمواج استوائية شديدة القوى في الجزء القاري لإفريقيا، ويعد ذلك الإعصار الأول من نوعه، في المحافظة على سرعته التي وصلت إلى 300 كم في الساعة، لأكثر من 49 ساعة.

وبالرغم من انخفاض قوة إعصار إرما إلى الدرجة الأولى، إلا أن حياة 45 مليون شخص تقع تحت خط الخطر، في كارولينا الشمالية وكارولينا الجنوبية وجورجيا وألاباما وتينيسي.ونظرًا لوصول الإعصار إلى ولاية جورجيا، أعلن حاكم الولاية حالة الطوارئ، مطالبن المواطنين الذين تقع منازلهم على السواحل الخاصة بالولاية، بإخلاء المنازل والانتقال لمنطقة أكثر أمانًا، خوفًا من الدمار الذي سيلحقه إعصار إرما القادم من فلوريدا.

وكان قد أعلن حاكم ولاية فلوريدا الأمريكية ريك سكوت، حالة الطوارئ في جميع مناطق الولاية البالغ عددها 67 مقاطعة، تخوفاً من اجتياح إعصار إيرما، ثم أصدرت الولاية أوامر إخلاء جبرية جماعية لسكان المناطق الساحلية في الولاية، وصل عددهم لأكثر من 6.3 مليون شخص من منازلهم وذلك خشية تعرضهم لأي مخاطر ناتجة عن الأعصار.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً