رصدت "أهل مصر"، المناطق الإجرامية الأعلى خطورة بمحافظة بني سويف، والتى تتصدرها منطقتي "الغمراوى" و"عزبة الصفيح" التى اشتهرتا بأعمال البلطجة وتجارة المواد المخدرة، وهذا لطبيعتهما "العشوائية" وصعوبة تعامل الأجهزة الأمنية مع دروبها وحواريها التى تكتظ بالخارجين عن القانون، فخرج منها العشرات من المسجلين وحائزى الأسلحة النارية وتجار المواد المخدرة، فمنها "سفينة وأرطف وكويمان وبيضه والجزار والعنتيل" والعشرات من أشهر المسجلين بلطجة وسرقات بالإكراه في المحافظة.منطقة "الغمراوى" تقع بين مجمع مواقف محى الدين وميدان حارث، وهى أولى البؤر الاجرامية، حيث يعيش عشرات من أطفال الشوارع الذين يتجمعون ليلا يدخنون البانجو ويشمون الكُلة، ويتقاسمون قيمة المسروقات التي قاموا بها نهارا.وكانوا قد احتجزوا سيارة إطفاء أسفل الكوبري شهرا كاملا والتي استولوا عليها أثناء حرق المنشآت الشرطية والحكومية فى أعقاب فض اعتصام الإخوان بميدانى رابعة والنهضة، وظلت السيارة موجودة حتى استشهاد النقيب هشام طعمة أثناء محاولته فض مشاجرة مسلحة بين عائلتين بالمنطقة، فحينها فرضت الأجهزة الأمنية سيطرتها على المنطقة.أما منطقة "عزبة الصفيح" فلها طبيعة جغرافية ساعدت كثيرًا على احتلالها قائمة أكثر المناطق وأشهرها فى عالم الجريمة، فأصبحت أكاديمية لتخريج بلطجية مؤهلين لسوق العمل فى كافة أنواع الجريمة من سطو وسرقات وإرهاب وبلطجة، و"عزبة الصفيح" منطقة شائكة ومصدرة للأزمات ولها تركيبة جغرافية وسكانية تميزها بالعشوائية في المباني وتدن في الخدمات، كما تتمركز فيها الجريمة ويكثر فيها أعمال البلطجة ويسكنها كثير من الخارجين على القانون لدرجة يصعب معها أحيانا إمكانية التدخل الأمني لحل بعض تلك المشكلات.وأول ما تطأ قدماك المنطقة تتذكر للوهلة الأولى فيلم "الكيت كات"، حيث العشوائية المفرطة وتجار وزبائن المخدرات المتجولون في دروبها وجواريها بحثًا عن الكيف فضلًا عن الشوارع المهملة والقمامة المفرطة والعراك المستمر في أغلب شوارعها وكأننا في «شيكاغو بنى سويف» وذلك حدث نتيجة اهمال المسئولين في معالجة البطالة والفقر وعدم قيام الأمن بدورة المطلوب في هذه المناطق على مدار السنوات الماضية والحل يكمن في اهتمام الدولة بالعشوائيات وتوفير فرص عمل حقيقية لشباب هذه المنطقة المهملة منذ سنوات طويلة وإلا الخطر سيزيد ما سيؤدي الي نقل وباء الاجرام وتجارة المخدرات إلي اماكن اخري.وهناك أيضًا قريتي "كوم أبو خلاد" و"مطيريد" اللاتى اشتهرتا بتصنيع الأسلحة النارية، القريتان تخصصا فى صناعة "فرد الخرطوش" من خلال ورش تصنيع يدوية داخل المنازل، بعض مواطنى هذه القرى توارث الحرفة عن أسلافهما سواء كان الأب أو الشقيق، ويتم تصنيعها بإستخدام معدات خراطة بسيطة وقواطع من مواسير المياه المصنعة من مادة «الظهر» ورغم الأدوات البدائية التي يستخدمها الصانعون، تكون عملية الاستنساخ دقيقة خاصة لـ«فرد الخرطوش» الذى ينتشر بقرى بني سويف، وأصبح الآن من ثوابت الأسر خاصة فى القرى التى تنتشر بها المشاجرات العائلية وجرائم الثأر.وفى الفترة الأخيرة بدأت المحافظة تولى هذه المناطق اهتمامًا من نوع خاص، حيث ركزت الأجهزة الأمنية حملاتها لتطهيرها نسبيًا من رؤس ومديري البؤر الإجرامية، علاوة على رفع بعض الإشغالات المخالفة ورفع السيارات المتهالكة التى تحتل شوارعها ودروبها، فضلًا عن محاولات منظمات المجتمع المدني بإستهداف هذه المناطق تنمويًا بتطوير مرافقها وإزالة عشوئياتها بعد توفير البديل المناسب والآدمى لقاطنيها، وتوجيه أنشطة الجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدنى نحو أطفالها ممًا تسربوا من التعليم بسبب الفقر والبطالة، وهو ما عاد بأثارٍ إيجابية على قاطني هذه المناطق، خاصة بعد انتشار مشروعات تستهدف محو أمية الرجال والسيدات ومواجهة ظاهرة التسرب من التعليم المنتشرة بين الأطفال، فى محاولة من أجهزة المحافظة لكسب ثقة مواطنيها ليعيشوا فى بيئة آمنة.ويطالب الأهالى اللواء جرير مصطفي، مدير أمن بني سويف، بشن حملات أمنية للقضاء على تلك البؤر الإجرامية والعناصر المشبوهه وتجار الموت بالقرية.
كتب : محمد احمد