فتنة "مراجعات السجون".. قادة الإخوان لقادة المراجعات الفكرية: "والله لنضربكم".. وسجناء الجماعة المتشددين داخل سجن الفيوم يهاجمون شباب المبادرة داخل العنابر

تصاعدت أزمة المراجعات الفكرية لشباب جماعة الإخوان السجناء فى ظل محاولات القادة والمتشددين منهم فى التصدى لتلك المراجعات، التى تهدف لإعادة تقييم تجربة الجماعة والإقرار بأخطائها وسعيها للتصالح مع الدولة، خاصة مع إصدار شباب الإخوان لتوصياتهم النهائية وخلاصة تجاربهم فى كتيبات وتوزيعها على باقى السجناء.

وقالت مصادر رفيعة المستوى: إن خلافات داخلية نشبت بين قادة المراجعات الفكرية بسجن الفيوم بقيادة عمرو عبدالحافظ وحمزة محسن، مع عدد من قيادات جماعة الإخوان الإرهابية المتواجدين داخل السجن، يترأسهم أحمد عبدالعزيز، وذلك فى أعقاب دعوات الشباب للمراجعات الفكرية لهم، فى ظل الخسائر التى تكبدتها جماعة الإخوان منذ نجاح ثورة 30 يونيو.

وقال مصدر خاص داخل جبهة الشباب الداعين لمراجعات الفكرية بالسجن: إن "عمرو عبدالحافظ تعرض لاعتداء من قبل جماعة الإخوان فى السجن الأحد الماضى، ولما توجه إلى القيادى الإخوانى أحمد عبدالعزيز، ليشكو له، ألمح له أنه سيتعرض كثيرًا للضرب، لأنه ينتقد الجماعة".

وتابع: "بعدها توجه عمرو لمسؤولى السجن، وحرر محضرًا، وعليها تم نقل "عبد الحافظ "، إلى عنبر التأديب"، مؤكدًا أن عدد الشباب الذين انضموا إلى هذه المراجعات تعدى العشرات من بين الشباب الذين كانوا يعتنقون الأفكار الجهادية والعدائية للدولة المصرية، ولهذا يعانون الآن أشد معاناة فى ظل المضايقات التى تشنها الجماعة عليهم.

وكان فى مطلع الشهر الماضى قائد المراجعات الفكرية داخل سجن "الفيوم" عمرو عبدالحافظ، كشف لـ"أهل مصر"، عن بدء موجة جديدة من المراجعات الفكرية، تتزعمها مجموعة من شباب الإخوان، وأنهم أصدروا كتابين فى هذا الصدد.

وقال: "الشباب قرروا خوض تجربة المراجعة بأنفسهم، ونظموا ورش عمل ومنتديات فكرية وسياسية لبحث الأمر، وقسموا مراجعاتهم إلى محورين رئيسيين: المواقف السياسية للجماعة، ومحور المنطلقات الفكرية التى يتبناها التنظيم منذ تأسيسه سنة ١٩٢٨، وعن الخطة المستقبلية لهؤلاء السجناء".

وأضاف المصدر: "يتم الآن تدوين نتائج هذه المراجعات فى كتب، وقد أنجزوا فى ذلك الكتاب الأول، وفى طريقهم لإنجاز الثانى، ويعقبهما نشر هذه الأفكار بين السجناء السياسيين حتى تشكل بمرور الوقت رأيًا عامًا، يؤيد نتائج هذه المراجعات".

يشار إلى أن الكتاب الأول لقادة المراجعات حمل عنوان: "الصدمة.. بقلم متساقط على طريق الدعوة"، كتبه حمزة محسن، نزيل سجن الفيوم العمومى، يسرد فيه تجربته فى البحث عن مواطن الخلل داخل الجماعة، كما يعكف عمرو عبدالحافظ، المحبوس احتياطيًا، على تأليف الكتاب الثانى الذى يناقش المواقف السياسية التى اتخذتها الجماعة خلال السنوات الست الماضية.

وقال عمرو عبدالحافظ، زعيم المراجعات الفكرية فى السجون: إنه تعرض للتشابك بالأيدى والألفاظ من قبل قادة جماعة الإخوان النزلاء فى سجن الفيوم، وذلك بعدما انتشرت فكرته داخل عدد من السجون وسيطرت عليها، ورفض أغلب الشباب لفكر الجماعة والسعى نحو الإصلاح من عقولهم بعد سنوات من الظلام فى سجل السجون.

وأضاف عبدالحافظ أن المراجعات تتم عن طريق طرح الأسئلة الكبرى التى تخص المواقف السياسية للجماعة ومنطلقاتها الفكرية، ثم جمع المراجع اللازمة وقراءتها فرادى ثم مناقشتها فى ورش عمل صغيرة ثم طرحها فى منتديات عامة لمزيد من النقاش، ومن ثم استخلاص أهم النتائج وتدوينها ثم نشر هذه الاستخلاصات بين السجناء فى لقاءات ننظمها إلى جانب نشر هذه الأفكار فى مقالات وكتب.

وأوضح أن اللقاءات بين السجناء وعقد الندوات فى ساحة التريض واقتناء الكتب متاح للجميع ولا يحتاج إلى تصريح رسمى، لافتًا إلى أنه يلتقى بالسجناء بصورة طبيعية داخل العنبر كما يلتقى كل السجناء مع بعضهم، لافتًا أن الأمر ليس بحاجة إلى تصريح أمنى، مؤكدًا على أنه سينشر ما أنجزه من كتب، وبصدد تأليف كتب أخرى.

واستكمل: "نشر الأفكار الجديدة بين السجناء لا يتوقف داخل سجن الفيوم، فآخرون بسجون أخرى سمعوا بمراجعاتنا ونبحث عن طريقة لتوصيل كتاباتنا لهم ليطلعوا عليها، وبمجرد خروج بعضنا من السجن سنعمل على نشر أفكارنا فى ربوع مصر كلها".

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً