كان الموقف غريبًا ومثيرًا للاستفزاز، حينما وصل الدكتور شريف حماد وزير البحث العلمى الأسبق إلى مطار القاهرة، ولم يجد سيارة الحرس تنتظره، رغم علم مكتبه والحرس بموعد وصوله للمطار، والسبب أنه تم استبعادة من منصبة أثناء سفره لإحدى الدول الأجنبية لتوقيع اتفاقية تعاون خاصة بالوزارة .
الموقف استدعى طرح تساؤل "ما هى مهنة الوزراء بعد خروجهم من مناصبهم؟.
- الوزراء مش بيلبسوا بيجامة
أثناء أى تعديل وزارى تجد بعض الموظفين يرددون جملة "الوزير هيلبس البيجامة إمتى؟"، بمعنى هيقعد فى بيتهم إمتى؟ ولكن الغريب أنه أثناء البحث فى مستقبل وزراء التعليم العالى السابقين، بعد خروجهم من الوزارة تبين أن مستقبلهم فى أغلب الأحيان أفضل بكثير مما كانوا عليه وقت تقلدهم الوزارة.
الدكتور عمرو عزت سلامة، والذى تولى منصب وزير التعليم العالى فى عامى 2004، و2011، وخرج من الوزارة ليصيح مستشارًا خاصًا للوزارة بالجامعة الأمريكية براتب 13 ألف دولار، إلى جانب عمله حاليًا كرئيس لمجلس الأمناء بمؤسسسة 57357، ومرشح حاليًا لمنصب اتحاد الجامعات العربية بعد انتهاء فترة تولية منصبه بالجامعة الأمريكية .
الدكتور حسين خالد، وزير التعليم العالى الأسبق، والذى كان يرأس جامعة القاهرة من قبلها يعمل حاليًا بعد خروجه من منصبه عضوًا بلجنة اختيار القيادات الجامعية بالمجلس الأعلى للجامعات، وأيضا رئيسًا للجنة الطبية بالمجلس، إلى جانب عمله حاليًا أستاذًا متفرغًا بمعهد الأورام، وعمله بعيادته الخاصة بمنطقة وسط البلد.
الدكتور محمد النشار، والذى استمر لمدة شهرين فقط فى الوزارة يعمل حاليًا أستاذًا بكلية الهندسة بجامعة حلوان، ولديه مشروع خاص، بينما الدكتور مصطفى مسعد، أستاذ بكلية الهندسة جامعة القاهرة ومرشح حزب الحرية والعدالة فى ذلك التوقيت، لا يعلم أحد عنه أى شىء إذا كان متواجدًا بمصر أو خارجها منذ ثورة 30 يونيو، ولكن كان لديه مكتب استشارى للهندسة المدنية، وكان معروفًا للجميع أنه مكتب ضخم، ويضم مجموعة من أكبر مهندسى الدولة.
الدكتور وائل الدجوى، وزير التعليم العالى، خلفًا للدكتور مصطفى مسعد وصديقه بالكلية نفسها يعمل حاليًا بعد خروجه من منصبه، مشرفًا هندسيًا على مشروع مدينة زويل، إلى جانب مشاركته فى إحدى لجان التعليم التكنولوجى بالمجلس الأعلى للجامعات.
الدكتور سيد عبدالخالق، وزير التعليم العالى الأسبق، قام بفتح مكتب المحاماة الخاص به بمنطقة الجيزة، والذى أغلقه بعد توليه منصبه الوزارى، ويشغل أيضًا منصب رئيس لجان الترقيات بالمجلس الأعلى للجامعات .
الدكتور أشرف الشيحى، وزير التعليم العالى السابق، يعمل حاليًا بمكتبه الهندسى بمدينة الزقازيق، وأحد المرشحين بقوة لتولى منصب رئيس جامعة الأهرام الكندية.
فيما أكد أحد رؤساء الجامعات أن راتبه أثناء توليه رئاسة الجامعة كان أكبر بكثير عما كان عليه وهو وزير، لافتًا أن راتب الموظفين بمكتبه فقط يتعدى الـ300 ألف جنيه شهريًا، بينما كان راتبه فى الوزارة بكل بدلاته لا يتعدى الـ 35 ألف جنيه، إلى جانب الضغط النفسى والعصبى الذى يعانى منه أى وزير فى تلك الفترة العصيبة من حياة الدولة .
نقلا عن العدد الورقي.